0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تحسبات إسرائيلية!

 تتحسب «الجيروزاليم بوست» وهي الاقرب الى وزارة الخارجية الاسرائيلية، من تداعيات الوضع الدولي وتأثيراته على اسرائيل.. خاصة وان تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الجديدة لا تشجع على الامل بامكانية ايجاد حل للصراع.. او استئناف المفاوضات.
اخطر ما لاحظته الصحيفة توقيع الفاتيكان الدولة اتفاقية وضع الاماكن الدينية وممتلكاتها في الارض المقدسة، وهي اتفاقية حسب الكونكوردات، تشكل اعترافاً مباشراً بالدولة الفلسطينية، ولعل احتفالية الفاتيكان بالضيف محمود عباس يشكل جزءاً من هذا الاعتراف.. وهو يأتي في وقت تحتفل فيه الكنيسة الكاثوليكية بتطويب قديستين فلسطينيتين احداهما ماري غطاس من القدس المتوفية عام 1927 وهي منشئة رهبانية «الوردية» المتواجدة مدارسها بكثافة في الاردن وفلسطين ولبنان وبعض دول الخليج العربي.
الملاحظة الثانية اقتراب فرنسا من تقديم مشروع قرار الى مجلس الامن – بالتعاون مع الاردن – ينص على اعتراف المنظمة الدولية بالدولة الفلسطينية، وهو المشروع الذي ينهي عملياً الاحتلال العسكري الاسرائيلي، وانهاء دولة اسرائيل الكبرى بالاستيطان، وبمصادرة الأرض، وبسياسات العنصرية الصهيونية، والخوف الاكبر هو الموقف الاميركي من عملية التصويت ويكفي التصويت بالامتناع، لاقرار مجلس الامن بالاجماع على عضوية فلسطين الدولة في الامم المتحدة، وهذا يحصر القضية الفلسطينية في اجراءات رفع الاحتلال دون مفاوضات تعجيزية.
الملاحظة الثالثة هي الموقف الاوروبي وشيوع تصويت البرلمانات ولو انه غير ملزم في هذه المرحلة، لكن سلاح المقاطعة الاكاديمية، ومقاطعة منتجات المستوطنات له مؤشرات خطيرة ويمكن ان يتحول الى مقاطعة اوسع، رغم بعض المواقف الشاذة التي تفرّق بين التسلح الاسرائيلي المتنامي وبين انصياع اسرائيل للقانون الدولي، فالمانيا ما تزال تسلّح البحرية الاسرائيلية بعد الغواصات الثلاث الحاملة لصواريخ بولاريس بمدمرات وحاملات اسلحة موجهة عالية التقنية بخصم 30% من ثمنها وذلك في باب.. الشعور بالذنب.
ان حكومة نتنياهو تتحسّب، وتحاول اخذ المواقف القديمة التي تحتقر الرأي العام الدولي، وتفعل ما تشاء اعتماداً على ولايات متحدة ترفع الفيتو باشارة من اصبع اسرائيل، وعلى اوروبا شاهدة معسكرات الابادة وصانعتها.
كان نتنياهو يتعجرف على اتجاهات محمود عباس في حمل القضية الفلسطينية الى العالم، وجعلها قضية احتلال وضمير، لكن نتنياهو الآن يرى ان اتجاهات عباس تحرز تقدماً مذهلاً، فلا احد في هذا العالم ينكر على الفلسطينيين حق تقرير المصير، ولا احد يقبل بالاحتلال العسكري كحل لقضية شعب يرفض الاحتلال.