الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية تصادق على توزيع حوالي (100) مليون دينار كأرباح نقدية على المساهمين
م. أبو هديب :(217) مليون دينار الربح الصافي لشركة البوتاس العربية في عام 2021 وبنسبة نمو بلغت (71%)
د. النسور: شركة البوتاس العربية تتبنى نموذجاً عملياتياً ومالياً وتجارياً مكّنها من تحقيق نتائج مالية هي الأعلى منذ 10 سنوات
وكالة الناس – صادقت الهيئة العامة لشركة البوتاس العربية خلال اجتماعها السنوي العادي الذي انعقد بواسطة تقنية الاتصال المرئي والإلكتروني، على توصية مجلس الإدارة بتوزيع حوالي (100) مليون دينار أرباحاً نقدية على المساهمين وبنسبة (120%) من رأس مال الشركة.
وأقرت الهيئة العامة خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة رئيس مجلس الإدارة المهندس شحادة أبو هديب، وحضور أعضاء مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الدكتور معن النسور، ومساهمي الشركة ومراقب عام الشركات الدكتور وائل العرموطي، تقرير مجلس الإدارة والبيانات المالية للشركة للعام 2021 وخططها المستقبلية.
وفي كلمته أمام الهيئة العامة، أكد المهندس أبو هديب، أن شركة البوتاس العربية استمرت في العام 2021 بالعمل على تعزيز مكانتها التنافسية في سوق الأسمدة العالمي ومواصلة أعمالها الخاصة برفع كفاءة العمليات الإنتاجية والاستمرار في تنفيذ خططها التوسعية في مجال إنتاج البوتاس والصناعات المشتقة، رغم التقلب والتباين الذي شهدته أسواق الأسمدة العالمية نتيجة للتحديات المرتبطة بالعوامل اللوجستية، والارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الأولية، والارتفاعات في أسعار الشحن البحري.
وأوضح المهندس أبو هديب، أن التزام شركة البوتاس العربية بخطتها الاستراتيجية للأعوام (2021- 2025)، ومتابعتها المستمرة لمؤشرات الأداء وتقييم الإنجاز، وسرعة الاستجابة، وحسن الإدارة، والقدرة على إيجاد الحلول المبتكرة ساهم وبشكل فعّال في تجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها الشركة في العام الماضي بنجاح، وتحقيق نتائج استثنائية للشركة في كافة المجالات تضمنت أرقام مبيعات قياسية من مادة البوتاس بلغت مع نهاية العام الماضي (2.631) مليون طن، وأرباحاً نوعية وصلت إلى حوالي (217) مليون دينار، مدفوعة بتنويع الإنتاج الذي مكّنها من الدخول إلى أسواق جديدة، والاستفادة من التغيرات السعرية الايجابية في تلك الأسواق التي لم تكن الشركة تعتمد عليها بشكل رئيسي مسبقاً، وبهوامش ربحية أعلى.
وأكد المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية تلعب دوراً محورياً في اقتصاد المملكة الكلي، حيث تجلّى هذا الدور وهذه المسؤولية في حجم مدفوعات الشركة من أرباح، وضرائب، ورسوم تعدين، ورسوم أخرى لخزينة الدولة الأردنية بلغت في العام 2021 قرابة (158) مليون دينار، إضافة إلى رفدها النظام المصرفي الأردني بعملات أجنبية بلغت في العام ذاته حوالي (1.4) مليار دولار، وذلك إلى جانب مساهمتها المتميزة على الصعيد الاجتماعي، ودعمها للعديد من القطاعات، وتمكينها للمجتمعات التي تقع في محيط مواقع عملها على وجه الخصوص والمجتمعات الأردنية الأخرى بشكلٍ عام.
وفيما يتعلق بالشركات التابعة والحليفة، أوضح المهندس أبو هديب أن شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية (كيمابكـو) حققت ارتفاعاً في مبيعاتها بنسبة (3%) مقارنةً بالعام 2020 لتصل إلى (172) ألف طن، وهو رقم قياسي جديد في تاريخ الشركة ساهم بشكل ملحوظ في رفع إيراداتها بنسبة (12%) مقارنةً بالعام 2020 لتصل إلى (91) مليون دينار، وذلك على الرغم من التحديات التي واجهتها الشركة خلال العام 2021.
