عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

خليني أحكيلك

يقول لي صديقي العربي أمس:- حين أقرأ صحفكم أجد بعض الخوف ..بين سطور المقالات ولدى بعض الكتاب …هل أنتم واثقون بسياسة الملك فيما يتعلق بالإرهاب؟
صمت قليلا وقلت لصديقي العربي :- (خليني أحكيلك شي) ..وتلك جملة دائما نستهل بها نحن الأردنيون الحديث حين يكون الغضب , ممزوجا ..بالكلام المباح ..
قلت له :- حين ذهب الملك لتقديم العزاء بالشهيد معاذ الكساسبه في الكرك ..وفي اللحظة التي إلتقى فيها بوالد الشهيد قام على الفور بمعانقته , وتقبيله …لو عدت للفيلم ستجد , أنها كانت حركة عفوية من الملك ..من دون بروتكول ولا مراسم وفي علم النفس نسمي هذا الأمر بالشحن العاطفي , ثم مسك بيده حتى وصلوا بيت العزاء ..لم يترك يده أبدا , ولم تظهر التشريفات الملكية وحتى مرافق الملك الخاص ..ظل بعيدا وترك عيون الناس تحضن الملك ..وتقدمت نصف الكرك للسلام عليه , وغادر ..دون أن تلمح في المشهد , ابدا أي توتر …
في العالم العربي من المستحيل أن تجد زعيما عربيا يحضن رجلا من شعبه أو يقبل طفلا , ثمة بروتوكول وثمة أساليب تطورت في حماية الشخصيات , وثمة عزل للرؤساء والملوك ….صار يشبه عزل الزجاج وأكثر .
راقب كل أفلام الفيديو , التي تصور الملك في االقاءات التي يجريها مع شعبه ..ستلاحظ أنه هو الذي يتقدم لتقبيلهم , ومن المستحيل أن تشاهد أيضا واحدا من الحرس الخاص أو التشريفات يمنع مواطنا , من الإقتراب أو السلام على الملك ….
الملك لا يلتقي مع الناس في غرف مغلقة محكمة التحصين , لو شاهدت اللقاء الأخير مع قبيلة بني صخر , فستكتشف أنه تم تحت بيت شعر منصوب , وكان الحديث مع الناس تلقائيا ..دون ترتيب , أو بروتوكول …
بالمقابل , هل يجرؤ أبو بكر البغدادي , على عمل مقابلة مع السي أن أن مثلا أو محطة مثل البي بي سي , هل يجرؤ واحد من داعش على كشف قناعه حين يقوم بعملية إعدام قذرة لرهينة ما …
لقد ظهر الخليفة المزعوم مرة واحدة , عبر خطبة في مسجد بالموصل وبايع نفسه ثم إختفى , بالمقابل ..الملك تراه في مطعم هاشم مرة , وفي المدينة الطبية مرة , وفي بيوت عزاء الأردنيين مرات كثر .
حرس الملك لايقومون بإخفاء وجوههم , ومرافق الملك كل الأردن تعرفه , وضباط جيشنا , يغادرون كتائبهم , برؤوس مرفوعة للسماء…بالمقابل داعش , لا يظهر الإرهابي فيها إلا مقنعا …وربما يظهر كذلك خجلا من وجهه , العاري من الأخلاق والدين , وربما خوفا ….
في الأردن , الملك يعانق الناس ويستطيع زيارة أي مكان , ومن الممكن أن يتجول في سيارته وحده ويمر عبر نصف شوارع عمان , ومن الممكن أن يقبله شعبه …كيف لا نثق إذا بسياسة ملك يثق فينا ….
الفرق بيننا وبين داعش , أنهم يصفون أنفسهم بالمجاهدين الذين خرجوا في سبيل الله …وهل أخفى خالد بن الوليد وجهه حين جاهد لإعلاء كلمة الحق , هل أخفى زيد حين إستشهد في مؤتة وجهه …هل أخفى جعفر وجهه؟ …أليس الإقتداء بالسلف سنة حميدة لدى تلك الحركات كما يدعون …لماذا إذا يحتمون خلف الأقنعه …
أنهيت حديثي بالقول :- خليني أحكيلك شي …في بلادنا العلاقة بيننا وبين الملك هي أبعد من الثقة , هي أقرب …للحب , وفي الغرام …حين تعطي قلبك للمعشوق فهل تسأل عن ثقة ..ونحن أعطيناه القلب .