الصراع بلا نهاية ودمار .. الوطن !
لم تعد لعبة الحكم والمعارضة تدور في حدوده حتى بعد كل هذا الدمار، والقتل، وضياع ملايين العرب في المتاهات والرمال والبحور:
– فنحن نسمع ان ناظم سد الثرثار على الفرات، قد يكون في مرمى اهداف داعش مما يصل مياهه الى بغداد فيغرقها.. ويدمر اكثر مما دمرت الفي طائرة متحالفة أيام حرب حلف الاطلسي على العراق.
ومن اخبار مصر هذا الاسبوع ان السلطات الأمنية أفشلت عملية نسف ابراج الكهرباء في الغرب من السد العالي، وأبطلت اثني عشر عبوة ناسفة كانت مزروعة في اصولها!!.
وفي تموز الماضي استهدف مسلحون نقطة حرس حدود في محافظة الوادي الجديد أسفر عن مقتل ضابط و21 مجندا. وبعدها في آب عثر الأمن المصري على 25 صاروخا مضادا و500 قذيفة في وادي النفرة جنوب اسوان.
وفي سوريا والعراق يستهدف القتال آبار النفط ومصافيه، والسدود العملاقة، ومنجزات اقتصادية ثمينة في كلفتها، وفي حاجة الشعوب اليها.
هذا الذي يجري وغيره الكثير هو عمليات تدمير لمقدرات الوطن وليس للأنظمة السياسية. فلماذا استهداف اسوان، والأقصر اذا لم يكن افقار مصر الشعب والوطن بحرانه من السياحة في منطقة تضم ربع الكنوز الأثرية في العالم؟. ولماذا تفجيرات السيارات المفخخة في بغداد والقاهرة وحلب ودرعا اذا لم يكن الهدف تدمير الأمن النفسي لملايين الناس الذين يسعون في مناكبها، وملايين المارة، وأملاك ملايين التجار، وأهل الصناعة، والمدارس والجامعات والمستشفيات؟!.
لم تعد القضية قضية صراع مبادىء او صراع مصالح، او صراعا على الحكم. فهذا النمط من التدمير تجاوز ذلك وصار يستهدف الوطن.. والشعب، والمنجز على ضعفه وقلته. ومتى ينتهي هذا التدمير ويتوقف الصراع المجنون؟
– حتى الآن، وبعد ان تم افشال كل ما يمكن ان تقدمه الحلول السياسية لمعضلة السلطة والثورة. لم يبق الا تحويل هذا الوطن الى ارض محروقة، ورماد، وشعوب تهرب من وطنها، وجوع وعري وعذايات!!.
– أشرنا الى فضائح ما يجري في مصر وسوريا والعراق دون ان نقف عندما يجري في ليبيا، واليمن. وهي عملية تدمير الدولة الحديثة.. وهو المفهوم الذي يحدد الصراع الداخلي، ويتيح له نهاية طبيعية ككل نهاية للحرب، او للثورة، او لثبات الحكم!.