0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

ماذا لو حصلت غزة على صواريخ (ستينغر)؟

داود عمر داود

عندما انهارت الحكومة الأفغانية وتفكك جيشها، وسيطرت حركة طالبان على البلاد، أبدت إسرائيل مخاوف شديدة من العلاقة التي تربط بين حركتي حماس وطالبان. ومصدر هذه المخاوف أن تجد الأسلحة المتطورة التي غنمتها طالبان طريقها إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. واتضح أن قلق المؤسسة الأمنية والعسكرية الحاكمة في إسرائيل في محله. إذ غنمت طالبان، بين ليلة وضحاها، أسلحة ومعدات عسكرية ربما توازي او تفوق ما تملكه إسرائيل، كماً ونوعاً.

85 مليار دولار غنائم طالبان العسكرية:
فإدارة الرئيس بايدن اعترفت بأن طالبان أصبحت تسيطر على ما قيمته 85 مليار دولار من المعدات العسكرية الأمريكية. ويشمل ذلك 75 ألف مركبة، وأكثر من 200 طائرة حربية ومروحية، وأكثر من 600 ألف قطعة سلاح خفيف وصغير. كما أن لدى طالبان عدد من مروحيات (بلاك هوك) لا تملكه غالبية دول العالم. كما غنمت طالبان أيضاً أجهزة رؤية ليلية، ودروع واقية، ومستلزمات طبية، وأجهزة المقاييس الحيوية للتحقق من بصمات الأصابع، وبصمات العين، وصور الوجه، والتعرف على الصوت، ومعلومات السيرة الذاتية للمتعاونين الأفغان، وهي كنز إستخباري لحركة طالبان.

صاروخ (ستينغر) المضاد للطائرات:
لم يتضح بعد إن شملت غنائم طالبان صواريخ (ستينغر) المضادة للطائرات. فالمخاوف الإسرائيلية ربما تكون قائمة أساساً على إمكانية أن يقع صاروخ (ستينغر) بيد المقاومة في غزة. وإذا حصل هذا فسيكون بالإمكان تحييد سلاح الجو الإسرائيلي في أية مواجهة قادمة، كما فعل المجاهدون مع المحتلين السوفيات في الثمانينيات. وعندها سيتغير ميزان القوى لصالح المقاومة الفلسطينية. فهذا الصاروخ يسهل تهريبه كونه صغير الحجم، وخفيف الوزن، وكلفته قليلة مقابل فاعليته.

مواصفات صاروخ (ستينغر):
(ستينغر)، المتتبع للحرارة والمحمول على الكتف، هو صاروخ أرض- جو، يوجه بالأشعة تحت الحمراء، وأثبت فعاليته وسهولة إستخدامه. ويبلغ طوله متر ونصف، بقطر 70 ملم، ووزن حوالي 16 كيلوغراماً. بدأت الولايات المتحدة في تطويره في الستينيات، وبدأ إنتاجه عام 1978، ثم دخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1981. ويصيب الطائرات في الجو على إرتفاع 15 ألف قدم. ويبلغ وزن رأسه الحربي 3 كيلوغرامات. وتفوق سرعته سرعة الصوت، ويعمل نظام الدفع في محركه بالوقود الصلب. ويلاحق الصاروخ الطائرات بسرعة تزيد على 2400 كيلومتراً في الساعة، وينفجر بطاقة حركة تعادل سيارة متوسطة الحجم. ويُستخدم (ستينغر) لمرة واحدة فقط، وتبلغ كلفته 38 ألف دولار مقابل عشرات الملايين كلفة الطائرات الحربية التي يُسقطها.

2500 صاروخ (ستينغر) هزمت السوفيات:
في عام 1986، قررت إدارة ريغان تزويد المجاهدين الأفغان بصواريخ (ستنيغر) للتعجيل بحسم المعركة ضد الإتحاد السوفياتي. وبلغ عدد الصواريخ التي قدمتها إلى المجاهدين الأفغان آنذاك، 2000-2500 صاروخاً. وهناك إجماع بين أوساط المراقبين العسكريين أن صواريخ (ستنيغر) هي التي حسمت الحرب وقادت إلى هزيمة الجيش السوفياتي، وإنسحابه من أفغانستان.

بين الخيبتين: السوفياتية والأمريكية:
وقد استخدم المجاهدون صاروخ (ستنيغر) بفعالية كبيرة ضد المروحيات وطائرات النقل العسكرية السوفياتية، بين أعوام 1986-1989، مما أدخل الرعب في قلوب الطيارين والجنود السوفيات. وكان لهذه الصواريخ أبلغ الأثر في تحييد سلاح الجو السوفياتي، وبالتالي تغيير ميزان القوى العسكري لصالح المجاهدين، ضد الجيش السوفياتي، الذي انسحب عام 1989 وهو يجر أذيال الخيبة، كما حصل مع نظيره الأمريكي عام 2021، بفارق 32 عاماً بين الخيبتين.

خلاصة القول: توازن الرعب في غزة:
وهكذا فإن صواريخ (ستينغر) لو وقعت بيد المقاومة الفلسطينية، من طالبان، أو من الفاقد الذي فشل الأمريكيون في استرجاعه من المجاهدين، فإنها ستحول حياة إسرائيل إلى جحيم لا يُطاق، بتحييد سلاحها الجوي، فتفقد بذلك تفوقها العسكري. فما المواجهة الأخيرة عنا ببعيد، إذ أوجدت المقاومة (توازن رعب) بين الطرفين وأرست قواعد جديدة، كشفت هشاشة إسرائيل. فإنتهاكات العدو في القدس تقابلها رشقات محدودة من الصواريخ على مدنه. وتدمير الأبراج السكنية يقابلها رشقات أشد كثافة تُغلق المطار، وتشل الحياة، وتكبد العدو قتلى وجرحى، وأضرار، وخسائر اقتصادية، إضافة إلى ما لها من تأثير معنوي ونفسي على المستوطنين. كل هذا أنجزته المقاومة بصواريخ بدائية محلية الصنع، فماذا لو حصلت غزة على صواريخ (ستينغر)؟