خارج منطقة الجزاء
الألعاب مثل المناورات، نتعلم منها فنون الحياة وقيم التنافس واحترام القواعد ومتعة الفوز ولذة الإنجاز. لكل لعبة هدف وتكتيك ومهارات وقواعد. من ضمن قواعد اللعب التوقيت والتكافؤ في العدد والمستوى.
في الحالات التي لا تتكافأ فيها الفرق يخرج البعض عن القواعد ويحاولون الوصول للنتيجة بأي ثمن.
الضمانة الوحيدة للفرق الجديرة والجمهور المتطلع إلى متعة اللعب النظيف وجود حكام يتمتعون بالنزاهة واللياقة والحزم والعدل، يطبقون القواعد على الجميع ويتابعون سير اللعب بعيدا عن الاهواء والضغوط والاستمالة.
الحكام سادة الملاعب يمارسون سلطة المعرفة والنزاهة على الجميع، وتسير الألعاب على إيقاع صافراتهم. يملكون القدرة على إيقاف اللعب وتغيير مساره وإلحاق العقوبة على من يخالف القواعد أو يتجاوز على حقوق الغير او تقاليد الملاعب.
مخالفة قواعد اللعب سلوك ينتقص من جمال اللعبة وتنافسيتها، ويتعدى على فرص المنافس في تحقيق إنجاز محتمل أو متوقع ويحقق منفعة للمخالف من حيث إنه يجهض اندفاع الخصم ويحرمه من تحقيق النتيجة التي يسعى إليها.
في كل الأحول تتضمن قواعد اللعب عقوبات يجري إيقاعها على كل من يخالف القواعد من أجل تعويض المتضرر وردع المخالف.
من الناحية المنطقية يستند مفهوم الجزاء إلى افتراض أن المخالف يحقق منفعة ويلحق ضررا بالمنافس، لذا ولضمان العدالة وإعادة التوازن وردع من قد يغريه الخروج على النظام وخرق قواعده لا بد من تطبيق قواعد الجزاء بصرامة.
غالبية اللاعبين يحرصون على تجنب خرق القواعد أو يسارعون في الاعتذار وتحمل المسؤولية الأخلاقية أو التظاهر بأن أخطاءه غير مقصودة أو حدثت في السياق.
ما لا يدركه البعض أن معظم الألعاب مبرمجة ويمكن ضبطها إلكترونيا ومعرفة المخالفات العرضية من الاعتراضية وأن الجماهير مثل الحكام يعرفون الأخطاء التي كان من الممكن تجنبها والتي يقع فيها اللاعبون بحسن النوايا.
في كل الألعاب التي ابتدعتها البشرية لا تستقيم الألعاب ولا تكسب لاعبيها المتعة بدون احترام قواعد اللعب بما في ذلك تسجيل النقاط وتدوين المخالفات والتدرج في العقوبة من التنبيه إلى الانذار فالطرد من اللعب.
المشكلة التي تواجه ملاعبنا اأن الكثير من الحكام لا يملكون اللياقة البدنية الكافية لملاحقة الكرات وضعف بصرهم فلا يستطيعون ملاحظة الأخطاء وتنقص بعضهم الجرأة اللازمة لرفع بطاقات الإنذار للمخالفين؛ فهمهم إطلاق صافرة البدء والنهاية وملاحظة ضربات المرمى ولا يكترثون لمن يلعبون خلف خطوط الدفاع أو يشتتون الكرات أو يستخدمون الأيدي داخل منطقة الجزاء.
الأخطاء التي يرتكبها البعض داخل منطقة الجزاء قاتلة ومميتة ولا يمكن تبريرها، مقصودة او غير مقصودة؛ فهي مخاطرة تضع الفريق والجمهور والمدربين في مأزق يصعب تفاديه وقد يفقد الفريق تقدمه وروحه المعنوية واندفاعه الضروري للفوز.
أخطاء الحكام لا تقل فظاعة عن خطيئة المدرب الذي أبقى على لاعبين ممن فقدوا لياقتهم وكثرت أخطاؤهم؛ فاحتمالية ارتكاب نفس الأخطاء أحد أسباب الخسارة المتكررة وقلق الجمهور وتشجيع البعض على اللعب خارج منطقة الجزاء والاستمرار في تشتيت الكرات واستعراض المهارات الفردية.
الاستمرار في اللعب دون تفعيل عقوبات الردع يفسد اللعبة ويدفع الجمهور لتشجيع الفرق التي يستحسنون أداء لاعبيها مهما كانت جنسياتهم.