النظام السوري والمعارضة تتهمان الأردن
وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة أن ما يُحدد بوصلة الموقف الأردني من الوضع السوري هو المصالح الأردنية العليا. وأضاف أن الأردن يهمه مصالحه الأمنية واستقرار الوضع على حدوده التي سالت دماء جنود أردنيين لمنع التسلل عبرها وهذا أمر يعرفه طرفا المعادلة في سوريا اليوم.
بدوره تحدث وزير الإعلام الأردني الأسبق طاهر العدوان عن اتهامات للأردن من طرفي الأزمة في سوريا.
وقال للجزيرة نت إن النظام السوري يتهم الأردن بتدريب مقاتلين معارضين وتمرير أسلحة إلى الجيش الحر، والمعارضة السورية تتهم الأردن بتأمين تموين للقوات السورية المرابطة بين الجولان والسويداء لتستمر في صمودها أمام حصار الجيش الحر.
ولفت إلى أن هناك من يرى أن النظام في الأردن يحاول إرضاء جميع الأطراف وأنه يقدم تسهيلات لطرفي الأزمة في سوريا دون أن يمس ذلك بأمن حدوده.
وبرأي العدوان فإن ما يحدد الموقف الأردني من الوضع السوري هو المخاوف الأردنية الأمنية.
وشرح أن الأردن لا يريد أن تصل النيران السورية إلى أراضيه، ويقرأ بدقة وصول القذائف السورية للبنان، وهنا تتشابك الحسابات إن وصلت قذائف سورية للأردن “فهل سيرد عليها أم سيستخدم الباتريوت وقوات دولية لصدها وردعها؟”.
ويذهب للتأكيد أن موقف عمان من الوضع السوري مرتبط مباشرة بالموقف الأميركي الذي لا يزال يراوح في مكانه.
رسائل التحذير
وكانت العديد من رسائل التحذير قد وصلت للأردن من النظام السوري عبر وسائل إعلام بدت تصعيدا في اللهجة السورية تجاه المملكة واتهامها بأنها غيرت موقفها من الوضع السوري وسمحت بدخول أسلحة ومقاتلين، كما اتهم عمان بأنها تضيق عليهم ووصفوا الموقف الأردني “بالسيئ”.
الرسالة السورية الأولى جاءت عبر خبر بثته فرانس برس الجمعة الماضية نقلت فيه عن مصدر حكومي سوري اتهامه للأردن بتغير تعامله مع الموضوع السوري باتجاه السماح بمرور أسلحة ومسلحين عبر الحدود إلى سوريا.
لكن الرسالة الثانية بدت أكثر أهمية وحملت ما يشبه رسائل التهديد السورية للأردن ولبنان وجاءت في مقال افتتاحي نشرته صحيفة الثورة السورية الأحد.
فيما يخص الأردن تحدثت الصحيفة الرسمية السورية عن وجود “تسريبات صحفية” بشأن “الدور الأردني ودور الاستخبارات الدولية حين تسارعت مضبوطات الحالة وهي متلبسة بأقصى درجات القرينة وبما يصعب على أحد أن ينفيها وبالتالي كان من المستحيل الاستمرار في تجاهلها”.
وبدت الصحيفة تنقل رسائل تهديد للأردن عندما قالت “لا ننكر أنه قد يأخذ البعض على السوريين المبالغة في ضبط النفس، وحتى في التعامل بحسن نية مع الملفات التي أثيرت، وحتى التسريبات التي مرت كانت لا تأخذ حيزا كافيا في الاهتمام الإعلامي والسياسي”.
وتابعت أن “الحال السوري المكتوي بنار الإرهاب لن يبقى مشتعلاً لوحده خصوصاً حين تندسّ الأصابع الأردنية واللبنانية، سواء كان عن عمد أو من دون عمد وهنا المشكلة التي يحتاج الجانبان إلى حلها والإجابة عن الأسئلة التي أثارتها وتثيرها بالضرورة إلى وقت لاحق”.
وخلصت الثورة السورية للقول “بعد عامين يحق للسوريين أن يضعوا إصبعهم على الجرح وأن يسموا الأشياء بمسمياتها وأن يتوقع أشقاؤنا أننا جادون في كل ما يترتب على ذلك”.
الرسائل السورية ليست الأولى، فالأردن تلقى وعلى أعلى المستويات قبل عام ونصف العام تقريبا رسائل تهديد أكثر وضوحا عندما زار آصف شوكت -صهر الرئيس السوري بشار الأسد، نائب رئيس هيئة الأركان السورية- الأردن عام 2011 ونقل له رسائل تحذير من التدخل في الوضع بسوريا، قبل أن يلقى شوكت حتفه في تفجير أصاب مجموعة الأزمة السورية العام الماضي.
ولا يمل قادة من الجيش السوري الحر في جنوبي سوريا المحاذي للأردن من الشكوى مما يرونه تضييقا من الأردن عليهم. فقائد العمليات في الجيش السوري الحر في درعا ياسر عبود تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف عن “تضييق كبير من الأردن على الثورة السورية”.
ووصف عبود الموقف الأردني من الثورة السورية “بالسيئ”، وزاد “على عكس ما يقوله إعلام النظام السوري فالتضييق علينا زاد في الآونة الأخيرة لدرجة الاختناق”.
واعتبر أن إعلام النظام السوري “يحاول تصدير أزمته المتفاقمة باتجاه الأردن ولبنان باعتبارهما الخاصرتين الأضعف بالنسبة له بعدما فقد السيطرة على حدوده مع تركيا، كما أنه لا يريد إغضاب العراق المستمر في تمرير أسلحة ومقاتلين لصالحه عبر حدوده”. (الجزيرة نت