مخابز تخلط نسبة كبيرة من الطحين المدعوم بالطحين الزيرو في صناعة منتجاتها
لكن هناك العديد من المخابز تستغل هذا الدعم وتقوم بخلطه بنسبة كبيرة مع طحين الزيرو لانتاج اصناف من الكعك وخبز الحمام والخبز(الافرنجي) وبعض الحلويات , وانه ورغم قيامها بخلطها الا انه يتم بيعها باسعار مرتفعة .
ويشير مواطنون اشتكوا من ارتفاع في اسعار هذه المنتجات رغم التكلفة البسيطة لها , الى ان دعم الحكومة لهذه المادة اصبح يستغله بعض التجار سعيا للحصول على الارباح والتوفير في مادة الطحين الزيرو وخداع المواطنين بأن هذه المنتجات مصنوعة منه .
ويقولون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان اكتشاف خلط الطحين الحر(الزيرو) بالطحين المدعوم يلاحظ عند تناولهم لهذه المنتجات ويبدو بشكل واضح فقدانه للجودة والنكهة .
المواطنة شفاء شديد تبين ان معظم انواع الكعك التي تبتاعها يلاحظ عليها اللون الغامق وليس الفاتح كما انها في الغالب غير متماسكة وطعمها غير مناسب وهذا يدل على ان نسبة الطحين الموحد فيها كبيرة, وتتساءل “بما انه يتم اضافة كمية كبيرة من الطحين(الموحد) المدعوم إليها لماذا اسعارها مرتفعة الى هذا الحد” ؟.
وتقول ان هذه المنتجات متناولة من قبل الجميع وتعد مادة اساسية بعد الخبز خاصة الاطفال وكبار السن , وارتفاع اسعارها يعني الاضرار بهذه الفئات العمرية والتي قد تحرم منها بسبب سعرها المرتفع , موضحة أنها تبحث من مخبز الى آخر عن منتجات ذات جودة .
وتشير الى ان “هذا السلوك يتنافى مع قيم الامانة والصدق ويجب على من يتصرف بهذا الاسلوب الالتزام الاخلاقي والمحافظة على جودة المنتج” .
ويؤكد المواطن يوسف سعيد أنه لا يستطيع في الكثير من الاحيان شراء الكعك وخبز الحمام لأبنائه الستة نظرا لارتفاع اسعارها وتفاوت هذا الارتفاع بين مخبز وآخر , حيث انه وعند شرائه لكيلوغرامين من الكعك بأربعة دنانير فانها لا تكفي لأبنائه ليوم واحد .
ويضيف ان ابناءه يطلبون منه شراء الكعك لانهم يحبون تناوله قبل الذهاب الى المدرسة، لكنه يشعر بالضيق الشديد لعدم قدرته المالية على توفير هذا المنتج لهم بسبب ارتفاع اسعاره , ويطالب باتخاذ اجراءات جادة في هذا الامر لانهاء العبث في مادة اساسية يحبها الاطفال خاصة في الصباح .
ويكشف مدير احد المخابز في عمان محمود اسعد أن العديد من ادارات المخابز تطلب من العاملين فيها خلط الطحين الزيرو مع نسبة كبيرة من الطحين المدعوم .
ويضيف ان المخبز الذي يديره لا يقوم بخلط الطحين ويستهلك ما يقارب طنا واحدا اسبوعيا من طحين الزيرو مشيرا الى حرص المخبز على جودة المنتج وبالتالي السمعة الجيدة له .
ويبين ان الطحين الموحد المدعوم يجب ان يستخدم في صناعة الخبز العربي العادي فقط وليس المنتجات الاخرى .
فيما يؤكد صاحب احد المخابز سعيد علي ما ذهب اليه محمود اسعد من أن العديد من المخابز تعمل على خلط انواع الطحين للتوفير في استخدام الطحين الزيرو .
ويقول ان المخابز التي تبيع كميات كبيرة من الخبز العربي تعمل على زيادة خلط الطحين مؤكدا ان اسعار الكعك غالية الثمن إذا ما قسنا تكلفتها البسيطة عند خلط الطحين والاستفادة بشكل كبير من دعم الطحين الموحد .
