إشهار كتاب حول رؤى الملك للازدهار العالمي للشاب روبين هاشم
وكالة الناس – أقيم مساء السبت الماضي حفل إشهار لكتاب “إنه هو السلام: رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق الازدهار العالمي”، للكاتب الشاب روبين هاشم، بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار التي انتدبت الأمين العام للوزارة بالوكالة د. أحمد راشد، بحضور نوعي ضم عدداً من الوزراء السابقين والمسؤولين والأكاديميين والكُتّاب والمثقفين والإعلاميين والمهتمين.
وشارك في تقديم الكلمات حول مضامين الكتاب نائب رئيس الوزراء والوزير الأسبق د.جواد العناني، ومن الأكاديميين أستاذ علم الاجتماع د. مجد الدين خمش، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د.جمال الشلبي، وأستاذ اللغويات التطبيقية د.هادي حمدان، والكاتبة والإعلامية رلى السماعين، إضافة إلى المؤلف، وقدم الحفل المهندس مصطفى هاشم .
والكتاب صادر باللغة الإنكليزية في الأردن، وقدم له الوزير الأسبق والعين حسين هزاع المجالي، وشارك في إضاءة أبعاد موضوعه في إطار مئوية الدولة الأردنية الكاتب والباحث ونائب الأمين العام للشؤون الثقافية في منتدى الفكر العربي كايد هاشم. ويتضمن الكتاب تحليلاً لخطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم إلى العالم وفي المجال الدولي؛ استناداً إلى مناهج علم اللغة الاجتماعي وخاصة تقنية التشبيه البلاغي كتقنية تواصلية مؤثرة تميز الخطابات الملكية، ومن خلال تناول رؤى جلالة الملك والموضوعات التي تطرق لها في هذه الخطابات مثل تحقيق السلم والسلام والتعايش بين الشعوب والحضارات والعيش المشترك داخل المجتمعات ذات التنوع الثقافي والعرقي والديني، وحوار أتباع الأديان وحوار الثقافات ونبذ الكراهية والطائفية .
وقال د. جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأسبق، في كلمته : إن مؤلف الكتاب أظهر قدرته على إقناع القارئ بأن ما يقوله عن خطابات جلالة الملك و فلسفته في الإزدهار العالمي هي واحدة من العناوين الأساسية التي ترسم معالم فكر جلالته وتوجهاته بل وصميم معتقداته؛ وقد سعى المؤلف الشاب لأن يرسم بوضوح فعّال الجوانب المختلفة والمتكاملة لقناعات جلالة الملك ومَلَكته اللغوية الخطابية في نقل تلك القناعات إلى مستمعيه بفاعلية عالية وبصورة جلية تجعل المستمعين و القراء يتجاوبون معها.
وأشار د. العناني إلى أن الكتاب يتحدث في أحد أجزائه عن سعي جلالة الملك لتحويل ما يقوله إلى آليات ووسائل مُعاشة على أرض الواقع، و خاصة بالنسبة لدور الشباب في إيجاد السلام بأبعاده المختلفة كنقيض للحرب و الدمار، مشيراً إلى أن أسلوب خطاب جلالتة الملك لهؤلاء الشباب يتسم بقدرته على تحفيزهم ليكونوا منتمين عادلين فاعلين والحرص على عدم التفريط بوحدتهم وأمنهم وسلامهم.
ومن جهته أوضح د. مجد الدين خمش، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب السابق في الجامعة الأردنية، أن الباحث الشاب روبين هاشم استثمر نظريات علم اللغة الاجتماعي ليبيّن وظيفة الكلمات في إنشاء المعاني وتفسيراتها، والتوافقات الاجتماعية المشتركة واستدامتها، معتبراً أن للكلمات قوة ومعنى، فكما يمكن للكلمات أن تبدأ النزاع والحرب فإنها يمكن أن تكون مبدأ السلام والرخاء والاستقرار.
وأضاف د. خمش أن الكتاب يبرز قدرة جلالة الملك عبد الله الثاني في كلماته وخطبه وأحاديثه وكتاباته على استخدام البلاغة الرصينة لصياغة رؤيا إيجابية لواقع يسوده السلام والرخاء والاستقرار، بالمعنى الشمولي الذي يشمل غياب التهميش والإقصاء والتمييز السلبي ضد جماعات أو أفراد، وكل أشكال ومظاهر عدم المساواة الاجتماعية، بما يرسّخ قيم الدولة الأردنية المدّعمة لهذا السلام الشامل في وعي وسلوكيات المؤسسات والأفراد. وقد كُتب باللغة الإنجليزية مما يرسّخ عالمياً صورة الأردن كدولة تسعى للسلام وتساهم في حفظ السلام العالمي .
ومن جهته نوه د. جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية في الجامعة الهاشمية، بأهمية خطابات جلالة الملك عبد الله الثاني، ليس فقط كلغة جميلة ومعبّرة وعميقة، بل وأيضاً لكونها تتضمن خطاباً للآخر الذي يشكك في الإسلام والمسلمين، مما يجعل هذه الخطابات “مرافعات حضارية” لها قيمتها ووزنها في التأثير على الآخر سواء الديني أو السياسي أو الحضاري . وهذا ما نراه في عودة الباحث إلى “رسالة عمّان”، و” كلمة سواء”، و” أسبوع الوئام”، وكلها في مجملها “دبلوماسية أردنية” ذات نكهة لغوية وإنسانية وحضارية رفيعة وسامية.
