أول رشة..
المسألة تشبه تماما عندما تكون في بانيو الاستحمام .. وبالخطأ تشغل «الخلاّط الأزرق» البارد… سترتجف مع أول «رشة» ثم يتعود جسمك تماماً مع الماء المتدفق بعد ثوانٍ قليلة ، هذا ما حصل معنا في آخر منخفضين قطبيين ارتجاف في «اليكسا» ثم التعوّد التدريجي ..
**
في عالم كرة القدم يوصف نقل الكرة بدقة وعلمية بين أعضاء الفريق من أدنى الدفاع إلى أقصى الهجوم بــ»الهجمة المنظّمة»..وهذا تحديداً ما شاهدناه هذا الأسبوع بين فريق مؤسسات الدولة ، للمرة الثانية على التوالي نحسّ ان الأجهزة بــ»تفهم ع بعض» وان التنسيق يجري على أفضل ما يمكن بعيدا عن «الدرهبّع» التي كانت تقوم بها كلما «رشرشت» الدنيا او «غبّص مسؤول ببيطوس»…برغم قساوة الظروف واشتداد المنخفض لم نر أية جهة ترمي تقصيرها على الأخرى على الأقل امام الإعلام ، ولم يتقاعس جهاز معتمداً على الآخر…الجميع كانوا يعملون بمسؤولية وتنسيق ومهنية ترفع لها القبعة الدافئة…مع الأخذ بعين الاعتبار أن العاصفة الأخيرة لم ترتق إلى قساوة «اليسكا» كما كان يشاع من قبل بعض محطات الرصد الجوي…
على اية حال ، لكل «رجال الثلج» الذين زرعوا أنفسهم على الطرقات؛ من شرطة، ودفاع مدني، وطوارىء كهرباء ، وأشغال، وبلديات ، وشباب متطوّعين أصروا الا ان يوزعوا أرقام هواتفهم وسياراتهم المجهزة تحت تصرف كل من يحتاجها من مريض او مقطوع او محاصر..لكل هؤلاء الذين حرموا الجلوس مع أولادهم وعائلاتهم والاستمتاع بالعطلة وآثروا البقاء في مواجهة العاصفة على ظهور آلياتهم نقول لهم شكراً شكرا…فحب الوطن ليس رتبة توضع على الكتف وإنما محبة وإخلاص وضمير تتوهج مع كل نبض…
والحق يقال ايضاَ انه لولا التزام المواطنين لما نجحت الأجهزة ولما تمكّنت من القيام بواجبها بــ»روقان» و»ترتيب» ، المواطنون كانوا على درجة عالية من التفهم والوعي والمسؤولية ، فالتزمت الغالبية العظمى بعدم لتجول الا للضرورة باستثناء حالات قليلة ..موجودة في كل مجتمع حتى لو «القيامة قايمة» بيحب يشوف جهنم شلون شكلها؟!..
والحق يقال ،أن هناك شريحة صغيرة من المجتمع «البين ما بيصبر» عليها، مثل تلك السيدة التي اتصلت بمركز طوارىء أمانة عمان تطلب منهم ان يحضروا الى سطح البناية التي تسكنها لينظفوا لها «الستلايت» ، غير آبهة بالشوراع المغلقة او الناس المحاصرة او السيارات العالقة..المهم تتفرّج ع برنامج الطبخ!.
وأخيراً..الحق يقال أننا بدأنا شيئاً فشيئاً التعوّد على المنخفضات العميقة …فالتخزين في هذه الثلجة كان أقل من قبل، وازدحام المخابز أقل، والطلب على المحروقات أقل،وأيام العطلة أقل..وبالتالي الأخطاء أقل…
مش قلتلكم:»رأسمالها أول رشّة»!.