"عرس الدم": عرض يحاكي الحياة وابتكاراتها من أمل وألم وحب
وكالة الناس – برهنت مسرحية “عرس الدم” التي عرضت على المسرح الرئيسي للمركز الثقافي الملكي الاثنين الماضي، ضمن فعاليات مهرجان عمون لمسرح الشباب (14)، أن المسرح “لسا بخير” في الأردن للإقبال الجماهيري الكثيف الذي كان من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية.
وهذا الأمر فاجأ الجميع؛ حيث حضر المسرحية حوالي 800 شخص من أصل 300، مما اضطر الفريق لأن يعيد العرض مرة أخرى، وهذا أمر غير اعتيادي أبداً، كما قال النقاد الحاضرون والقائمون على المهرجان.
“عرس الدم” مسرحية مأخوذة من النص العالمي للشاعر الإسباني لوركا التي كتبها في العام 1933، لكنها عدلت بتصرف محترف لتكون مرآة تعكس مجتمعنا الأردني في العصر الحديث، بالرغم من التشابه الكبير بين العمل الأصلي وهذا العمل.
وتناقش مسرحية “عرس الدم” لفرقة رؤى للفنون المسرحية، ومن إنتاج وزارة الثقافة، قضايا عدة؛ كاحترام خصوصية الآخرين والحب والوفاء والثأر والتعميم. وتنتمي لفئة “تراجوكوميديا” أي مزج التراجيديا بالكوميديا.
والعرض المسرحي من إخراج أحمد سرور وتمثيله مع عدي حجازي، وإبراهيم نوابنة وسميرة الأسير بأكثر من شخصية لكل منهم، وسينوغرافيا ليث العرينات وموسيقى كريست الزعبي.
وأكد مخرج العمل أحمد سرور أن “المسرح هو أكبر معلم، لأنه يعرض لنا قضايا تهمنا وهو يعلمنا الكثير بعيداً عن التلقين”.
وقال إن مسرحية “عرس الدم” تناقش الحياة وابتكاراتها من أمل وألم وحب وحياة وموت، وكذلك تعاطي الناس معها بشكل مبالغ فيه.
أما عن اختياره للممثلين، فقال سرور إنه يؤمن بكل واحد منهم لمعرفته السابقة بهم، مؤكدا أنهم التزموا بالتدريبات اليومية المكثفة لمدة شهرين متتاليين، واعتمدوا على طريقة العصف الذهني في اتخاذ كل قرار بشأن العمل.
وأشار إلى أن مغني الراب الأردني كريست الزعبي، أشرف على الموسيقى، وليث العرينات مسؤول الإضاءة هما اللذان أسهما بوضع المشاهدين في جو المسرحية بسلاسة ليصنعوا مع الممثلين والجمهور لوحة فنية نابضة.
ورداً على سؤال حول رهبة لحظة صعودهم على خشبة المسرح، قال سرور متنهداً بأنهم صعدوا ممتلئين بالخوف لأن ثقة الجمهور حملتهم مسؤولية مضاعفة.
كما مدح المخرج نبيل نجم الجمهور كذلك، قائلا إنه تفاعل وغاص في المعاني العميقة التي عرضتها المسرحية، فكان ناقدا ومحللا، وهذا يبشر بمستقبل عظيم للمسرح الشبابي الأردني الهادف.
“عدي حجازي” أحد الممثلين في المسرحية، قال إن أكثر ما جعله يشعر بالثقة بهذا العمل بالذات، هو أنه سمع من أكثر من شخص من الجمهور أن هذا العمل جعلهم يحبون المسرح ويعودون إلى مدرجاته بعد طول غياب.
وتمنى “حجازي” أن يستمر هذا العرض لسنوات ليشاهده أكبر عدد من الناس ويستقبلوا رسالته. في حين بينت سميرة الأسير أن مسرحية “عرس الدم” هي الأقرب إلى قلبها من بين أعمالها الأخرى.
كما وأعرب الممثل ابراهيم نوابنة عن حزنه لانتهاء التدريبات المكثفة، التي أصبحت جزءا من روتين يومه، موضحا أنه تأثر كثيرا عندما عرف بأن شخصاً ضريراً كان من بين الحضور وأنه كان في قمة الاستمتاع خلال العرض، كما أنه فرح عندما سأله الكثير من الحضور عن وقت إعادة العرض لحماسهم لحضوره من جديد.
ومن بين الجمهور أيضاً كانت المخرجة والممثلة أسماء مصطفى التي عبرت عن فخرها، قائلة “شبابنا يتناول نصوصا عالمية ليخلق منها نصا للخشبة… هناك أمل”.
والجدير بالذكر أن وسم “عرس الدم” أصبح Trend على “تويتر” مع انتهاء العرض الأول له كما أفادنا عدي كباريتي من فريق نشامى.