إيران وسيطرتها على العواصم الأربع!
قد لا يعيد مستشار المرشد خامينئي تصريحه الشهير مرة اخرى، لكن سيطرة ايران على اربع عواصم عربية لم يكن حقيقيا حتى لو كان الكلام من باب العنطزة.
فمثلا ايران لا تسيطر على بيروت، وإنما على الضاحية الجنوبية منها، لكن حزب الله قادر بالسلاح على اختطاف الدولة اللبنانية، وفكفكتها حيث يعطل مجلس نوابها عن انتخاب رئيس الدولة، وحيث يشارك في مجلس وزرائها لتعطيله بمعادلة الثلث المعطل، وحيث يمدد له وحده خطوط الهاتف، ويقيم المستشفيات والمدارس، ويقرر دخول حروب في سوريا وغيرها على حساب الدولة ومصالحها وكيانها السيادي.
فحزب الله اي ايران لا تسيطر على العاصمة بيروت وإنما تفكك الكيان اللبناني وتصادره بقوة السلاح.
ولنأخذ العاصمة الثانية: دمشق، ودمشق ليست تحت سيطرة ايران لكن بشار الاسد هو الذي تحت السيطرة، وكان فيما مضى حليفاً لكن انهيار نظامه من الداخل استدعى الهيمنة الايرانية عبر «مساندة» حزب الله، وعصائب الحق العراقية الشيعية، وابناء الطائفة من افغانستان وباكستان، وهذه المساندة لا علاقة لها بحكم حزب البعث، فهو عدو لكل ما تمثله ايران، وانما هي تساند ديكتاتورية تستند الى ميليشيا الطائفة.
ايران اذن لا تسيطر على دمشق عاصمة الدولة السورية، وانما على نظام يحارب شعبه.
ولنأخذ العاصمة الثالثة: صنعاء، وصنعاء تحت سيطرة حزب زيدي وليس الطائفة الزيدية، وهو متحالف مع علي عبدالله صالح الرئيس المخلوع الذي اطاح به شعب اليمن، اذن فايران لا تسيطر وانما تختطف بلداً عربياً وتدمر وحدة شعبه، وتخلق من اجل السيطرة حرباً اهلية، واقليمية فيه.
وكذلك بغداد، فهي تضع حزب الطائفة، وتجعله في حالة حرب مع الطوائف الاخرى، وبغداد ليست عاصمة الامبراطورية الايرانية، انها عاصمة عربية محتلة: احتلها الاميركيون وحلفاؤهم وسلموها لمعارضة مرتزقة تعاونت مع الحكم الاجنبي وسلمها السلطة، بعد خلق عناصر طائفية مسلحة مارست الارهاب كما مارسته حكومة المالكي وحين عجزت عن حكم العراق سلمت داعش الموصل وسلّمت معه اسلحة ثلاث فرق، بدباباتها ومدافعها وتجهيزاتها.
لم تسيطر ايران على الدولة العراقية، وانما هي احزاب تقوم على العصبية المذهبية، وتستدعي عداء المذاهب الاخرى، والعنصريات الاخرى.
ايران ليست قوة فتح، وانما هي قوة تدمير وتخريب لكل ما هو عربي، وتحركها خلال السنوات الماضية مرتبط بمخططات قوى كبرى تعيد هيكلة المنطقة، فيما هي تقوم بدور الوكيل والبلطجي. وهي لم تقاتل يوما، وانما جندت العرب لمقاتلة بعضهم، وحين دخلت الحرب عام 1979، خسرتها بهزائم مشينة، وبعد سبع سنوات فقدت فيها مليون قتيل، ومليارات الدولارات، وخراب مدن لم تستطع حتى الأن اصلاحها فهل يعرف احد شيئاً عن عبادان، وشط العرب المغلق بالسفن الغارقة؟