ما هي فرص اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة؟
وكالة الناس – رأى مراقبون ومحللون سياسيون، أن “تنامي العمليات الفلسطينية الشعبية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واتساع مناطق الاحتكاك والمواجهات في قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة، قد تشكل إرهاصات انتفاضة جديدة”.
واستذكروا في أحاديث منفصلة لـ”قدس برس”، عمليات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي سبقت انتفاضة الأقصى عام 2000، و”هبّة السكاكين” عام 2015.
ورأى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن “تصاعد عمليات المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، يعبر عن حافز للاستمرار في هذا النهج”.
وبين منصور لـ”قدس برس” أن هذه العمليات “تؤكد قدرة الشعب الفلسطيني على الاستمرار في التضحية والعطاء حتى الرمق الأخير، وصولا إلى هبة وانتفاضة جديدة”.
وذهب إلى أن “جرائم الاحتلال، والضغط السياسي، وممارسات المستوطنين، وحصار غزة، وتنامي الحالة الشعبية في أكثر من بؤرة، تشكل ظروفا موضوعية لاندلاع انتفاضة جديدة”.
وأشار منصور إلى ضرورة توفر مظلة سياسية لحالة الرفض الشعبي ضد الاحتلال، وانخراط أطر حركة فتح في فعاليات الاحتجاج والمقاومة، وتغيير السلطة الفلسطينية سياساتها، كمقدمات لحدوث انتفاضة فلسطينية ونجاحها.
العودة إلى مربع المقاومة
بدوره؛ قال الكاتب والمحلل السياسي عامر المصري، إن “المجتمع الضفي يعيش حالة تململ كبيرة في الآونة الأخيرة، بسبب فشل مسار التسوية، وعجز السلطة عن حماية شعبها من الاعتداءات الصهيونية”.
وأضاف المصري لـ”قدس برس” أن “الفساد المستشري في السلطة، بلور وعيا مجتمعيا بضرورة العودة إلى مربع المقاومة، رغم عمليات كي الوعي التي تعرض لها الفلسطينيون خلال عقدين كاملين”.
وتابع: “تصاعد العمليات يأتي ردا طبيعيا على التغول الإسرائيلي، والخطر الوجودي الذي يستشعره المواطن الضفي في مواقع كثيرة، خاصة في قريتي بيتا وبرقة”.
وأوضح المصري أن “غياب أجهزة السلطة، ومطاردتها المقاومين ومناصريهم، ولّد حالة غضب عارم، ترجمت إلى عمليات إطلاق نار متكررة ومتصاعدة على مواقع الاحتلال”، وفق تعبيره.
اتساع دائرة الهبة الشعبية
من جهته؛ أبدى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، زاهر الششتري، تفاؤله بأن “تكون عمليات إطلاق النار باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية، امتداداً لحراك شعبي يتسع ليكوّن انتفاضة شعبية”.
وأوضح الششتري لـ”قدس برس”: “ما يحصل في بعض مناطق التماس بالضفة، يعطي شعورا بأن الهبة الشعبية باتساع، ومن الممكن أن تتحول إلى انتفاضه شعبية عارمة”.
وأشار إلى أن “استمرار الاحتلال بأعماله الإرهابية القمعية ضد الشعب الفلسطيني، ومصادرة أراضيه، وتوسيع الاستيطان، والاستمرار في تهويد القدس، تعزز من فرص اندلاع الانتفاضة”.
ونبه الششري إلى أن “فشل مسيرة التسوية وعملية السلام، التي تحولت إلى مسيرة استسلامية، سيكون بمثابة فتيل آخر يمكن أن يشعل المنطقة بأي لحظة مواتية”.
وتعرضت نقاط عسكرية إسرائيلية في الضفة، خلال الأشهر الأخيرة، إلى عمليات إطلاق نار فردية، من قبل مقاومين فلسطينيين، ردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.