0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

“أزمة قرداحي” رقعة الرفض والاحتجاج تتسع عربياً

 

 

وكالة الناس – ما زالت الإجراءات التضامنية مع المملكة العربية تتوالى من الدول العربية، وفي تطور جديد أعلنت دولة الإمارات، السبت، سحب دبلوماسييها من لبنان، كما قررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

الإمارات أكدت أن القرار يأتي ردا على النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه السعودية.

قال وزير الدولة الإماراتي، خليفة شاهين المرر، في بيان، إن الإمارات قررت سحب دبلوماسييها من لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه، وبحسب البيان، فإن القرار جاء “تضامنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة”.

تصريحات قرداحي

وأثار وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، ضجة كبيرة بتصريحات متداولة له حول الحرب في اليمن، لكنه عاد وأكد أن لم يقصد “ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة السعودية أو الإمارات”، اللتين يكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.

وكان قرداحي قد قال إن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه العدوان الخارجي”، وإن “حرب اليمن أصبحت عبثية يجب أن تتوقف”.

واتهم قرداحي بعض الجهات بالوقوف وراء هذه الحملة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام”.

الإجراءات السعودية

السعودية، استدعت، الجمعة، سفيرها في لبنان للتشاور، في حين أمهلت سفير لبنان لديها 48 ساعة لمغادرة المملكة، مبدية أسفها لما آلت إليه العلاقات مع بيروت بسبب تجاهل سلطاتها للحقائق.

كما قررت السعودية وقف الواردات اللبنانية إلى المملكة، مشيرة إلى أن لبنان لم ينفذ الإجراءات التي طالبت بها المملكة وسط سيطرة حزب الله على المنافذ.

جاء ذلك ردا على التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها، فضلاً عمّا تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها.

البحرين والكويت تتضامنان

واستدعت الخارجية الكويتية، الجمعة، سفيرها في بيروت، كما طالبت القائم بأعمال السفارة اللبنانية بمغادرة الكويت خلال 48 ساعة.

وأمس، أعلنت وزارة خارجية البحرين، أنها طلبت من سفير الجمهورية اللبنانية لدى مملكة البحرين مغادرة أراضي المملكة خلال (48) ساعة القادمة.

وأكد بيان الخارجية، الجمعة، أن ذلك يأتي على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف المرفوضة والمسيئة، التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة. وأوضحت الوزارة، أن هذا القرار لا يمس الأشقاء اللبنانيين المقيمين في المملكة.

الجامعة العربية تطالب بالحكمة

من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن الجامعة تتابع تطورات الأزمة بين لبنان ودول الخليج، معربا عن أمله في أن تنجح خلية الأزمة في حل الخلاف الراهن ووضع نهاية لهذا الموقف.

وأضاف زكي، في مداخلة لقناة الغد، أنه إذا استمرت الأمور في توترها الحالي فإن الأمين العام للجامعة العربية، وبموجب الميثاق، لديه هامش للتصرف لتخفيف حدة الأزمة وصولا إلى إنهائها.

وأشار إلى أن الأزمة قائمة لعوامل عدة، على رأسها أن “حزب الله” موجود في التركيبة الحكومية اللبنانية، وبالتالي من وجهة نظر دول الخليج فهو يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني.

وأكد زكي، أن المشكلة ليست بجديدة، وستستمر طالما استمرت المعادلات القائمة، لافتا إلى أن الأزمة فجرتها تلك التصريحات والموقف وعدم الاعتذار والبطء الذي سارت به الأمور، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة وذهبت إلى مستويات بعيدة.

موقف لبنان

بينما أكدت الحكومة اللبنانية، أنها حريصة في الحفاظ على العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية.

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، ضرورة التواصل مع السعودية بالمستوى الذي يطمح إليه لبنان في علاقاته بالمملكة وسائر دول الخليج.

وفي تغريدة على حساب الرئاسة اللبنانية، جاء أن الرئيس عون تابع مداولات خليّة الأزمة لمعالجة تداعيات موقف السعودية الأخير، وأكد حرص لبنان على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة وترسيخ هذه العلاقات من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين.

وقال عون، السبت، إن بلاده حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية، متطلعا لرأب الصدع مع المملكة بعد أن طردت السفير اللبناني وحظرت الواردات اللبنانية في خلاف دبلوماسي يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان.

وأضاف عون، أن لبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع السعوديين وتعزيز الروابط عبر اتفاقات ثنائية، بعد تصاعد التوتر على أثر تصريحات وزير لبناني، قبل توليه منصبه، انتقد فيها التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.

