شعائر ومشاعر في عيد الفصح المجيد
تحتفل الطوائف المسيحية في العالم هذه الأيام بمناسبة دينية كبيرة الا وهي عيد الفصح المجيد (عيد القيامة )في ظروف صعبة وبالغة الدقة وغير مسبوقة يمر فيها وطننا العربي ، نظرا لما شهده العام المنصرم من احداث وتطورات وحروب ادت الى مقتل مئات الالآف من البشر وتشريد الملايين ونزوحهم عن ديارهم هربا من العنف والقتل والتدمير الذي لم تسلم منه بيوت الله من مساجد وكنائس ومعابد ومقامات ومزارات.
وقد اصاب المسيحيين في الدول العربية (العراق ، سوريا، ليبيا ، اليمن ) ما أصاب اخوانهم المسلمين من قتل وعنف وتشريد على ايدي الجماعات الأرهابية التي تتستر تحت شعارات اسلامية لتنفيذ مآربها وأهدافها ومصالحها الهدامة ، وبث الفتنة والحقد والضغينة والتحريض على ممارسة العنف بين فئات المجتمع……. والاسلام منها براء.
ونحن في الأردن نحتفل في عيد الفصح هذا العام ونقيم به الشعائر الدينية الذي به ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر 48 يوما، وينتهي به اسبوع الآم السيد المسيح ،ويبدأ به زمن القيامة الذي يستمر اربعين يوما حتى عيد العنصرة ، تغمرنا مشاعرالألم التي تدمي قلوبنا جراء ما يجري في وطننا العربي من أحداث وتداعيات نتيجة لتنامي ظاهرة الارهاب والتطرف في دول مجاورة تغذيها مصالح الدول الكبرى في المنطقة والعالم وأدت الى لجوء ملايين اللاجئيين الذين استقبلوا بترحاب في الاردن وتم تقديم ما امكن من المساعدات اليهم.
هي دعوة نوجهها في عيد الفصح الذي يعني في الديانة المسيحية الرجاء والحياة والأمل والخصب والسلام وتختلط فيه مشاعر الحزن بالفرح فرح القيامة والحياة من أجل العمل على تكاتف الجهود العربية والاسلامية لتبني خطاب ديني واضح تجاه التيارات والجماعات الارهابية المتشددة التي تسعى لزعزعة أمن المجتمعات العربية والاسلامية واستقرارها ، وتفعيل التعاون بين المؤسسات الاعلامية المختلفة والمؤسسات الدينية والمختصة لنشر مبادىء الوسطية والاعتدال في مجتمعاتنا