0020
0020
previous arrow
next arrow

لا ننسى الحب بجرح كلمة

وكالة الناس – هند السليم – لا تبنى النفوس إلا إذا واجهت المواقف، ولا تذرف الدموع إلا إذا حركتها المشاعر والأحاسيس التي تختفي في جوف كل واحد منا، أريد أن أقول أشياء كثيرة، لكنني أجد نفسي ضعيفة أمامها، ولا أستطيع أن أترجم ما أريد قوله.

اكتفي بالألم وأحس أنني افتقد نفسي، بل وافتقد ذاتي، وأحس أني بحاجة إلى أن ابكي، فالدموع التي تتناثر على هذه الأوراق أو غيرها لا تشفي براءة جوارحي.
أحس أن المواقف التي تعترض أيا منا تجعله أحيانا يركع أمام عتباتها وكأنه يريد الغفران، يريد أن يجد لنفسه عذرا.
أحيانا كثيرة لا أجد نفسي تقبل الخضوع لأي موقف مهما كان قويا أو صاعقا، رغم أنني أكون البركان الذي يغلي من قوته والذي فجر في نفسي كل المشاهد التي توقظني فجأة، وتجعلني أقف أمامها خاشعة بل صامتة أتأملها، وأنا ملتهبة المشاعر وأحاسيسي تتفرع مثل الشعاب، واجد نفسي ابني الحكاية فصولا عديدة، فأكون أمام موقف كامل في صورة قصة نصفها من الخيال مستمدة من النصف الآخر المبني على المشاهدة والواقع.
فيبدأ الصراع قويا ما بين نفسي فأتوه في بركاني الذي يغلي، وتقهرني أفكاري حتى أحس أنني لا اقدر أن أقف على قدمي، وان إحباطا ما قد هدني، وانه لا بد من أن اختفي عن وجه الشمس ولو لساعات اقضيها بعيدا عن كل الناس.
فانا أرى أن الزمن عندما يجري يدوس علينا، ويجعل المواقف التي تصدر عنا تتلاشى بعمر الزمن الذي يمضي من حياة كل واحد منا، لدرجة أننا أحيانا أخرى نجد صعوبة في تذكرها فننساها.
هكذا صحوت من طفولتي ابحث عن المثاليات والمبادئ، فوجدت نفسي في هذا التفكير وهذا المنطق !!!! ورسمت صورتي التي لا أرى هل هي بحاجة لان ارسمها بصورة أخرى؟ أم أنها صورة تجد قبولا لدى من حولي ؟؟؟؟ فانا ما عرفت الحقد أو الكراهية يوما لشخص تعاملت معه، لا أقول هذا دفاعا عن نفسي، بل لان هذا هو موقفي دائما وواقعي الذي أعيشه في حياتي.
وما يؤلمني أنهم يعرفون طبيعة مشاعري وملكات ذاتي، وتأتي ساعة من يوم من أيام هذا الدهر الذي يبكينا، وتتطاير من لساني كلمات ما قصدت فيها أن اجرح أحاسيس.. أو اكسر خواطر احد .. فيبنون هذه الكلمات كجدارا مانعا .. وتحسب عليّ المواقف.. ويغيب عنهم كل الماضي.
هذا الواقع المر أعيشه أنا وغيري، فمهما كان جميلا ومحببا بين البشر، وكم هي الذكريات قوية في نفوسنا ومحفورة في قلوبنا تأتي لحظة واحدة تجلي كل الماضي، وتزرع نقطة سوداء تبدأ وتكبر، ما دامت الأفكار والهواجس فينا تكبر.
فلنمشي في طريق النور، لا نتعثر في كلمات تطايرت أو أشواك زرعت، لندوس عليها فلا نقدر على نزعها من أعماقنا، وان فعلنا ستبقى آثار الجراح فينا….