0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

جـربــوا ولـن تـخـســروا شيـئـا..!!

 

 في تموز 1964 قررت الحكومة  الاردنية منع استيراد القمح والطحين بسبب جودة الموسم وكفاية الانتاج المحلي من الحبوب، وبعد عام تقريبا قررت الحكومة -ايضا- تصدير القمح للجمهورية العربية المتحدة (مصر)، إذ إن الانتاج من القمح بلغ في ذلك الموسم 286 ألف طن، خصص منها 159 ألف طن للاستهلاك المحلي، وتم تخصيص 35 ألف طن للبذار، كما تم تصدير 10 آلاف طن إلى المملكة السعودية للاستخدام كبذار، هذا الخبر ذكّرنا به موقع زمانكم،  ولم ينس ان يدرج ما جاء في خاتمته التي تقول « ومما هو جدير بالذكر أن القمح الأردني مشهور بجودته وكبر حبته، وهو من الأنواع المحسنة للزراعة». حين قرأت الخبر، شعرت بالخيبة التي وصلنا اليها في كافة المجالات، لكن  اعتقد ان اسوأ ما فعلناه بانفسنا هو اننا هجرنا ارضنا، واصبحنا عالة على غيرنا، وخاصة حين ندقق  بما نعانيه اليوم من امتداد للفقر وانتشار للبطالة، مع ان عودتنا للارض كفيلة بحل هاتين المشكلتين ( دعك  بما تحققه من استقلال للقرار السياسي والاعتماد على النفس وترسيخ الكرامة الوطنية ..الخ)، كما انها كفيلة باقناع شبابنا بالانتماء لبلدهم واستيعاب طاقاتهم بدل تبديدها في الفراغ او التطرف او غيرهما من الآفات التي لا يسعدنا ان يقع فيها ابناؤنا. ليس صحيحا ان الشباب في بلادنا تقتلهم ثقافة العيب، وان العمالة الوافدة التي نعرف اين تعمل واي المهن تقبل هي-وحدها- التي تسرق فرص العمل منهم، لكن الصحيح هو اننا نتعمد اقفال ابواب العمل والانتاج في وجه شبابنا حين نتركهم ضحايا لارباب العمل والحد الادنى من الاجور وغياب الامن الوظيفي واستبداد رأس المال، او حين نصر على ايداعهم في سجن الوظيفة(حفاظا على منزلتهم الاجتماعية!!) بما نقترفه من محسوبيات وواسطات يظفر بها-في العادة- الاقربون وتترك الاخرين نهبا للاماني وانتظار الدور والبحث عن واسطة اكبر تضعهم مع اقرانهم المحظوظين في مكتب واحد. ومن اسف ان عمان وبعض المدن الكبرى تستحوذ على اهتمام شبابنا وهجرتهم،ففي بلد كالشوبك يزيد عدد المتسربين منها سنويا الى المدن عن خمسمئة شخص بمعدل مواطن ونصف كل يوم،مع اننا نعرف ان الذين احتازوا على مزارع التفاح  هم من خارج المنطقة،وان الاراضي هناك تصلح لزراعة شتى انواع الحبوب والاشجار المثمرة حتى ان انتاج شجرة الفستق الحلبي الواحدة يصل لـ(12كغم)،وهذه ثروة-بالطبع-لكن الشباب لا يجدون من يشجعهم على الزراعة، لا برؤوس الاموال والقروض ولا بتوفير المياه التي شحت بعد ان سحبت من البلد الى احدى المحافظات المجاورة، ولا من حيث التسويق..ولو اتجهت الحكومة او الجهات المستثمرة المحظوظة بالتسهيلات الى هذه المنطقة او غيرها من اراضي الجنوب الواسعة لتحول بلدنا، الزراعي اصلا،الى سلة غذاء للمنطقة كلها(الم يكن سهل حوران باربد يزود روما بالقمح وسمي اهراءات روما). نستذكر  قبل سنوات ان بلدا كمصر وجدت حلا لمشكلة بطالة الشباب فيها بالتوجه شرقا نحو يوشكا وغيرها، فقد منحت الحكومة كل شاب قطعة ارض ليستصلحها ويستملكها فيما بعد، وشقت قنوات لري هذه الصحارى التي تحولت الى جنات خضراء، وحصل ذلك في ليبيا وفي السعودية قرب حدودنا مع تبوك(هل نضيف الباقورة؟)..ويمكن لبلدنا ان يجرب هذا النموذج، وان يعلن عن خطة لاستصلاح اراضي الجنوب او الشرق،ومعظمها صالحة للزراعة ويوجد بها آبار او يمكن اقامة سدود ترابية لريها او ايصال المياه اليها من الديسة التي نعرف انها من اكبر احواض المياه في المنطقة، ثم يقال للشباب الباحثين عن العمل: خذوا هذه الاراضي واستصلحوها ونحن نساعدكم في مشروعاتكم ثم اقيموا عليها مساكنكم وستصبح ملكا لكم بعد عشر سنوات -مثلا- من نجاح مشاريعكم،، لنجرب ذلك ولن نخسر شيئا. قلنا اكثر من مرة ان الزراعة في بلد فقير كبلدنا هي بوابة الحلول لمشكلات اقتصادنا،وهي المخرج الوحيد للضائقة المعيشية التي يشكو منها مواطننا،وهي-ايضا-الخطوة الاولى والاهم لاعتمادنا على الذات،ويا ليت ان مشروعا وطنيا لزراعة القمح-مثلا-يجد منا التشجيع الذي نقدمه للمستثمر الاجنبي الذي لا يرى في بلدنا الا ‹›مولا›› تجاريا او برجا ضخما،.ويا ليت ان دعم المشروعات الصغيرة التي نسمع عنها تصب جهودها في استصلاح الاراضي الزراعية،ودعم المزارعين الصغار،حتى يأتي علينا وقت نستغني عن استيراد غذاءنا (تصور اننا نستورد الثوم من الصين  الجزر من تركيا واسرائيل  والبصل من مصر والليمون من جنوب افريقيا والتفاح من امريكا…)ويتحول شبابنا الى مزارعين فخورين بمهنتهم، وحريصين على ارضهم التي تفيض فعلا بالسمن والعسل، وتغني من يلتزم بها ويرعاها عن هم البطالة ومذلة السؤال ولاجدوى الوظيفة برواتبها الهزيلة