السرفيس الدائري
من صفات السرفيس الدائري..انه أُوجد ليدور حول نفسه فقط، دون الخروج عن المسار او استكشاف نطاق جديد، فمهمته أن يبقى يخيط الطرق المرسومة اليه حسب «الترخيص»..يحمل ركاباً وينزل آخرين عند كل نقطة توقف…
مثلاً، يحمل ركاباً من «العيادات الخارجية» وينزلهم عند «البنك»، يحمل ركاباً من البنك وينزلهم عند «دائرة الأراضي»..يحمل ركّابا من «المؤسسة العسكرية» وينزلهم عند «المؤسسة المدنية» ثم يعود ينزل ركاب «العيادات الخارجية «ويضعهم عند «دائرة الأراضي «ويحمل ركاباً من أمام «البنك» ويحملهم إلى «دائرة الجوازات» ثم يلف ثانية فينزل من حملهم من «العيادات الخارجية» ويضعهم أمام «محكمة البداية»وهكذا…
بالمقابل كل من يريد أن يجلس على الكرسي من الركاب عليه أن «يدفع» ليصل، فكل عملية صعود جديدة بحاجة إلى دفع «أجرة الصعود» من جديد…
بالمناسبة، هناك من يدفع نفس أجرة الجالس على الكرسي ولا يظفر بمقعد نتيجة الاكتظاظ في وقت الذروة…لكنه يفضّل ان يبقى واقفاً، علّه يشغر الكرسي المقابل فجأة، فيكون الأقرب للجلوس…
في السرفيس الدائري الوجوه متكررة والأماكن ثابتة نفس الموظفين ونفس المراجعين ونفس الساحبين ونفس العملاء، كل ما يقوم به السرفيس الدائري أنه يعيد توزيع الوجوه على الأمكنة في أيام العمل..
**
تحس أحيانا أن البلد «قلبت سرفيس دائري»…وأن باص المناصب صارت مهمّته الأساسية تحميل وتنزيل الركّاب المواظبين على الصعود والنزول .
آآخ..هنيّال..من أخذها «كعّابي»..يا كرمة العلي…