0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إضراب عام لـ"فلسطينيي 48" في 28 الحالي

 وكالة الناس – يعتزم فلسطينيو 48 تنفيذ اضراب عام احتجاجا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي تجاه هدم منازلهم، متوعدين باتخاذ خطوات احتجاجية شعبية تصعيدية للتعبير عن غضبهم من سياسة هدم المنازل.
وعقدت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48 اول من أمس في قرية دهمش، اجتماعا طارئا، بمشاركة كافة القوى السياسية، واللجان الشعبية، حيث أكد المجتمعون على أن “فلسطينيي 48 يقفون اليوم، أمام مخطط سلطوي يهدف إلى التصعيد، وتسريع أوامر الهدم”.
وقررت لجنة المتابعة العليا، تنفيذ إضراب عام يوم 28 من الشهر الحالي، على أن يسبقه، نشاطات نضالية وتعبوية، من أجل إنجاح الإضراب العام. 
كما سينفذ فلسطينيو 48 في اللد والرملة ودهمش اضرابا تمهيديا لهم، يوم الأحد المقبل.
واستنكرت “القائمة المشتركة” لفلسطينيي 48 في الكنيست، جرائم هدم البيوت العربية وأكدت أنها تصعيد خطير من حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية ضد فلسطينيي 48، واعتداء على أبسط حقوقها في الأرض والمسكن، وهي استمرار لسياسة الإقصاء والتمييز والإلغاء واعتبار العرب أعداء وليس مواطنين أصحاب أرض وحقوق.
ودعت “المشتركة” الى بدء التصدي لهذه الجرائم، بإعادة بناء البيوت المهدومة، وباتخاذ خطوات احتجاجية شعبية تصعيدية للتعبير عن الغضب الشعبي العارم ضد جرائم الهدم. 
كما واعلنت “المشتركة” عن توجهها الفوري للمحافل الدولية ذات الشأن مطالبة إياها بالوقوف إلى جانب فلسطينيو 48 في مواجهتهم لسياسة التمييز والإقصاء والمصادرة والتهجير.
وكثفت السلطات الإسرائيلية هذا الأسبوع جرائم هدم بيوت فلسطينيي 48، في مناطق مختلفة، في الوقت الذي تشهد فيه بلداتهم اختناقا سكانيا نتيجة سياسة تضييق مناطق النفوذ والحرمان من أراضي البناء.
وهدمت سلطات الاحتلال يوم اول من أمس ثلاث بنايات في قرية “دهمش” قرب اللد، وثلاث بيوت في قرية في النقب، كما سبق هذا جرائم هدم بيوت، أبرزها في النقب.
 وأقرت لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 في اجتماعها، سلسلة من النشاطات الكفاحية وصولا إلى يوم الاضراب العام بعد أيام. 
وفي نفس الوقت، دمّرت جرافات السلطات، ثلاثة بيوت في قرية “سعوة” في صحراء النقب، التي ترفض السلطات الاعتراف بوجودها، إذ تواصل جرافات الاحتلال تدمير بيوت فلسطينيي 48، في اطار مخطط لاقتلاع الأهالي العرب من أراضيهم وبلداتهم.
 وحسب تقارير ميدانية وحقوقية، فمنذ مطلع العام الجاري، دمرت السلطات أكثر من 50 مبنى في النقب، في حين دمّرت في العام الماضي نحو ألف مبنى، في غالبيتها بيوت سكنية منها عرائش.
وكانت جرافات التدمير، قد أقدمت فجر يوم الاثنين الماضي، على تدمير بيت لعائلة في قرية كفركنا، اكبر قرى منطقة مدينة الناصرة، ووقعت خلال تنفيذ جريمة الهدم وبعدها، مواجهات عنيفة، بين الأهالي الذين هبّوا متصدين للجريمة، وبين العناصر الأمنية التي جاءت إلى القرية بالمئات مدججين بالسلاح.
كما تسلمت 30 عائلة في مدينة الرملة هذا الأسبوع، أوامر بتدمير بيوتها، في ثلاثة أحياء في المدينة، بهدف بناء حي استيطاني ضخم لليهود، على هذه الأراضي العربية المصادرة، وكنا قد نشرنا في “الغد” عن هذه القضية في عدد يوم الاثنين الماضي.
والجامع في كل هذه القضايا، هو سياسة تضييق الخناق التي تتبعها حكومات إسرائيل منذ العام 1948، فبعد مصادرة مئات آلاف الدونمات من أصحابها الشرعيين، شرعت حكومات إسرائيل في تضييق مناطق النفوذ على جميع القرى والمدن العربية. وحسب التقديرات، هناك آلاف البيوت العربية المهددة بالهدم في جميع القرى.
أما في النقب، فإن المخطط هو أشد خطورة، إذ يقضي مخطط السلطات بتدمير واقتلاع 30 قرية عربية، وتشريد ما يزيد على 40 ألف نسمة، ومصادرة حوالي 700 ألف دونم كليا، بهدم بناء مستوطنات لليهود عليها.