أزمة الاستقالة

وقال وزير التعليم عباس الحلبي، بعد اجتماع للخلية الوزارية اللبنانية لمتابعة الأزمات، السبت، استمر قرابة ثلاث ساعات لبحث الأزمة الدبلوماسية المتنامية مع السعودية وبعض دول الخليج، إن لبنان لا يتحمل أن تستقيل حكومته بسبب الأزمة التي تزداد اتساعا.

وأضاف أن من غير الممكن ترك البلاد دون حكومة بالنظر إلى وجود مسائل أخرى ضاغطة وإن الحكومة ستواصل العمل لحل النزاع.

وستكون لاستقالة قرداحي آثار جانبية يمكن أن تهدد حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الائتلافية.

لكن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب قال إن اتصالات ميقاتي مع مسؤولين في عدد من الدول أظهرت وجود معارضة لاستقالة الحكومة التي تشكلت الشهر الماضي بعد تعثر استمر 13 شهرا. وقال إن تلك الدول طلبت من ميقاتي أن يستبعد التفكير في الاستقالة.

وطلب ميقاتي من قرداحي، الجمعة، “تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب”، لكنه أحجم عن مطالبته بالاستقالة.

ويلقى قرداحي دعما علنيا من حزب الله وامتنع عن الاعتذار أو الاستقالة بسبب التصريحات التي وجهت أسوأ ضربة للعلاقات السعودية اللبنانية منذ احتجاز سعد الحريري عام 2017 في الرياض.

المصلحة الوطنية

قال الراعي السياسي للوزير، سليمان فرنجية من تيار المردة المتحالف مع حزب الله، في مؤتمر صحفي، إنه رفض عرضا قدمه قرداحي بالاستقالة، وإنه لن يسمي خليفة لقرداحي إذا فعل ذلك.

لكن مجموعة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين دعت، السبت، قرداحي إلى الاستقالة، وقالت إن تصريحاته وجهت ضربة قوية للعلاقات مع دول الخليج العربية.

وقال فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، في بيان، إن آراء قرداحي “تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديدا مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية”.

وأضاف البيان، أن على الوزير أن يدرك “ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته، إذ إن استمراره في الحكومة أصبح يشكل خطرا على العلاقات اللبنانية – العربية وعلى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم”.

وإذا استقال قرداحي، فقد يحذو حذوه وزراء تدعمهم جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل الشيعية، وذلك في وقت تواجه الحكومة خلاله أزمة بالفعل بسبب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس/آب 2020.

وقال مصدر سياسي كبير لرويترز، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين لمنع انهيار الحكومة، وإنه ليس هناك مؤشرات إلى الآن على استقالة أي من الوزراء.

موجة استنكار

تصريحات قرداحي أثارت موجة من الاستنكار الشديد، لما لها من آثار سلبية لعلاقات لبنان مع دول الخليج وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية.

وتعرض جورج قرداحي لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تركيز على عمله وشهرته التي ذاعت من خلال برنامج الشهير على قناة MBC السعودية “من سيربح المليون”.

ونددت دول الخليج، الأربعاء، بتصريحات قرداحي، وعبر نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي والتي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن.

واستنكر الأمين العام تعرض الوزير اللبناني لكل من المملكة السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال حديثه متهماً إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014.

وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في جميع المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني بعدم قلب الحقائق، كما طالبه بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة، مؤكداً أن على الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات.

احتجاج سعودي رسمي

وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت، الأربعاء، إنها استدعت السفير اللبناني لدى الرياض لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على ما اعتبرته “تصريحات مسيئة” أدلى بها وزير الإعلام اللبناني.

وقالت الخارجية السعودية: “إشارةً إلى التصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني، حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تقودها المملكة، فإن الوزارة، إذ تعرب عن أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتعد هذه التصريحات تحيزاً واضحاً لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة”.

وأكدت الوزارة أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، وقالت “نظرًا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين؛ فقد استدعت وزارة الخارجية سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص”.

أزمات لبنان

ويأتي الخلاف بينما يمر لبنان بأزمة مالية يصفها البنك الدولي بأنها من بين أسوأ الأزمات في العصر الحديث.

ويأمل ميقاتي في تحسين العلاقات المتوترة مع دول الخليج منذ سنوات بسبب نفوذ حزب الله المدعوم من إيران.

وفي أبريل/ نيسان، حظرت السعودية جميع واردات الفواكه والخضراوات من لبنان وقالت إن ذلك بسبب زيادة تهريب المخدرات.