بصمة من خواطر “عبير الفاعوري” ….
** ” الجرس ” واحد ولكن لكل “دقة” معنى..
من منا لا يذكر جرس المدرسة النحاسي اليدوي وتلك الهيبة لدقاته.. دقة تعلن بداية الدوام والاصطفاف في الطابور بكل احترام.. ودقة تعلن ابتداء الحصة لتثير فينا حس الالتزام واخرى تبث فينا الراحة حين تبدأ الاستراحة بين الحصة وتاليتها..
وكم كان جميلا جرس “الفرصة ” فهي حقا فرصة لتناول السندويشة اللذيذة المعدة بأيادي أمهاتنا الحنونات والمطيبة بأجمل أمنيات لنا بالتوفيق والنحاح مع صديقات طيبات محبات .. ولكن لا بد من دقة تذكرنا بأن الاستراحة هي اعادة انطلاقة بجد لحصص أخرى ننهم فيها معرفة من معلمين ومعلمات هم بنظرنا قيم نبيلة ناصعة تصنع فينا انسانا قويا خلوقا ملتزما بدينه وقيمه ومحبا لوطنه وأهله..
ذاك المعلم لم يكن شخصا عاديا بنظرنا بل كان شخصا بلا أخطاء نعتد بعباراته ونتمسك بارشاداته.. وتأتي دقة الجرس في نهاية اليوم الدراسي لتطلق معها أنفاس الحرية والشوق للمنزل وجمال اللقاء ولذة طعام الغداء المحضر بتلك الايدي الحنونة ليغذي أرواحنا وقلوبنا وعقولنا قبل أجسامنا..
ونكمل بعدها واجباتنا المنزلية حريصين على اعدادها بمنتهى الدقة وبخط جميل احتراما لمعلمينا الذين سيصححونها في اليوم التالي ومع دقات الجرس من جديد..
شكرا لكل دقة غرست فينا نبضة حس بالالتزام والمسئوولية ولكل معلم ومعلمة منذ الابتدائية وحتى الثانوية..
بقلم/ د. عبير الفاعوري