من جهتها، تقول طيبة القرن ابنة الثماني سنوات في الرملة انها تودع اشياءها وبيتها الذي تحبه كل يوم لان بلدية هذه المدينة المختلطة في اسرائيل تريد هدمه مع عشرة بيوت اخرى بحجة عدم وجود تراخيص بناء لها، معبرة عن معاناة يعيشها فلسطينيو 48 في اطار مخططات تنظيم لقراهم وبلداتهم.
وفي حي الرباط العربي في الرملة، نصبت اللجنة الشعبية للحي خيمة للتضامن مع اصحاب هذه البيوت الذين ابلغتهم الشرطة الاسرائيلية الاسبوع الماضي بانها ستساعد البلدية في تنفيذ اوامر الهدم. وعلقت امام الخيمة لافتات كتب عليها بالعربية والعبرية “يهدمون بيوت الفلسطينيين ويبنون مستوطنات لليهود”.
وبالقرب من الخيمة، وقفت الطفلة طيبة القرن واخوتها امام ساحة منزلهم. وقالت متسائلة “باي حق سيهدمون بيتنا، لا الأرض ارضهم لانها ملكية عائلتي ولا البيت بيتهم فنحن بنيناه؟”.
وقال والدها يوسف القرن (49 عاما) “جاءني ضباط من الشرطة الاسرائيلية قبل اسبوع وطلبوا مني اخلاء منزلنا بهدوء وبدون مقاومة لان بلدية الرملة طلبت منهم خطيا مساعدتهم في تنفيذ امر الهدم”. وتابع باصرار “هذا بيتي ولن أسمح لأحد بهدمه” في اطار مخطط سيطال شارع الرباط الطويل الشارع الرئيسي في حي الرباط العربي ذي البيوت الحجرية التي ترتفع منها اشجار النخيل والسرو ويتوسطها جامع ومدرسة.
ويؤكد يوسف القرن ان “الاراضي التي بنينا عليها بيوتنا ملكية خاصة”. ويضيف “تقدمنا بطلبات ترخيص ثلاث مرات قبل بناء بيتنا عام 2003 وكل طلباتنا رفضت وحاولنا مرة اخرى الحصول على رخص لكنها رفضت. دفعت غرامات 23 الف شيكل (نحو 6500 دولار) ووصلت الغرامات على بعض البيوت الى 110 الف شيكل (نحو 30 الف دولار) للبلدية.
ويوضح القرن” قدمنا عام 1985 خرائط هيكلية من اجل المصادقة على البيوت المبينة لكن البلدية انتهجت سياسية المماطلة ثم رفضت بعد ذلك”. ويشير الى ارض بمساحة 20 دونم لعائلته “اعتبرتها البلدية ووزارة الداخلية (الاسرائيلية) مناطق زراعية ممنوع البناء عليها”.
ويتابع “في عام 1998 اعلنوا انها اراضي تجارية وقالوا لنا انتم لا تستطيعون إقامة مشاريع تجارية عليها فقط مستثمرون كبار يستطيعون ذلك “وأحاطوا بحينا من ثلاث جهات بمناطق صناعة وتجارية”.
واتهم يوسف القرن البلدية بالتميز والعنصرية. وقال ان “القانون في الرملة يطبق على الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن “البلدية حولت 500 دونم من الاراضي الزراعية الحكومية الى مناطق سكنية لليهود”.
وقال عضو الكنيست السابق حنا سويد ومدير مركز التخطيط البديل ان “هناك نحو 25 الف بيت عربي صدر بحقها اوامر هدم”، موضحا ان هذا الرقم “لا يشمل اوامر الهدم للقرى غير المعترف بها في النقب”. واضاف حنا سويد ان وزارة الداخلية الاسرائيلية “هي عمليا مسؤولة عن التخطيط والبناء واوامر الهدم اذ انها سحبت كل صلاحيات التخطيط من السلطات العربية وركزتها مع لجان عينت من قبل وزير الداخلية”.
وأوضح ان “أوامر الهدم لمخالفات بناء البيوت تأتي بشكل مباشر من قبل وزارة الداخلية والاعتراف بالقرى الفلسطينية مسؤولية مباشرة منها”. من جهته، صرح ابراهيم بدوية رئيس منتدى الرملة واللد ويافا الذي يعنى بالقضايا العربية لمدينة اللد والرملة ويافا وقرية دهمش، “ان هناك 30 بيتا عربيا في جميع انحاء مدينة الرملة عليه امر هدم وفي مدينة اللد هناك 1452 بيتا مهددا بالهدم”.
واضاف بدوية “قلنا لقائد الشرطة في الرملة اننا سنسير في مظاهرات جماهيرية ضخمة ضد سياسة هدم البيوت. قلنا له ان البيوت التي ستهدم في حي الرباط تحيط بالمدرسة وان هدمتوها فاي مشهد تريدون ابقاءه في ذاكرة الاولاد؟ كيف تريدون ان نعيش في تعايش وكل طفل يخاف على بيته ويرى بيت صديقه هدم”. اما الطفلة طيبة، فقالت “عندما اكون في المدرسة لا اخاف. وعندما اكون في بيتنا الذي ولدت فيه واحبه أخاف وافكر اين سنذهب واعرف”. واضافت بصوت طفولي غاضب “اعرف انهم سيهدمون بيتنا لأنهم هدموا بيوتا في الرملة”. – (ا ف ب)