0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

طوارئ الشتاء.. خطط على الورق

اول شتوة تشرينية كشفت المستور، وعرّت كل التصريحات لعدد من البلديات والاشغال العامة، وجرفت امال مواطنين بموسم آمن لاسيما في الاغوار والحسا ومعان، فالسيول جرفت اتربة وقلعت اشجارا واعمدة كهرباء، واجتاحت بيوتا في ساعات معدودة، وهذه تؤكد ان البنية التحتية للمناطق المتضررة ضعيفة وغير كفوءة، وان كل ما قيل عن جاهزية بلديات والاشغال العامة مجرد وهم على وهم، اذ لم يتم تجهيز قنوات تصريف المياه من جهة كما لم يتم تحضير مسارات للسيول من جهة اخرى، وهنا يجدر الإشارة إلى ان عنصر المفاجأة يفترض أنه غير مقبول فان السلطات المعنية تعرف تمام المعرفة مسارات السيول واتجاهاتها، وهي كمن يتفاجأ بموسم معروف تفاصيله بزيادة هنا او نقصان هناك. مناخيا يصنف الاردن بأنه من الدولة المعتدلة صيفا وشتاء، وخلال العقود والسنوات الماضية انخفضت معدلات هطول الامطار، اما عواصف الثلوج فتستمر عدة ايام، لذلك يكابد الاردنيون صيفا من شح المياه لكافة الاستخدامات، اي اننا نبتهل للمولى عز وجل ان ينزل علينا امطار السقيا، ومع ذلك لاتجهز مؤسساتنا من بلديات واشغال عامة بدءا بصيانة قنوات تصريف المياه وادامتها، وتحسين مرافق البنيى التحتية، وما حصل في مدن اردنية في الاغوار والجنوب يؤكد ذلك. خلال السنوات القليلة الماضية حصل الاردن على قروض ومنح ودعم عربي ودولي في مقدمتها المنحة الخليجية لتحسين البنية الاساسية، ومع ذلك ما زلنا نغرق في شبر ماء، وهذا يشير الى ضعف التخطيط، والابتعاد عن الوقاية المبكرة، لحماية المواطنين وممتلكاتهم وإدمة الخدمات المقدمة لهم، إذ ما زالت قرارات المؤسسات العامة تتسم بإدارة ازمات لا خطط رصينة يعتد بها ويعتمد عليها في الشدائد. فصل الشتاء في بدايته، ويأمل الجميع ان يكون فصل خير يغذي مصادرنا المائية من سدود واحواض جوفية، وينبت الزرع ويحي الانسان، وان تقصير الجهات المختصة لايغتفر ونحن نعاني الامرين في تدبير امورنا المائية، وهناك مجموعة من الاسئلة تُطرح …اين وصلت برامج الحصاد المائي من سدود ترابية وغير ترابية؟، وهل تم تحضير مسارات السيول وتنظيفها والاهتمام ببناء جدران جانبية لحماية المناطق المحاذية للسيول والمناطق المنخفضة؟. الحاجة تستدعي إجراء مراجعة حقيقية لنفقات البلديات والاشغال العامة ومخصصاتهما باعتبارهما يتقاسمان المسؤولية في اعمال تكمل بعضها البعض، وهل تم تنفيذ الخطط المسبقة وماهية نسبة انجاز المشاريع والاعمال المرتبطة بالبنية الاساسية، ونخشى ان تكون المخصصات انفقت على الرواتب والحوافز والعمل الاضافي غير المنتج…محاولات مسؤول وصف اول شتوة بأنها اعصار طالت كافة مناحي الحياة في الاغوار هي بعيدة كل البعد عن الواقع، فالاعاصير لها مواصفات ومسارات، وما حصل هو شتاء غزير لساعات معدودة، فالمياه اما تغذي السدود المائية، واما تذهب الى البحر الميت حسب مساراتها…وان ما حصل ضعف بيّن للبنية التحتية وإدارتها