مساعد امين عام وزارة الصناعة والتجارة المهندس حسونة محيلان يقول انه تم ضبط كثير من المخابز تقوم بخلط الطحين المدعوم الذي يباع ب 32 دينارا و75 قرشا للطن الواحد اما الزيرو فهو ب 302 دينار للطن .
ويضيف ان المخبز الذي يقوم بخلط الطحين يتم اغلاقه او تخفيض كمية الطحين المدعوم له , موضحا انه يصعب رقابة هذا الكم الكبير من المخابز وناقلي الطحين المدعوم كما ان الفارق الكبير بالسعر بين النوعين ادى الى خلل ومخالفات كثيرة في هذا المجال .
ويقول ان السبب الرئيسي في هذه الاشكالية هو ان الدعم موجه للطحين , والافضل والاصح ان يكون الدعم لرغيف الخبز لأن دعم الطحين يؤدي الى الكثير من الاستغلال .
ويؤكد ان وزارة الصناعة والتجارة تقوم بدراسات من اجل تقديم الدعم لرغيف الخبز وليس للطحين من خلال بطاقة الكترونية تقدم مجانا وتكون مشحونة حسب افراد الاسرة ويتم من خلالها الحصول على رغيف الخبز بسعر 16 قرشا للكيلو .
ويشير محيلان الى ان 40 بالمئة من دعم الطحين الموحد تذهب الى غير الاردنيين , فهناك ما يقارب مليوني فرد غير اردنيين يستفيدون من هذا الدعم , وهذا خلل كبير ولا يوجد دولة بالعالم تقوم بتوجيه الدعم لغير مواطنيها حيث ان تكلفة دعم الطحين الموحد سنويا هي 190 مليون دينار .
ويقول ان المخابز تقوم ببيع كمية الطحين الفائض عن حاجتها, إذ ان هناك من يبيع كيسين من الطحين المدعوم بسعر الطن , والمخابز في هذا تفضل بيع الطحين المدعوم على صناعة الخبز ومنها من يقوم بالشكوى للوزارة من اجل رفع نسبته من الطحين المدعوم لأجل بيعه وليس خبزه .
ويبين ان هناك اتفاقيات تنشأ بين صاحب المخبز وناقلي الطحين المدعوم الذين يشترون الفائض لبيعه بطريقتهم حتى انها تذهب اعلافا للمواشي .
نقيب اصحاب المخابز ومشتقات الطحين عبدالاله الحموي يقول ان هناك بطاقة لكل مخبز موضح فيها ما إذا كان ينتج مشتقات الطحين المختلفة غير الخبز العربي.
ويضيف ان لكل مخبز كمية محددة من الطحين يتم التزود بها من خلال مطاحن القمح المحددة من قبل وزارة الصناعة والتجارة , وإذا ما كان المخبز ينتج المشتقات الاخرى فيجب عليه شراء 10 بالمئة كحد ادنى طحين زيرو من كمية الطحين المدعوم , حيث يبلغ سعر الطحين الزيرو 330 دينارا للطن الواحد في حين يبلغ سعر الطن المدعوم 32 دينارا فقط .
ويضيف ان عدد المخابز في المملكة يبلغ 2000 مخبز والمطاحن 18 مخصصة لتزويد المخابز بانواع الطحين ما ينتج عن هذا العدد الكبير تجاوزات من قبل البعض .
ويشير الى ان 90 بالمئة من المخابز تعمل بالطحين المدعوم فقط , ومن يثبت انه يخلط الطحين المدعوم بالزيرو من اجل صناعة منتجات مختلفة غير الخبز العادي فإن النقابة تتخلى عنه ولن تتدخل في الدفاع عنه , مؤكدا على جميع المخابز ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والمحافظة على السمعة الطيبة لمخابزهم .
ويبين الحموي “ان اصحاب المخابز يعيشون في قلق مستمر جراء آلية المراقبة اثناء شراء مادة الطحين وعند استخدامها , ويطالبون باتباع طريقة اخرى تبعد عنهم اتهامات خلط الطحين” .
ويطالب بدعم الطحين الزيرو لأن اسعار منتجاته ارتفعت مع ارتفاع اسعار المشتقات النفطية , مشيرا الى ان النقابة كانت طالبت المخابز بعدم رفع الاسعار إلا انها رفضت .بترا