في العقبه ..
أمضيت يومين في العقبة , حاولت جاهدا أن أبلط البحر ..ولكني فشلت , بحر العقبة (لايبلط) أبدا …
لدي مجموعة من الملاحظات للدكتورهاني الملقي , رئيس مفوضية العقبة …أولها :- أننا حينما وضعنا العقبة على الخارطة كمنطقة خاصة , جل تركيزنا كان منصبا , على الإستثمار والبناء , وفرص العمل , لم نقم أبدا بعمل مشروع ثقافي …تخيلوا أن كل المليارات التي تم ضخها في العقبة , لم يؤخذ منها ولو جزء يسير لعمل مركز ثقافي …يستقطب الزوار ويعكس وجه الأردن الحضاري .
في العقبة , للان لايوجد سينما , ولايوجد مسرح …لا يوجد ملتقى ثقافي ضخم , ولا يوجد مؤسسة ثقافية , كمهرجان العقبة , أو مونديال ثقافي للعقبة ..كل ما هنالك هو أن ( الأراجيل) حلت محل كل شيء , فالفراغ يتم قتله عبر الجلوس في المقاهي وتناول الأرجيلة .
بدلا من زرع الشاطىء , بالمزيد من الفنادق , كان من الممكن عمل مسرح مكشوف , لإستقطاب الفعاليات الفنية والثقافية , وبدلا من صيانة شاطىء اليخوت الممتلىء , بما قيمته (100) مليون على أقل تقدير …كيخوت وقوارب لأثرياء عمان , كان من الممكن إنشاء شاطىء للعقل , وللروح .
في الوقت الذي تنمو فيه (المقاهي) بشكل سريع , ويمتليء الجو بدخانها .. وفي الوقت الذي تنمو , فيه المطاعم …والشقق المفروشة , وفي الوقت الذي نرفع فيه شعار … لننثر الرمال ذهبا , لم تفكر سلطة إقليم العقبة , ولم تطلق للان ولو حتى نصف مبادرة , لعمل مهرجان .. ثقافي فني خاص بالعقبة , يجذب الناس ويشغل المجتمع المحلي …ويستفيد من عوائد المنطقة الخاصة .
البحر بحد ذاته أعظم مشروع ثقافي , فأجمل الروايات في العالم هي التي كتبت عن البحر وأجمل الأغاني , هي التي كان البحر لحنها …وأجمل الإمسيات هي التي يكون صوت الموج ..حاضرا فيها .
الملقي …لم يمر على استلامه الموقع , فترة طويلة ..وأجزم أنه يستطيع أن ينتج في العقبة شيئا , يتجاوز ( الكونكريت) .. ويتجاوز البناء , ويتجاوز مجتمع الشركات .. إلى مركز ثقافي ضخم , أو مسرح مكشوف على الشاطىء …أو مؤسسة ثقافية تستفيد . من طفرة الإستثمار هناك ….العقبة ينقصها مشروع ثقافي ضخم