سكجها يكتب عن خالد الحنيفات والزراعة
يبتعد عنّا قيظ الصيف بسرعة، ويقترب الخريف بسلاسة حلوة، ويكاد المطر يشي بنفسه، مبشّراً بفصل شتوي محترم بإذن الله، وهكذا فالتركيز على الحديث عن شحّ مياه في البيوت والمزارع أصبح من الماضي القريب، ويمكن شكر وزارة المياه على حُسن إدارتها، ضمن المستطاع، والمتاح.
نحن. الآن، في حضرة الزراعة، كما كلّ سنة في مثل هذا الوقت، فموسم الزيتون وزيته، وهو الأهم في حياة الأردنيين على الأبواب، والزراعات الشتوية تبدأ بعد قليل، وحتى الرعي وتربية المواشي في إنتظار موسمي لقرارات، وفي مطلق الأحوال، فالحديث هنا عن واحد من أهمّ موارد الناس والدولة.
الحكومة قدّمت برنامجاً اقتصادياً مهماً، واخذت قرارات غير مسبوقة لتشجيع الاستثمار من حيث منح الجنسية الاردنية أو الإقامة الدائمة، لمن فعل هذا أو ذاك، وإذا كانت الزراعة موجودة ضمناً، ولكنّّها ظلّت ضمن استحياء، وفي تقديرنا فهي أهمّ الموجود عندنا.
لا أعرف الدكتور خالد الحنيفات، شخصياً، ولكنّني اقتنعت بأنّ لديه خطة زراعية قد تحمل شكل الانقاذ لهذا القطاع الأهمّ عندنا، ومع عودته للوزارة، وسياساته وقرارته، ترسّخت لديّ تلك القناعة، وكُنت وأنا أستمع له قبل قليل على “صوت المملكة” أضع يدي على قلبي ألاّ يكون جزءاً من تعديل وزاري مقبل، فبتر التجارب الحقيقية صارت لدينا عنوان عمل.
لا أتحدّث عن الحنيفات فحسب، بل عن استقرار في عمل الوزارات، مع الناجحين والمهنيين وأصحاب البرامج منهم، ولسنا بالطبع نعطي الرجل شيكاً على بياض، بل نحثّه ونتابعه لتحقيق الخطة التي تضع ذلك القطاع على سكة العمل الصحيح، بعد سنوات طويلة من كون الزراعة “سقط المتاع” عند حكومات متعددة.
في تقديري أنّ الحنيفات “حافظ درسه”، وهذا ما نريده من كلّ الوزراء، فهو مع شطب الغبن الواقع على المزارع والمستهلك والاقتصاد الأردني، وللحديث بقية!