0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

علاقة كرد العراق بإسرائيل.. مُجدّداً!

في الوقت الذي ابدى فيه رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني ارتياحه «الشديد» لنتائج زيارته التي انتهت للتو لواشنطن , والحفاوة الاميركية التي استقبل بها وما أدلى به من تصريحات بدت وكأنها الخطوة الاخيرة التي تسبق اعلان استقلال الاقليم، على ما عكسته تصريحاته المتفائلة جداً والتي استبطنت حصوله على ضمانات سياسية اميركية في ما يتعلق بدعم الكرد وحق تقرير المصير، بل نقل عنه القول بأنه (البرزاني) اكد للمسؤولين الاميركيين ان الكرد لم يعودوا قادرين على انتظار إتّباع الدول المجاورة معهم سياسة جيدة اولاً، وأن الشعب الكردي جدير بأن يقرر مصيره بنفسه وان مسألة الاستقلال ستجري سلمياً وعن طريق اجراء الاستفتاء وبالتفاهم مع الجهات ذات العلاقة في بغداد.
نقول: في هذه الاجواء التي لا يمكن فصلها عمّا يجري في المنطقة من حراك وتحركات ومناورات ومشاورات وحروب مفتعلة واخرى ذات توقيت مقصود بذاته ولذاته، تعود الى الواجهة العلاقات الكردية الاسرائيلية ولكن من باب مُعلن وموثق بالصورة والصوت وعبرمندوب القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، الذي جال في اقليم كردستان العراق وجبهات القتال مع داعش, بدعوة من قيادة الاقليم التي احتفت به حفاوة الاصدقاء القدامى واستذكرت معه علاقات السبعينات والثمانينات، متطلعة الى ان استعادتها وبث المزيد من الزخم فيه على ما قال مسعود برزاني نفسه، ناهيك عما حفلت به تصريحات الجنرال سيروان البرزاني (ابن شقيق مسعود) من اشارات ومواقف سياسية تكشف حجم السذاجة والتبسيط الذي ينظر بها مناضلو آل برزاني الى الصراع العربي الاسرائيلي والصراع الفلسطيني الاسرائيلي، على نحو يزيد من حجم الانتقاد العربي لمواقف الكرد السياسية وتحالفاتهم المشبوهة والكيدية التي القت بظلالها في موقف الجمهور العربي وبعض القوى السياسية والحزبية العربية من تمرد الكرد على الحكومة المركزية ببغداد, بدعم من شاه ايران واسرائيل والزيارات السرية التي (التي كُشفت لاحقاً وباعتراف الكرد والاسرائيليين معاً) التي قام بها الملاّ مصطفى البرزاني لاسرائيل, ما شوّه صورة النضال الكردي (المشروع والمحق حتى لا يُساء فهم ما نذهب اليه في هذه العجالة) وسعيهم للحصول على الحكم الذاتي (وقتذاك) والذي شكّل بالفعل عقبة كأداء امام دعم الجمهور العربي لمطالب الكرد نظراً لمكانة وطبيعة القضية الفلسطينية في الوجدان الشعبي العربي بصرف النظر عن مواقف الانظمة العربية سابقاً وراهناً على حد سواء.
وبصرف النظر عما اذا كانت تمنيات الرئيس مسعود البرزاني التي قالها لمراسل القناة الثانية الاسرائيلية انريكيه تسيمرمان , تندرج في اطار الكلام الدبلوماسي أو الحاجة الى دعم اسرائيلي في دوائر صنع القرار الاميركي والاوروبي (فضلاً عن اليهودي والصهيوني) وبخاصة في قوله انه يرغب في عودة العلاقات بين «الاقليم» واسرائيل الى سابق عهدها كما كانت في السبعينات والثمانينات التي كانت وثيقة كعلاقة الحلفاء بعضهم بعضاً, وهو ما يريده (برزاني) الان من اسرائيل, فإن ما ادلى به ابن شقيقه الجنرال سيروان, يزيد من الثقة بأن الهوة شاسعة بين قراءة المسؤولين الكرد لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبين ارتكابات اسرائيل وعدوانها ومذابحها ضد الشعب الفلسطيني, على نحو لا يجد فيه الجنرال الكردي اي غضاضة في اعتبار ان من يصف اسرائيل بأنها عدو, انما يغسل دماغ شعبه ويمنعه من الانكشاف على الديمقراطية, وهو هنا يقصد الرئيس السوري بل يذهب بعيداً (الجنرال سيروان) ليقول :ان اسرائيل ليست المشكلة, لأننا نرى من «التقارير» التي تُبث على القنوات العربية ايضاً, ان العرب يعيشون «راضين» في اسرائيل ووضعهم الاقتصادي افضل بكثير من اقرانهم الذين يعيشون في دول عربية «كذا»..
هنا والان.. يبرز التضليل وحجم السذاجة وحال الانكار التي يعيش في ظلها كثير من المسؤولين الكرد وبعضهم جمهورهم, الذي من فرط كراهيته للعرب, لا يرى في الاسرائيلي عدواً بل ولا حتى مُحتّلاً, اذ يشيرون الى فلسطينيي الـ48 وكأن احتلال الضفة الغربية والحرب على غزة المحاصرة قد انتهت الى غير رجعة أو كأن الصداقة الكردية مع اسرائيل, يجب ان تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين والاضرار بالحقوق العربية..
يُخطئ المسؤولون الكرد كثيراً, اذا ما ظنوا ان اسرائيل يمكن أن تكون بديلاً عن محيطهم الاقليمي وبخاصة العربي, الذي هو في غالبيته ليس معاديا لهم او متنكرا لطموحاتهم القومية, واذا ما ارادوا دعماً شعبياً عربياً لهذه المطالب المشروعة, فإن عليهم الا يتنكّروا للحقوق الفلسطينية ويسلّموا بالرواية الاسرائيلية الاستعمارية, فضلا عن اهمية النظر الى المصالح المشتركة بنزاهة وخصوصا بواقعية ومسؤولية.