0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

توزير النواب

موضوع توزير النواب أخذ حيزا كبيرا في صحفنا وفي وسائل الاعلام المختلفة وذلك لما لهذه القضية من أهمية بالنسبة للمواطنين. فالرأي العام وبشكل عام يرفض توزير النواب رفضا قاطعا لأن النائب هو الممثل الشرعي للمواطنين وقد أنتخب على هذا لأساس ليكون مشرعا ورقيبا على السلطة التنفيذية فكيف يمكن أن يصبح جزءا من هذه السلطة إذا ما أصبح وزيرا ؟.

الكل يعرف بأن شهية بعض النواب مفتوحة على الوزارة وأن هناك نوابا طلبوا بكل صراحة أن يصبحوا وزراء .

النواب المستوزرون يدافعون عن وجهة نظرهم فيقولون بأن الهدف من إشراكهم في الوزارة الجديدة هو مقدمة للوصول إلى حكومة برلمانية لكن هذه الحجة غير مقنعة لأن الوزارة البرلمانية التي نطمح لها جميعا هي وزارة نواب حزبيين لها برامج محددة ومعروفة والنواب الذين سيشاركون فيها نجحوا عن طريق أحزاب لها برامج وقد إنتخبوا على أساس هذه البرامج. وليس وزارة نواب كتل ليس بينها أي رابط وقد ينفرط عقدها في أي لحظة.

في الدول الديمقراطية التي يتنافس فيها النواب عن طريق أحزابهم يحق لأي نائب أن يصبح وزيرا ومعظم الحكومات في هذه الدول وزراؤها من النواب لكن في بلدنا ما زالت الأحزاب ضعيفة ولا يستطيع أي حزب أن يوصل عددا من أعضائه إلى مجلس النواب وقد رأينا في الانتخابات السابقة كيف فشلت بعض الأحزاب في إيصال نائب واحد إلى مجلس النواب.

في السنوات الماضية فقد المواطنون ثقتهم بمجالس النواب بسبب ضعف أدائها ولأسباب أخرى لا مجال لذكرها الآن وهم يتطلعون إلى مجلس نواب قوي قادر على سن القوانين التي يحتاجها الوطن والمواطنون ولا توجد لأعضائه أجندة خاصة وهم يتمنون أن يعيد هذا المجلس ثقة الناس بالمجالس النيابية فهل يعيد السادة النواب هذه الثقة التي إفتقدها الناس ويبرزوا الوجه الحقيقي لمجلسهم أم سيسعون كغيرهم من بعض النواب السابقين للحصول على مكاسب شخصية وأهم هذه المكاسب الوصول إلى منصب الوزير ؟.

الرئيس المكلف إعتذر للسادة النواب بطريقة مؤدبة عن إشراكهم في الوزارة الجديدة لكن بعض الكتل ستسعى بالتأكيد للضغط لتوزير بعض أعضائها فهل يبقى مجلس النواب مجلسا قويا همه الأول والأخير القيام بالمهام المطلوبة منه وهي التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية ليكون الصوت الحقيقي لمواطنيه الذين ما زالوا لم يفقدوا ثقتهم فيه.

وأخيرا وليس آخرا فإن المواطنين يتمنون عدم اشراك نواب ف الوزارة الجديدة لكي يبقى النواب الصوت الحقيقي لشعبهم والمدافعين عن حقوقه دائما ضد أي تغول من السلطة التنفيذية.

nazeehgoussous@hotmail.com