وبحسب المهندس أبو هديب، فإن أعمال التوسعة التي أجرتها شــركة بروميــن الأردن في العام 2018 قد أدت إلى زيادة قدراتها الإنتاجية في السنوات اللاحقة، فيما تنفذ شركة النميرة للأملاح المختلطة والطين، استراتيجية وُضعت من أجل النمو بمبيعات الشركة من المستحضرات التجميلية وطين وأملاح البحر الميت بحيث ترتقي الشركة إلى مصاف الشركات العالمية ضمن مجالها.
وفيما يتعلق بشركة الموانئ الصناعية الأردنية التي تمتلكها الشركة مناصفة مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية، فقد تم الانتهاء من تنفيذ مشروع الميناء الجديد الذي سيعمل على رفع التنافسية التصديرية لشركة البوتاس العربية من خلال تقليل كلف الشحن البحري، وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها وعقودها مع زبائنها، إلى جانب تعزيز وصول منتجاتها لأسواق عالمية جديدة، وسيكون لهذا الميناء ذات الآثار الإيجابية على الشركات الأردنية الأخرى التي تستخدم هذا الميناء من أجل تصدير منتجاتها.
وبين المهندس أبو هديب أن قرار إدارة شركة البوتاس العربية بالاستثمار في تطوير الموانئ، وزيادة سعة المناولة على رصيف التصدير في العقبة، أسهم برفع الطاقة الاستيعابية للميناء، ورفع جودة المناولة، مشيراً إلى نجاح الشركة في بداية العام 2021 بتصدير أكبر شحنة من سماد البوتاس في تاريخ قطاع الأسمدة الأردني إلى الصين على متن أكبر باخرة يستقبلها الميناء الشمالي الجديد في الميناء الصناعي بمدينة العقبة، وهي في الوقت ذاته أكبر شحنة أسمدة تستقبلها الموانئ الصينية.
ووفقا للمهندس أبو هديب تدرس شركة البوتاس العربية وشركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركاء آخرون إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا حيث تسعى الشركتان من خلال هذا التوجه إلى جعل المملكة من بين عدد محدود جداً من الدول التي تنتج عناصر الأسمدة الثلاثة مجتمعة، وهي؛ البوتاس، والفوسفات، والنتروجين، وبكميات تجارية مجدية اقتصادياً.
وأعرب المهندس أبو هديب عن ثقته بالبيئة الاستثمارية الأردنية القائمة والتي يرعاها ويرسخ أُسسها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وثمن الدور الحكومي المتمثل من خلال وزارات ومؤسسات ودوائر أردنية داعمة للنشاط الاقتصادي في البلاد.
وأوضح المهندس أبو هديب أن المكانة الرائدة التي تحظى بها شركة البوتاس العربية في أسواق الأسمدة العالمية قد ساهمت في تعاظم حجم مسؤولية الشركة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي على المستوى العالمي؛ وذلك من خلال ضرورة تلبية الطلب الاستهلاكي على الأسمدة التي ازدادت أهميتها منذ بداية انتشار جائحة كورونا، حيث إن لمنتجات الشركة أهمية استراتيجية مرتبطة بالأمن الغذائي من أجل ضمان حصول شعوب دول العالم على إمدادات غذائية آمنة ومستقرة في جميع الأوقات. وأضاف المهندس أبو هديب أن هذه المسؤولية تجاه المجتمع الدولي رافقها مسؤولية مماثلة على الصعيد المحلي؛ وذلك بسبب تنامي دور شركة البوتاس العربية المحوري وأثرها على أداء الاقتصاد الكلي الأردني على مدار السنوات الماضية.
من جانبه، استعرض الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، أبرز التحديات الداخلية والخارجية التي تمكنت الإدارة التنفيذية من التعامل معها بحكمة وحصافة خلال العام الماضي، وأثبتت الشركة من خلالها القيمة الإيجابية لأساليب التخطيط الاستراتيجي طويل الأجل التي تنتهجها، وتمتع نموذجها التشغيلي بالمرونة المطلوبة مما جعلها قادرة على التكيف مع مختلف الظروف والتحديات.
