الخبز
أنا مدمن على الخبز , وبصراحة تامة أفضل الغداء (غماس) ..وتلك ثقافة متوارثة لا ترتبط بي وحدي فكل العائلة (تغمس) ….
يقولون أن الحكومة سترفع الدعم عن الخبز , ولا أعرف مصدر الأخبار ولكن المواقع تكتب , والنواب يتهامسون …وأجزم , أن القصة ليست مفتعلة ولكنها تقع في إطار جس النبض الحكومي , وسيبدأ الأمر تدريجيا …ثم يأخذ أشهرا من المناوشات , ثم يصبح واقعا .
الحكومة الحالية , في عمليات الرفع , تعتمد أسلوب (أبو ربيع) وهو مطهر قانوني يملك (أوبل كاديت) لون أحمر , حين كان يزور قريتنا ينشر الرعب , حتى في جنبات الأبواب , ..حتى في المدى ..وأبو ربيع كان يجلس ويشرب الشاي ويتحدث معنا ويعطينا الأمان , ثم يأخذنا إلى جانبه , ويخرج من جيبه , حبات من (الشوكلاته) …وأنا صراحة أقنعني بأنه حلاق جاء ليقص شعري , وظل يحدثني عن الشعر , في حين أن العائلة كانت تطارد أقراني الذين هربوا في البر, وأنا كنت طفلا صغيرا , وضحكت عليهم …قلت في داخلي , هو حلاق من كذب عليهم وقال أنه مطهر قانوني .
يومها أعطاني أبو ربيع , مفاتيح السيارة , وقال لي أنه سيجعلني أقودها , وأعطاني قلمه , وطلب مني أن أكتب إسمي , وكان والدي ينظر إلي ويقول :- ( شاطر ابوي النشمي ) …ولم أكن أعرف أن المؤامرة تحاك حتى من جدتي .
للعلم جدتي , كانت تطمئن على الأطفال الذين هربوا , من أفراد العائلة …وتم إعتقالهم , وقد علمت فيما بعد أن عملية مطاردة حثيثة جرت , وتم إلباسهم الدشاديش , عنوة …وأنني كنت أول ضحايا أبو ربيع .
المهم ..أخرج أبو ربيع (الموس) وقالوا لي أن حلاقة الشعر , وأنت نائم ستكون أجمل , حتى لا يسقط الشعر في عيوني , وأنا كنت طفلا وصدقت الأمر …لحظتها تم تثبيتي , جدتي مسكت ..الأقدام , وأبي طوق يداي …
تم الأمر , وكان الألم شديدا , وأجزم أن البكاء …حتى البكاء لم يكفي …وبعد يومين , كنت أشرح لأقراني الذين لم يتعرضوا للتجربة …ما حدث وكنت أجعلهم يرون الاثار الجانبية على أرض الواقع , وفيما بعد …تم القبض على الهاربين وزجهم في أتون مقصلة …
أبو ربيع شخصية ليست وهمية , ولكنه يتكرر في الحكومات …نفس الأسلوب ونفس الطريقة , ونفس التودد ….وفي لحظة , يتخذ القرار …ويكون مؤلما جدا
كل ما أريد قوله , سامحك الله (ابو زهير ) ..اسف أقصد ( ابو ربيع) فلقد أشبعتنا ألما…يكفي