الأردنية

الأردنية , ليست جنسية ..في جواز السفر وتصدر بقانون , هي أبعد من ذلك بكثير ..هي الشيء الوحيد الذي يحتاج لقراءة , ودراسة وتبصر …
الأردنية , هي ذاك الدم الذي يملأ العروق , حين يجلس مجموعة من الشباب على التلفاز في مقهى ,أطراف عمان ويراقبون إنتخابات (الفيفا) ….وعيونهم تحمي الأمير , وقلوبهم يجتاحها (الأدرينالين) … ويكون الوطن لحظتها في النبض وفي القلب وفي الأحداق
الأردنية  ,  هي تلك السواعد الفتية التي لم تصل العشرين من العمر , والتي تذهب للمدرجات في مباريات المنتخب , ترفع الشماغ الأحمر…ويصبح المدى كله (هدب) … والصرخات لا تحمل في حدتها , سوى رمل رم ..وشجر عجلون , وزيتون الكرك …
الأردنية .. أبعد من جنسية بكثير , هي الزنود العسكرية التي تعود في أيام العطل للقرى البعيدة في معان والطفيلة , وأول ما يعود العسكري .. يقبل يد أمه , ويحني الجبهة والرتبة … لها , ويخفض جناح الذل من الرحمة , وكل مناه في العمر رضاها ….
الأردنية …هي الأطفال العائدون من المدرسة , يوم أمس وقد التقيتهم على الإشارة الضوئية , وقفت بجانب باصهم الأصفر , كان أكبرهم يبلغ ال(8) سنوات وجميعهم يغنون في الباص  :- ( يا بي قديش قلبي يحب الجيش ..قلبي يحب الجيش ..ودوني عليه لا تقولي لويش…) ..والسيارات تنظر لهم ,ولا شيء في المدى غير ابتسامات الناس …فالحب ليس له مناسبة أو زمن أو ميعاد .
الأردنية هي ساعد أمل بنت الصف السابع , والتي ألصقت على كتابها علم البلد وشعار (الأردن أولا) …وأمل , ليست مثل جيلها , لا تؤمن بإلصاق صور للممثلين على دفترها , أو صور المشاهير …كل كتبها أعلام للوطن وصور للشهيد معاذ الكساسبه ,ومكتوب على أول صفحة في كتاب اللغة العربية وبخط يدها  قصيدة قديمة  :- ( في حجم بعض الورد إلا أنه لكشوكة) …
الأردنية …هي اللهفة , تلك التي يطلقها عمر العبداللات حين يغني من كلمات حبيب الزيودي :- ( حمر النواظر وافيات عهودها …) ..هي الموسيقى التي تشتعل ويتحد الوتر بالنبض , ولا تدري هو قلبك أم صوت عمر أم الأردن , الذي يتدفق في الوريد …
الأردنية …أبعد من جنسية , أعمق من هوية …الأردنية .. حياة .