0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

«حكم الوراثة» في البيت الأبيض !

قال اجدادنا: «من عاشر القوم 40 يوما صار منهم او رحل عنهم». والحقيقة أن الاميركيين اقتربوا منا، بل عاشوا معنا منذ سبعين عاما (عشرة عمر)، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين اخذوا مواقع البريطانيين والفرنسيين شرقي السويس، واحتلوا وظائفهم في السياسة والامن والمصالح، مرة بشكل مباشر بحضورهم العسكري، ومرة بالوكالة.
وعندما نقف امام المشهد الاميركي المستجد، واقصد الاستعدادات لانتخابات الرئاسة الجديدة، لا نحتاج الى الكثير من العناء او التعب لنكتشف ان الاميركيين، حراس «الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان» اصيبوا بداء عربي، او آفة شرق اوسطية انتقلت اليهم بالعدوى من خلال المعايشة، واعني حب السلطة حتى الموت، وادخال مصطلح «الوراثة» الى القاموس السياسي الاميركي، ولو كان عبر صناديق الاقتراع.
بدأت هذه الظاهرة تتشكل في الولايات المتحدة بشكل خاطف وسريع في بداية حملة الانتخابات الرئاسية عقب اغتيال الرئيس جون كينيدي، وبعدما اكمل ليندون جونسون (نائب الرئيس) المدة المتبقية من عهد الديمقراطيين في البيت الابيض. في ذلك الوقت اعلن شقيق جون كينيدي ولقبه (بوب) عن خوضه معركة الرئاسة كوريث لاخيه الاكبر، ولكن رحلة روبرت كينيدي كانت قصيرة جدا، حيث اغتاله سرحان بشارة سرحان في بداية حملته، باسلوب تراجيدي اثار الكثير من الغموض والالتباس.
ولكن هذه الظاهرة، واقصد عشق العائلات السياسية من الاميركيين للرئاسة بالوراثة، تكرست وتجذرت في الحياة السياسية الاميركية مع زيادة انغماس الادارة الاميركية في الشؤون العربية، بل في الحياة العربية. فبعد استقدام الجيش الاميركي الى المنطقة، وبعد حرب عاصفة الصحراء، بدأ تعزيز حكم العائلات، فالرئيس جورج بوش الاب بدأ، بعد فشله في الانتخابات امام الرئيس كلينتون، باعداد ابنه جورج بوش الابن، الذي نجح بالدخول الى البيت الابيض لمرحلتين، خاض خلالها حربا اخرى مدمرة ضد العراق، لا اعتقد انها انتهت، او ستنتهي في الافق القريب، لأن المنطقة كلها ما زالت تعيش تداعياتها حتى اليوم.
واليوم تشهد الساحة الانتخابية الرئاسية الاميركية جولة جديدة من التنافس على الحكم بين العائلات الحاكمة، فها هو الابن الثاني لجورج بوش، جيب بوش، يدخل المعركة للتنافس على موقع المرشح الجمهوري، وفي الخندق المقابل نرى اسم هيلاري كلينتون تخوض المعركة بقوة ساعية لاحتلال مقعد المرشح الديمقراطي، حيث بدأت الاحزاب الاميركية، وكذلك الشعب، القبول بفكرة الوراثة في السلطة، كما يحدث في اكثر بلاد العرب، او في بلاد العالم الثالث، والتي غرقت في كوارث الحروب الاهلية.
وعلى سيرة الانتخابات الاميركية، من الواجب ان نتجاوز الحديث عن الحكم بالوراثة قليلا، لنتوقف عند اختراقين حققهما الحزب الديمقراطي حيث سجل نقطتين لصالحه، اولا، عندما اوصل الحزب اول رئيس من اصل افريقي الى البيت الابيض في تاريخ اميركا هو اوباما، وثانيا، سعيه لادخال اول رئيسة الى البيت الابيض في تاريخ الولايات المتحدة، خصوصا ان هيلاري كلينتون ستكون المرشح الاقوى، وصاحبة الحظ الاوفر للاقامة في البيت الابيض ليس كسيدة اولى بل ستحمل لقب «السيدة الرئيس»، كما سييحمل زوجها الرئيس السابق بيل كلنتون لقب «السيد الاول».
ولكن ما يهمنا في الشأن الاميركي اليوم هو الاستراتيجية الاميركية الجديدة في الشرق الاوسط، وكيفية تعاطي الادارات الاميركية الحالية والمقبلة مع قضايانا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، مع الاخذ في الاعتبار التطورات المتسارعة في المنطقة، والمستجدات في السياسة الخارجية الاميركية، بعد الصدام مع الحكم اليميني المتطرف في اسرائيل، والذي تعرف الادارة الاميركية جيدا انه سبب فشل عملية السلام واسقاط حل الدولتين، بل سبب كل هذا الطوفان من الفوضى والعنف والارهاب في المنطقة