وأشار الدكتور النسور إلى أن النموذج العملياتي والمالي والتجاري الذي قامت الإدارة التنفيذية ببنائه منذ العام 2019، كان له الأثر الإيجابي على تحقيق شركة البوتاس العربية لنتائج مالية متميزة في العام 2021، وعلى النمو المضّطرد في هوامشها الربحية، مبيناً أن حجم إنتاج الشركة وصل في العام الماضي إلى (2.563) مليون طن، كما سجلت مبيعات الشركة أرقاماً قياسية جديدة هي الأعلى منذ التأسيس؛ حيث تم تسويق وبيع نحو (2.631) مليون طن من البوتاس في العام 2021 مقارنةً بـــ (2.553) مليون طن في العام 2020، وقد تزامنت هذه الإنجازات مع ظروف استثنائية شهدتها سلاسل التزويد العالمية. وقد حققت الشركة أرباح صافية في العام 2021 وصلت إلى حوالي (217) مليون دينار، وهي الأعلى خلال الأعوام العشرة الماضية، وبزيادة بلغت (71%) عن العام الماضي.
واستعرض الدكتور النسور أبرز إنجازات شركة البوتاس العربية التي تحققت في العام 2021، حيث استمر العمل على التوسع في إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر الذي يستهلكه السوقان البرازيلي والأمريكي، بالإضافة إلى السوق الأسترالي، وغيرها من الأسواق الآنية في آسيا، مبيناً أن الشركة تعمل على التوسع في إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر من خلال تنفيذ مشروع وحدة الرص الجديدة والمتوقع أن تنتهي أعمال تنفيذه مطلع العام 2023، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في رفع القدرة الإنتاجية للشركة من البوتاس الحبيبي الأحمر إلى ما يعادل (1.2) مليون طن سنوياً، ما يساعد الشركة على التموضع في أسواق البوتاس الحبيبي ذوات العوائد السعرية المرتفعة، مشيراً إلى أن نموذج العمليات الذي تتبعه شركة البوتاس العربية يوفر لها المرونة اللازمة لإنتاج البوتاس بأصنافه المختلفة.
ولفت الدكتور النسور، إلى أن شركة البوتاس العربية واصلت العمل على تنويع سلة منتجاتها؛ حيث قامت الشركة خلال العام 2021 بتصنيع وتصدير أول شحنة من البوتاس العادي الأحمر الأردني إلى الهند، التي تعد إحدى أكبر الدول المستهلكة لمادة البوتاس الأردني.
وأضاف الدكتور النسور أنه وفي ضوء الأزمة التي شهدها العالم جراء ارتفاع أسعار الشحن وضعت الإدارة التنفيذية خطة للتعامل مع ارتفاع أسعار الشحن البحري بهدف إدارة كلفه ضمن المستويات المقبولة.
وبهدف تعزيز تنافسيتها، أوضح الدكتور النسور أن الشركة عملت على تدعيم السدود المحيطية بنظام الملاحات، التي تعد الركيزة الأساسية في العملية الإنتاجية، حيث تم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لتنفيذ أعمال تدعيم هذه السدود وفق أعلى المعايير والمواصفات المعمول بها دولياً، وذلك لضمان ديمومة أعمال الشركة، واستمرار إنتاجيتها على المدى الطويل، بالإضافة إلى تحقيق وفر كبير في كلف التشغيل، وزيادة الإنتاج من خلال الحفاظ على المواد الأولية المشبعة في برك وملاحات الشركة، ومنع تسرّبها إلى خارج نظام الملاحات الشمسية، ومن المتوقع إتمام بقية الأعمال في أجزاء أخرى من السدود المحيطية في العام 2022.
