وصفة أفريقية..!
جميل الاستماع.. والتمعن في فتوى افريقية لانهاء وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يضاف الى العديد من الفتاوى الفلسطينية والعربية والاسرائيلية والدولية بهذا الشأن.
الفتوى الافريقية هذه لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً جاءت هذه المرة من قبل انسان افريقي ذاق مرارة الاحتلال وآلام وأوجاع الفصل العنصري، انه البروفسور والاستاذ والمفكر ياش تاندون اوغندي، تخرج من جامعة مكايري الشهيرة باوغندا في الستينات، أكمل دراسته للسياسة والاقتصاد في مدرسة لندن للسياسة والاقتصاد والشهيرة ايضاً، ثم عين استاذاً بجامعة دار السلام بتنزانيا، وهو الان السكرتير التنفيذي ل مركز الجنوب الذي اسسته لجنة الجنوب المرتبطة بالأمم المتحدة العام 95 من القرن الماضي، وتضم اكثر من خمسين دولة لتقديم المشورة والمعلومات والتقارير لاعضاء الأمم المتحدة وتقف خلف هذا المركز دول من آسيا وافريقيا واميركا الجنوبية والعديد من البلدان العربية. ومن هذا الموقع (مركز الجنوب) ومقره جنيف وضع البروفسور (ياش تاندون) بعد العدوان الاسرائيلي على غزة وخروج كبرى المظاهرات في العواصم والمدن الافريقية واضخمها في (ديربان) بجنوب افريقيا ضمت حوالي نصف مليون متظاهر تأييداً ونصرة للشعب الفلسطيني..
وضع (تاندون) حلاً للمشكلة الفلسطينية وقد سجل وجهة نظره هذه على الموقع الالكتروني لمركز الجنوب ليطلع عليها الجميع.. وتؤكد وجهة نظر البروفسور تاندون: على حل (دولة فلسطين الواحدة) تجمع العرب واليهود في فلسطين التاريخية مستنداً في حله الى عدة اسباب منها: تصاعد التساؤل حول شرعية اقامة دولة اسرائيل العام 1948، وكذلك تزايد الاعتقاد لدى الفلسطينيين بأن المستقبل هو لصالحهم وانهم يستطيعون الانتصار. وحول تمسك الفلسطينيين بأن المستقبل لصالحهم يرى البروفسور (تاندون) بأن الموقف العالمي يتغير لصالحهم فالرأي العام العالمي خاصة والشعبي الاوروبي والاميركي والاسيوي والافريقي وحتى في استراليا في اقاصي الارض ورأي اليهود الاميركيين بالذات لم يعد يهتم باسرائيل، كما أن كثيراً من المسؤولين في اوروبا وفي الولايات المتحدة قدموا من المساندة المادية والمعنوية ودون جدوى لاسرائيل ولأكثر من ستين عاماً.
ويرى تاندون (ان اسرائيل هي كيان صناعي زُرع لغايات وظيفية في الشرق الاوسط داعياً الولايات المتحدة وأوروبا الى حل الدولة الواحدة للمشكلة الفلسطينية وعلى نمط قريب مما حدث في جنوب افريقيا، ويرى ايضاً انه وبعد دراسة طبيعية للتطور الديمغرافي للشعب الفلسطيني والجماعة اليهودية في فلسطين لا يتوقع هجرات فلسطينية الى الدول المجاورة أو الخارج،
ويطرح احتمال قيام قطاعات كبيرة من اليهود للهجرة من اسرائيل والقبول للعيش في مكان اخر، ويفاجئنا (تاندون) بأن يكون هذا الموقع في الولايات المتحدة وفي كاليفورنيا او غيرها، وهو يرى ان الثقافة الديمقراطية التي تبنتها اسرائيل في ظروف الابارتهايد الاسرائيلية على نمط التفكير لديمقراطية نظام جنوب افريقيا البائد كما يخلق عناصر قيادية جديدة لاقامة الدولة الواحدة على اسس جديدة لا يشكل فيها اليهود شعب الله المختار لفلسطين، مطالباً الدول الغربية والولايات المتحدة ان تعاود تفكيرها في مسؤوليتها على الغاء هذا الشعب وبلده فلسطين عن خريطة العالم.
ويورد تاندون من مخزون وثائقه مذكرة للخارجية الاميركية عند موافقتها على القرار (181) لمجلس الامن حيث ربطت واشنطن موافقتها حينذاك عليه بتحديد الهجرة اليهودية واقامة اقليمين للعرب واليهود في فلسطين وليس دولتين!؟ ويمكن لليهود ان يقيموا في محافظة تدعى اسرائيل لو شاءوا في الولايات المتحدة وليس في الشرق الاوسط!؟.
وينطلق تاندون طوال وجهة نظره من حق الفلسطينيين الديمقراطي في اقامة الدولة الواحدة في فلسطين، كما ينطلق هذا المفكر الافريقي في النهاية من الحق في التفكير الشجاع في هذا الحل العادل والنهائي للقضية الفلسطينية لأن احداً لم يتوقع في جنوب افريقيا بتغييرها على هذا النحو قبل هزيمتها في انغولا، وهو لا يتطلع في حل الدولة الواحدة الى الدمار او الموت والالغاء لأحد في فلسطين!؟.