0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

أمسية شعرية رمضانية في بيت الشعر بالمفرق

وكالة الناس – أقام بيت الشعر أمسيته الرمضانية الثانية مساء السبت في مقره في مدينة المفرق، بحضور مدير البيت فيصل عجيان السرحان، واستضاف أربعة من شعراء الفصحى هم؛ الشاعر ابراهيم الحسبان، الشاعر محمد العياف، الشاعر جاسر البزور والشاعر حسام شديفات.

وقدم الشعراء بما يليق بهم الدكتور ماجد العبلي؛ وقد قرأ الشعراء من فيض الخاطر قصائد تدل على معرفتهم ووعيهم الراقي بمستوى القصيدة العربية بأسلوب آخاذ بهي.

وقرأ الشاعر محمد العياف مقطوعة شعرية اختص بها حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث أن بيت شعر المفرق كان أول بيت أنشئ ضمن مبادرة إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي، فقال:
لك سيدي بالمَكرماتِ علوُّ
شأنُ القواسم رفعة وسموُّ

ظـَمئتْ إلى الماءِ الزُلالِ مدينتي
فـَرَنتْ إليك ، لأنك المرجوُّ

فوسمتَها شرفاً بأوّلِ غيمةٍ
فارَ الربيعُ بها وفاحَ الجـَـوُّ

فمدينتي مذ أروِيتْ فتـّـانةٌ
والشـِّـعرُ مذ أكرمتَهُ مَـزهوُّ

وقرأ العياف كذلك :
يـُـخـفي مـِـنَ الحـُـزنِ في عـَـينيـْـهِ ما جـَـرَحــَـا
هـذا الذي يـَـطـْـحـَـنُ الآهـاتِ طـَـحـْـنَ رحى

لـِـلـحـُـزنِ في مـَـعبـَـدِ العيـنيـْـنِ هـَـيبـَـتـُـهُ
كـَـمْ يـَـفقـِـدُ الحـُـزنُ مـِـنْ معنـاهُ إنْ شـُـرِحـَـا

قـد كـُـنتَ سـَـدّاً مـِـنَ الأحـزانِ يا أبتي
كـَـسـَـرتَ بالفـَـقدِ ذا القـَـرنينِ فانفـَـتـَـحـا

كـُـنّـا حواليك ، كان المـوتُ مـُبتسـِماً
إذ جــاءَ يـَـمــلأُ من أعـنـابـِك القـَـدَحـَـا

جـَـبينـُـكَ الأزهــرُ الوضـَّـاءُ فاضَ ندىً
وكان بالنـُّـورِ جـُـبرائيلَ مـَـنْ مـَـسـَـحـَا

فديت عينيك – لو تـُـفدى – فقلْ لهما
أبصـرتُ بـَـعدهما الآلام والتـَّـرَحـَـا

أكـُـلما قـُـلتُ : هـذا الحـُـزنُ يـَـذبحـُـني
أجـَـابَ قـَـلبي : كــلانا بعده ذُبـِـحـَـا

مـَـنْ أسـْـقـَـطَ النـَّـخـلةَ العـَصماءَ يا أبتي
لـمْ يـَـرحمِ السـَّـعـَـفَ المـَـجدولَ والبـَـلـَـحـَـا

الشاعر حسام شديفات جاء يعانق المساء روعة وجمالا بقصائده الوثابة ، فقرأ :
ما قالتهُ الشظايا
(آخر ليلة في العناية المُركزّة (
مِن شُرفَة “الليتِ”
يأسُ الريحِ قد بَدَأَ
لا شيءَ في جعبةِ الأيامِ غيرُ رُؤَى

يكفيك تدّخرُ الغربان في نهمٍ
أما اكتَفيت مِنَ العُبِّ
الذي امتلأَ؟

إنْ الحَماقاتِ أشهَى فيكَ لو ظَهَرَت
أشراطُهنّ
لكِي لا تُعلِمَ الملأَ

فنجَانُ قهوتِكَ المقلوبُ مِن أَزَلٍ
لا تَقرأَ الحظَّ ..
ما يَكفِيكَ ما قُرِأَ؟

اليومَ تُخبِرُكَ المِمحاةُ أن لَها
فَضلاً عليكَ ..
بأنْ حمّلتَها الخطأَ

الخوفُ أصدقُ ما قالتهُ زوبَعةٌ
للعابرينَ
إلى حيثُ الجَميعُ نأى

الراحلونَ يحبُّونَ الحياةَ فَما
شربُ المزيدِ مِن الدنيا
يقي ظمأَ

لا دفئ في الموتِ
قالتها مغادرةً
للواقفينَ،
وَصُوتٌ صاخِبٌ هَدَأَ

ويحَ الأماني قُبيلَ النَّومِ تَشغَلُهُ
عن بردِ كانونَ
لَولا أنَّه طَرَأَ

كأنّ أحزانَهُ التنورُ ذاتَ قِرى
فكلّما زالَ حزنٌ
غيرُهُ ابتَدَأَ

رَغماً سَقتهُ يدُ التَّابوتِ
آخرَهُ
وكَمْ سَقتهُ يَدُ الكابُوسِ
مُذ نَشَأَ

يَا ليلُ من عَتمةِ الماضِينَ ما خَفُتَتْ
تلكَ القناديلُ لَكِــــنْ
قلبُهُ انطَفَــــــأ