وتوقع الدكتور النسور، أن تسهم مشاريع التوسع التي تقوم الشركة بإنجازها حالياً والمتمثلة بالتوسع في المنطقة الشمالية من أراضي الامتياز والتوسع في المنطقة الشرقية من أراضي الامتياز، في زيادة الحصة السوقية لمادة البوتاس الأردني في الأسواق العالمية، وتعظيم ربحية الشركة، وتحسين كفاءة عملياتها الإنتاجية، وتمكينها من التوسع في الصناعات المشتقة ذات القيم المضافة والعوائد المالية العالية، وهذا يعني تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية المثمرة التي تنعكس على شركة البوتاس العربية وعلى الاقتصاد الكلي للبلاد.
وبين الدكتور النسور، أن شركة البوتاس العربية عملت على وضع استراتيجيات متفرعة عن استراتيجية الشركة الرئيسية تهدف إلى مواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة، والمياه، والحفر في ملاحاتها، من أجل تعزيز إنتاجية الشركة، ورفع مستويات الأداء فيها، وزيادة أرباحها. وأضاف الدكتور النسور أن الشركة تتطلع إلى التوسع في مجال الصناعات المتخصصة وتجري الدراسات اللازمة في هذا الشأن، لتضيف هذه الصناعات إلى استثمارات الشركة الناجحة في إنتاج البرومين ونترات البوتاسيوم وغيرها من المنتجات.
ومن أجل الاستعداد للتغير الحتمي، ذكر الدكتور النسور أن شركة البوتاس العربية باشرت بإعداد خطة للتحول الرقمي في العام 2021 تهدف إلى رقمنة جميع العمليات الإدارية والتشغيلية في الشركة، فيما باشرت الشركة وإيمانا منها بأهمية البحث والتطوير بإنشاء مركز للبحث والتطوير والابتكار في موقع عملها في منطقة غور الصافي، من المتوقع الانتهاء منه مع نهاية العام 2023 حيث سيساعد هذا المركز في ترسيخ النشاط البحثي للشركة وشركاتها التابعة والحليفة في معظم مجالات عملها، وفي تطوير المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، والعوائد المرتفعة.
وتطرق الدكتور النسور إلى أبرز إنجازات الشركة على صعيد الارتقاء برأس المال البشري، حيث أشار أن الشركة قامت بتركيز جهودها على توفير بيئة عمل آمنة وملائمة لموظفيها مما أدى إلى انخفاض معدل إصابات العمل في الشركة.
وأشار الدكتور النسور إلى أن شركة البوتاس العربية أصدرت في العام 2021 تقريرها السنوي الأول للاستدامة عن العام 2020، والذي تم إعداده بشكل يتوافق مع المعايير والمبادئ التوجيهية للمبادرة العالمية لإعداد التقارير وبشكل ينسجم مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وأكد الدكتور النسور أن شركة البوتاس العربية وعلى الرغم من العديد من التقلبات العالمية والدولية والتحديات الخارجية فإنها ستمضي قدماً وبثقة في تنفيذ خططها ومشاريعها الإستراتيجية والاستثمارية، وستستمر في بذل الجهود من أجل تحقيق مستويات مرتفعة من كميات الإنتاج والمبيعات من مادة البوتاس بكافة أصنافه، وبما ينعكس بالفائدة على مساهمي الشركة ومستثمريها وموظفيها والمجتمعات المحيطة بعملياتها والاقتصاد الكلي بشكل عام.
وفي ختام حديثه، أعرب الدكتور النسور عن تقديره الجم للدعم الذي تقدمه الجهات المساهمة برأس مال شركة البوتاس العربية للإدارة التنفيذية من خلال ممثليها أعضاء مجلس الإدارة وأسهمت في تحقيق النتائج الإيجابية المتميزة، وهذه الجهات هي؛ حكومة المملكة الأردنية الهاشمية/وزارة المالية، وشركة إدارة الاستثمارات الحكومية، وشركة إس دي آي سي (SDIC) الصينية، والشركة العربية للتعدين، والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، والشركة الليبية للاستثمارات الخارجية، والحكومة العراقية. كما قدر الدكتور النسور دور النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين ونقابة المهندسين الأردنيين/فرع البوتاس، وأكد الدكتور النسور أن نتائج الشركة المتميزة ما كانت لتتحقق لولا العمل الجاد والالتزام العميق من كافة العاملين في الشركة بمختلف مواقعهم.