ظاهرة شكاوى اللاعبين والمدربين ضد انديتهم في تزايد
وكالة الناس
شهدت الفترة الاخيرة ارتفاعا في نسبة الشكاوى التي تقدم بها عدد من اللاعبين والمدربين ضد أنديتهم، بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية.
وقام عدد كبير من نجوم الكرة المحلية والمدربين بتسجيل شكاويهم رسميا ضد الاندية في اتحاد الكرة، حيث لجنة اوضاع اللاعبين المتخصصة في البت في القضايا العالقة بين اللاعبين والمدربين من جهة والاندية من جهة أخرى.
وساهمت هذه الظاهرة في تقليص مخصصات الاندية الشهرية التي يصرفها اتحاد الكرة بشكل منتظم، بسبب اقتطاع مبالغ مالية من حصتها تذهب للاعبين والمدربين الذين تحكم لجنة اوضاع اللاعبين لصالحهم بمبالغ مالية.
وعزا المحامي عماد حناينة المتخصص في قضايا اللاعبين أن تزايد ظاهرة تقديم الشكاوى في الفترة الاخيرة يعود لاسباب عديدة ابرزها منظومة الاحتراف التي ادخلها اتحاد الكرة على الاندية دون أن تكون جاهزة لهذه التغييرات، خاصة وان الاحتراف يحتاج لمبالغ مالية كبيرة وهو ما تعاني منه صناديق جميعا الاندية.
وأضاف : اغلب القضايا تتمثل في عدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم المالية من انديتهم، ما يدفعهم للتوجه الى تقديم شكوى لضمان الحصول على حقوقه حتى لو اتت متأخرة.
واعتبر حناينة أن هناك سببا رئيسيا في هذه الظاهرة يتمثل في جهل الطرفين (اللاعب والنادي) في قوانين وتعليمات الاحتراف، ما يخلق حالة من الصدام تنتهي بشكوى.
وأضاف : للاسف اللاعب الاردني لا يعي جيدا حقوقه وواجباته بالكل الكامل، فهو لا يعرف جيدا الطرق الرسمية التي تقوده للحصول على حقوقه، ما يدفعه لارتكاب مخالفات مثل التغيب عن التدريبات او المباريات، او ارتكاب مخالفات سلوكية داخل الملعب، وهو ما تستثمره الاندية التي تقوم برصد كل هذه المخالفات وبالتالي فرض غرامات على اللاعب تخصم من مستحقاته الشهرية ما يخلق حالة من الصدام بين الطرفين.
واعتبر المحامي ان اتحاد الكرة عادة ما يقف في صف الاندية، من خلال تقسيط الخصومات التي تفرض عليهم للاعبين، فيما يرفض تقسيط المبلغ المفروض على اللاعب للنادي في حال كان الحكم لصالح النادي.
اما المدير الإداري لفريق نادي الجزيرة عامر عدس فقد عزا ارتفاع نسبة الشكاوى لخلل في منظومة الاحتراف التي اجبرت عليها الاندية دون أن تكون جاهزة لذلك، اضافة الى خلل في الاندية ذاتها نتيجة مبالغتها في التعاقد مع لاعبين مقابل مبالغ مالية عالية لا تستطيع توفيرها.
وأضاف : اتحاد الكرة قام بتطبيق الاحتراف الذي يحتاج لمبالغ مالية عالية، فيما تعاني صناديق الاندية من ضائقة مالية، ما تسبب في حالة صدام بين اللاعبين واداراتهم لعدم القدرة على توفير مستحقاتهم الشهرية.
وحمل عدس ادارات الاندية مسؤولية في هذا الموضع من خلال توجهها لاستقطاب لاعبين مقابل مبالغ مالية باهضة، لتصطدم بعد فترة بعدم قدرتها على توفير هذه المستحقات للاعبين، ما يدفع اللاعب للتوجه الى اتحاد الكرة لتقديم شكوى املا في تحصيل مستحقاته المالية.
وطالب المدير الاداري لفريق الجزيرة الاندية بضرورة أن تأتي تعاقداتها مع اللاعبين وفق امكاناتها المالية، لتدارك اي خلاف في المستقبل، متمنيا في نفس الوقت ان يرفع اتحاد الكرة مستحقات الاندية المالية لمساعدتها في تخطي جزء من مشاكلها المالية.
اللاعب قصي ابو عالية الذي سبق وأن قدم شكوى رسمية ضد ناديه السابق الفيصلي، اعتبر ان اللاعب يعد الحلقة الاضعف في الموضوع، نتيجة عدم قدرته على تحصيل مستحقاته المالية المتأخرة الا باللجوء الى تقديم شكوى.
واضاف : المشكلة في الموضوع ان اللاعب الذي ينجح في كسب قضيته ضد النادي،يحتاج لفترة قد تمتد لاكثر من سنة للحصول على المستحقات المالية، كون اتحاد الكرة يقوم باقتطاع تلك المبالغ من مخصصات النادي الشهرية وما اقلها، ما يستدعي الحاجة لفترة طويلة لتوفير المبلغ.
يشار إلى أن الفترة الاخيرة شهدت العديد من الشكاوى التي وصلت الى لجنة اوضاع اللاعبين ويطالب اصحابها بالحصول على مستحقاتهم المالية المتأخرة والمتمثلة برواتب شهرية ومقدمات عقود، فيما امهل لاعبون اخرون انديتهم بعض الوقت لصرف المستحقات والا فان الحل سيكون التوجه الى تقديم شكاوى.