أما الشاعر جاسر البزور ، هذا المتدفق اندفاعا وثأججا وانطلاقا ، فقد انبرى لساحة القصيدة فقال في قصيدته ” أوراق الهدى ”

قبض الجمار بقلبه وتجلدَا
وبنى على متن القصيدة مسجدَا

وأضاءَ بسم الله في محرابهِ
فَعَلت به الصلواتُ كي يَتهجَّدَا

هو شاعرٌ لكنَّ في وجدانه
نوراً من الحقِّ المبين تَوقَّدَا

فترى المجازَ يطيرُ مِن مشكاتهِ
حبرًا ويهبطُ فوقَ أوراقِ الهُدى

لا تقرأوه كأيِّ درسٍ عابرٍ
فيضيع أسئلةً عن المعنى سُدى

لم تُدرك الغيماتُ أنَّ هُطولَها
صبَّ التَّدبُّرَ في الهَشيمِ فوحَّدَا

ونما على جَسَدِ الترابِ أصابعًا
تَتَبادَلُ التَّسبيحَ في عين المَدَى

لم تُدرك الأزهارُ أنَّ أريجَها
شَغَفَ النَّسيمَ بِسحرِهِ فتَنهَّدَا

لِيُثيرَ عن قَصدٍ قَريحةَ طائِرٍ
شقَّ النوافِذَ للصباحِ وَغَرَّدا

فأصابَ دَمعةَ ناسكٍ متعبِّدٍ
مدَّ الدُعاءِ على قناعَتهِ يَدَا

إن الجمالَ على القلوب سَكينةٌ
سُبحانَ من بَثَّ الجَمالَ وأوجَدا

الشاعر ابراهيم الحسبان ألقى ظلال العشق ولهفة الروح على القدس … مدينة الصلاة فقال من قصيدة “عاشقٌ على مداخل القدس” :

تُسَــــابِقُني روحي وَأبْغي اصْطِحَابَهـا
وَســــيَّانَ عِنْدِي أيْنَ شَــدَّتْ رِكابَها
فَمــــــا خَدَعَتْنــي ذاتَ يَوْمٍ وَلَمْ تَكُـنْ
تُبَعْثِـرُ في دَرْبِ الأماني سَـــــرَابَها
وَتَعْرُجُ بي حَتَّى أرى الشّــمسَ دونَها
رمــاداً كــأن الريحَ تَذْرو يَبابَهـــــا
فَــأُدْرِكُ أنَّ اللهَ ألْقـــــــــــــــى بِنـــورِه
على القدسِ حتى دقَّت الشّمْسُ بابَهــا
لِتَقْبـــــِسَ مِنْهــــــــا جُــذْوَةً مَقْـدِسِـــيَّةً
تُعيـــــدُ إليْهـــا دِفْئَهـــا والْتِهَـابَهـا
*
هِيَ الْقُدْسُ يَسْري في الشَّـرايينِ نَبْضُها
نِـــــداءً لَو اجْتــازَ الفيافي أذابَهـــا
وَتَمْتَـــزِجُ الأرْواحُ في الأفْقِ مَسْــجِداً
وَمَهْــداً يُزيلانِ الأسـى واغْتِرابَهــا
تَكــــادُ السَـــمواتُ العُلَــى أنْ تُحيلَهـا
سَـــماءً لَها الأبْراجُ تَحْني رِقابَهــا
وَسُـــبْحَانَ مَنْ أسْـــــــرَى إلَيْهَا بِعَبْدِهِ
فَبَــارَكَ أقْصَـاهَا وَأَعْلَى قِبَابَهَـــا
وَنَزَّهَهـــا عَنْ كُلِّ رِجْسٍ وَصانَهـــــــا

وقد حضر الأمسية عدد من رواد الشعر ومحبي القصيد ، كما أن فريق فضائية الشارقة قام بعمل التغطية الإعلامية المتلفزة بأبهى حلة ، هذا ويستأنف بيت الشعر أمسياته الشعرية بعد عيد الفطر السعيد بحول الله .