عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الهجرات الجماعية والموت دون مقابر!

خلال يومين تعرّف العالم على عدد الذين غرقت بهم الزوارق القادمة من ساحل إفريقيا إلى ساحل إيطاليا: ألفا عربي وإفريقي يطلبون الحياة على أرض غير أرضهم ومواطن غير أوطانهم.. بعد أن كانوا متواضعين يطلبون الخبز في بلدان أوروبا الغنية.. النظيفة.. الحنونة.
شهد العالم في القرن الماضي هجرات جماعية بالزوارق في البحر الأصفر، أثناء وبعد حروب الهند الصينية. هاجروا إلى استراليا والولايات المتحدة بمئات الآلاف، ثم جاءت هجرات فردية من المغرب إلى فرنسا، ومن إفريقيا إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.. لكنها كانت هجرة اقتصادية طلباً للرزق. وكان القرن الإفريقي وحروبه مدعاة هجرة إلى اليمن وكينيا دون ضجة.
لكن الربيع العربي انتج هجرات جماعية أقسى من أية هجرة عبر تاريخ البشرية.. بما في ذلك رحلات العبودية التي اختطف بها المستعمرون البيض في أميركا الشمالية والجنوبية ملايين الإفريقيين ونقلوهم عبر الأطلسي إلى حقول القطن والذرة. لكن سفن العبيد كانت سفناً مؤهلة، وليست قوارب، وقد غرق بعضها لكن الأكثرية وصلت.. وهذه ليست حال زوارق المتوسط والعبيد الجدد الذين قبلوا الموت والعبودية.
ألفا مفقود في يومين، ضاعوا في قاع البحر وعلى الشواطئ جثثاً يلفظها الموج. وأكثر هؤلاء عرب.. منا، من سوريا ومن ليبيا ومن العراق.. لم يعد الوطن قادراً على تأمين السلامة والخبز والمأوى لهم. ولعل قصة أهل الأنبار الذين يهربون من مدنهم بحثاً عن السلامة في بغداد. ومنعهم من دخولها هي أفظع القصص التي يمكن أن تحدث والحجة التي تبتدعها حكومة بغداد هي: كثرة التفجيرات. وكأن أهل الأنبار إرهابيون يهربون إلى بغداد بحياتهم وحياة أطفالهم.
هذه الهجرات الجماعية هي وصمة عار في جبين كل الذين فشلوا في تقديم أقل القليل لمواطنيهم.. بعد أن فشلوا في تقديم الازدهار، والتقدم والحياة الكريمة لمواطنيهم.
الأمم المتحدة ووكالاتها تشكي من المجاعة التي تتجمع نذرها في مدن وأرياف اليمن. وتعلن التبرعات لكن أحداً لا يقول: كيف ومن يوزع المعونات إذا انقطعت المحروقات، وانقطعت الكهرباء، وأصبحت الطرق والمطارات والموانئ غير آمنة؟
كان الصومالي أو الاثيوبي يهرب إلى اليمن من الحروب الداخلية. فكيف سيهرب اليمني الآن إلى الصومال وفيها ما تزال الحرب قائمة. أو إلى اثيوبيا المدمرة؟!