0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الخليج وأوباما وجها لوجه في كامب ديفيد

توقفت معظم الدوائر الإعلامية الأمريكية والغربية عند غياب العاهل السعودي الملك سلمان عن القمة الأمريكية الخليجية التي تعقد غدا وبعد غد في منتجع كامب ديفيد الشهير الذي يذكرنا بقائمة من الأحداث، أهمها بالنسبة إلينا قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، برعاية كلينتون، والتي كانت ذروة الفضيحة لعملية التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة، بكشفها لحدود ما يمكن أن يقدمه الصهاينة مما يسمونه “تنازلات”. ولم يتوقف الجدل بعد اتصال أوباما مع الملك سلمان، وتأكيد البيت الأبيض على أن الأمر لا ينطوي على ازدراء أو احتجاج، وهو التأكيد الذي أثبت عكس مضمونه عمليا. وفي حين كان غياب آخرين غير الملك سلمان مبررا، لاعتبارات لا تنطوي على احتجاج بالضرورة، فإن الحاضرين لن يختلفوا كثيرا مع الغائبين، باستثناء عُمان التي تغرد غالبا خارج السرب الخليجي، وبالطبع في السياق المتعلق بسبب الاحتجاج ممثلا في العلاقة الأمريكية الإيرانية. والحال أن أوباما لن يتخلى عن حلمه بإنجاز اتفاق النووي مع إيران؛ رضي الخليجيون أم سخطوا، وهو لن يضيّع جهد سنوات بهذه البساطة، لا سيما أنه يدرك أن احتجاج الخليج لن يتجاوز الحدود كثيرا، وسيبقى خيار التحالف مع أمريكا قائما لدى قادته، لكن ذلك لن يعني أبدا أن واشنطن ستتخلى عن الخليج ولها كل تلك المصالح معه. والحال أن الخليجيين يذهبون إلى كامب ديفيد، بينما لم تعد أمريكا هي سيدة العالم الوحيدة، وبوسعهم والحالة هذه أن يسخطوا، بل ويتمردوا أيضا، وبوسعهم أن يذهبوا نحو خيارات أخرى دون خوف كبير، وحين يحضر الرئيس الفرنسي قمة خليجية في الرياض، ويُكافأ بصفقات “كبيرة”، فلا شك أن تلك رسالة لأمريكا، فضلا عن توسيع نطاق التواصل مع الصين، وحتى روسيا التي جاملت الخليج بوضوح بتمريرها لقرار مجلس الأمن المتعلق بالحوثيين، فيما لن تغامر الصين بعلاقتها بالخليج إرضاءً لإيران، ولو خُيِّرت بين السعودية وحدها، وليس الخليج برمته، وبين إيران، لاختارت السعودية، كما ذهب مستشار أوروبي يعمل مع الخارجية الصينية، في لقاء خاص مع بعض المثقفين، وبالطبع لأن التبادل التجاري بين السعودية والصين يمثل أضعاف مثيله مع إيران. من هنا، يمكن القول إن أوباما سيحرص على إرضاء الخليجيين، وبالطبع من خلال تطمينات معينة، لكنها لا ترقى إلى معاهدة تشعرهم بالاطمئنان التام، مع أنهم ليسوا بحاجتها في واقع الحال، وبوسعهم أن يخلعوا شوكهم بأديهم إذا أحسنوا استثمار قواهم الذاتية، بخاصة الاقتصادية. أمريكا في واقع الحال تعاني الارتباك، وليست لديها استراتيجية واضحة حيال مختلف الملفات، فهي مع الخليج في اليمن، لكن بجهد محدود، لكنها مع إيران في العراق، وإن ليس بجهد حاسم أيضا، وطبعا للمساومة على إكمال اتفاق النووي، وهي في سوريا أقرب لإيران (ضدها في واقع الحال، لأنها تزيدها استنزافا)، وبالطبع لأنها أقرب إلى الكيان الصهيوني الذي يفضل إطالة أمد الحرب لإنهاك الجميع. والمؤكد أن مخاوف العرب لا تنحصر كما يرى البعض في إمكانية خروج إيران من اتفاق النووي وهي دولة بقدرات نووية قابلة للتحول إلى المجال العسكري بسهولة كما يصرخ نتنياهو صباح مساء، وبالطبع لأن امتلاك السلاح النووي لن يُعجز السعودية لو أرادت ذلك، وما يعني الخليج أكثر هو أن يكون اتفاق النووي محطة في اتجاه تقوية التيار الإصلاحي، ومن ثم اختيار إيران كحليف أكبر، وكشرطي في المنطقة على غرار الشاه قديما. المؤكد أن أمريكا لن تختار إيران، ولن تختار العرب أو الخليج، وهي كما أي دولة إمبريالية ستفضل بقاء الصراع قائما بين الطرفين، لما يدره ذلك من مصالح وصفقات أسلحة، ولن يحل هذه المعضلة سوى تفاهم عربي إيراني تركي يجنب المنطقة التدخلات الخارجية، ويفيد من حالة التعددية القطبية دوليا، لكن ذلك لن يحدث ما لم تعد إيران إلى رشدها، الأمر الذي لم تظهر ملامحه بعد، والسبب أن محافظي إيران يخسرون ويُستنزفون، لكنهم يواصلون المغامرة والهرب إلى الأمام. إلى متى؟ لا ندري، لكنهم في النهاية سيتعبون، وسيأتون يطلبون الصفقة مع محيطهم، سواء بقي المحافظون، أم انتصر الإصلاحيون. –