كما نوه د. الشلبي إلى أن الكتاب يعد نموذجاً حياً لقدرة الشاب الأردني ممثلاً بالمؤلف في الانطلاق نحو المستقبل، عاداً الكتاب “وثيقة ” للمواطن الملتصق بهموم وطنه، وقيادته، ما يجعله “دليلاً” مهماً للنماء والانتماء في الأردن ، ودعا د. الشلبي إلى تعميم الأفكار التي وردت في الكتاب ضمن المناهج المدرسية والجامعية لعله يصبح رمزاً وأنموذجاً للطلاب، وكذلك التواصل من جانب المؤلف مع الطلبة في المدارس والجامعات لكي يشرح لهم مغامرته الكتابية الرائعة كتجربة تستحق التعريف بها.
وقالت الكاتبة والصحافية المتخصصة في حوار أتباع الأديان وحوار الثقافات الأستاذة رلى السماعين بأن مؤلف الكتاب اكتشف جوهرة ثمينة كان لا بد له أن ينشرها في كتابه لتعم الفائدة، وتلك هي المعنى الحقيقي للاحترام، والاحترام الذاتي، والذي نعطيه للآخرين، كما عبر في كتابه عن اكتشاف ثانٍ هو هدف الحياة الذي يكمن في مساعدة الغير ونشر الإيجابية والثقة بالله.
وأضافت الكاتبة السماعين أن الكتاب اشتمل على جزءٍ عن أهمية القدس للأديان كافة بوصفها مدينةٌ مقدسة لسائر البشرية، وهي مفتاح الاستقرار، وكان لا بد على جميع قادة المسلمين والمسيحيين العمل على بقاء المدينة المقدسة رمزاً دائماً للسلام والوئام، وذلك تلخيصاً لتأكيد جلالة الملك على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سلام شامل وعادل ودائم. ودعت الكاتبة السماعين إلى أن يكون هذا الكتاب القيم بين أيدي الكبار والشباب، لأنه أيضاً يعبر عن نظرة المؤلف الشاب روبين للحياة المليئة بالأمل والتفاؤل والطاقة الإنسانية الراقية والمشاعر الصادقة التي تحمل أفكاره بحرية، مما يعطي أملاً في الشباب بعدم الانجراف كلياً نحو المنصات الرقمية الوهمية وأفكارها المُضلِلة.
ونوه د. هادي حمدان أستاذ اللغويات التطبيقية في الجامعة الأردنية إلى أن هذا الكتاب يعتبر إضافة مهمة للمكتبة العالمية بشكل عام والعربية والأردنية بشكل خاص؛ لأنه يتناول رؤى جلالة الملك نحو الإزدهار العالمي، كما أنه جاء في لحظة تاريخية مهمة يتجه فيها الأردن لتنفيذ إصلاحات سياسية مفصلية في البلاد تتعلق بمختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالشباب والمرأة وقانون الأحزاب وقانون الانتخاب.
وأوضح د. حمدان أيضاً أن هذا الكتاب المهمُ يأتي باللغة الإنجليزية التي يفهمها العالم من شابٍ أردني جامعي، مما يحمل معنىً خاصاً ويشكل مساهمة ً تمثل الشبابَ ورغبتهُ الصادقةَ في الانخراطِ في هذا الجهدِ الوطني والعملِ العام الذي يركز على إعطاء دور أكبر للشباب في الحياة الاجتماعية والسياسية ويهيئ البلاد لمستقبلٍ زاهر ونحن نلِجُ المئويةَ الثانية من تاريخِ بلدنا المجيد . وتناول د. حمدان بعض الأمثلة التي اشتمل عليها الكتاب في دراسة المجازات اللغوية ودورها الكبير في خطابات جلالة الملك للعالم .
واختتم المؤلف الشاب روبين هاشم حفل إشهار كتابه بكلمة جاء فيها: أن اختياره لشخصية جلالة الملك عبد الله الثاني وتحليل خطابات جلالته، يعود إلى أن جلالته يمثل الأنموذج الأكثر إشراقاً في هذا المجال، فهو القائد العربي الذي يتسم بالعزم والإيمان بالصلاح والإصلاح، وفي كل الآونة يؤكد أهمية الحوار والسلام الحقيقي، الشامل والعادل والضامن للحقوق . وقال هاشم : إن جلالته يعد صوتاً حراً للعقل و الضمير واستمرار إحياء أسس نهضة الأمّة، وينعكس ذلك في خطاباته فهو يضع الكلمات في نسق شديد البلاغة و الفصاحة في المعنى والقصد. وأضاف أن اختيار الشخصية كما تعلَّم خلال دراسته الجامعية هو اختيار الأساس في البناء السردي، وشخصية جلالته تحظى بمكانة عزيزة في نفوس الجميع وباحترام العالم وتقديره .
وقال هاشم أيضاً : إن الروح السلمية تمتلك صفة الشمولية ولا يُرى جمالها إلا باكتمال وكمال جميع أجزائها والروابط الوثيقة بين هذه الأجزاء، وعلينا أن نتساءل: كيف يبدأ السلم والسلام؟ موضحاً أن الكلمة يمكن أن تشكل رؤية، والرؤية تتحول إلى فعل يغلفه الخير والصلاح، والذي بدوره يغير مجرى حياة أو حيوات إلى الأفضل.