0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مساجد ومصلون!

-1- عادة ما يكون ثمة نقد للمسجد، ومن يرتاده، يعتقد البعض أنه نقد للدين، هذا ليس صحيحا بالطبع، فالانحطاط الذي يعانيه أي مجتمع، لا يعود إلى معتقداته، بقدر ما يعود إلى المنظومة الاجتماعي والأخلاقية التي تسوده، سواء ارتدت رداء دينيا أو فلسفيا، أو كانت مستقاة من إرث مجتمعي، هو خليط من العادات والتقاليد وبعض الأساطير، وربما قليل من المعتقدات الدينية الباهتة، أو المُساء تأويلها أو فهمها! -2- كتب صديقي على فيسبوك محمود أبو الجود ملاحظة، وأرسلها لي، بعد أن نشرت المشهدين اللذين سيتلوان ملاحظته، قال: مررت بطريق يؤدي إلى المسجد وأنا طبعا في السيارة قرب اثنين و»طبعا أنا صرت واصل قبلهم بدي أعدي فواحد فيهم قطع فجأة فأنا دغري خففت وصار الأخ يقزدر فلما مر بسلامة أعطيتها زميرة إثقيله لإحساسه بأنه أخطأ وبعدها سمعت شي يضرب بالسيارة وقفت وإذ بالأخ رايح وحامل دبشة (حجر كبير!) وجاي، لسه ما حكيت معه بلش يسب مسبات ولا كأنه رايح ع المسجد فالشب يلي معه ركبني بالسيارة وقلي روح وفكك منه بس قلت له قبل ما أروح بدي أسألك إنت رايح ع المسجد وبدون تردد قالها «آه» فآه ثم آه على من قال آه قلت له: الله يتقبل! -3- مشهدان مشهد 1 دهش كثيرا حينما دخل المسجد، الذي اعتاد أن يؤدي كل صلواته فيه، إذ لم يجد شخصا يعرفه، بدت له كل الوجوه غريبة، الإمام الذي كان يسيل الورع من طرف لحيته، كان يرتدي سروالا ضيقا، يكشف عن جزء من مؤخرته، وذاك الشيخ الوقور الذي دأب أن يقيم الصلاة، كان يطرقع بالعلكة في فمه، ويصنع منها بلّونات، وجاره الذي طالما دعاه لترك السجائر أشعل سيجارة وبدأ ينفث دخانها في وجهه، ورجال الصف الأول، الذين كانوا يحجزون أماكنهم قبل إقامة الصلاة، بدوا زاهدين في تلك الأماكن، وحتى هو، تحسس وجهه، لم يكن هو، فقد اختفت لحيته، وشاربه الخفيف، حتى ظن أنه يعيش كابوسا، أخرج هاتفه الخلوي من جيب دشداشته، ونظر إلى وجهه، فرأى شخصا آخر، «يدلع» لسانه له، خادم المسجد أيضا الذي دأب على أن «يتنخع» قبل إقامة الصلاة، كان يأتي بحركات خادشة للورع…! مشهد 2 على باب المسجد، كان ثمة صف طويل من الرجال، يقف في نهايته رجل ذو ملامح صارمة، يحمل رزمة من الأقنعة، وكان يعيد لكل واحد منهم قناعه، حين وصلته، سلمني وجهي، ارتديته ومضيت!