الشماسين يكتب … ارستقراطية ثقافية
وكالة الناس – نحاول التّحليق في فضاءاتهم مواكبةً للواقع المتردّي رغم اغبرار الأجواء و عدم ملاءمتها لذي عزّةٍ في مثل هكذا وقتٍ من الحسرة!
عزفٌ على غير هدىً، و ضجيجٌ صارخٌ، و ازدحامٌ لا ثقافي ودون المعقول من القبول!
ورائحة العطور الرّخيصة تخنق المشهد، و أنا و المتجمهرون على حدود المنصّة ننتظر نهاية الجملة الفارغة المضمون على لسان المرابط فوقها بزيف حضوره لنعلن انبهارنا كما جرت العادة – من خلال التّصفيق الحار – بمهارة شاعرنا الهُمام!
ما إن تنتهي الفوضى البلاغية، تشاركنا السّجائرُ ذاتَ الأفواه الّتي تنهش لحم القصيدة الّتي ما برد البهو من حرارة التّصفيق لصاحبها المتأبّط فخرا!
هناك في الرّكن المنعزل من المكان يتّخذ بعض “الأدريناليين” مكاناّ لهم بمنأى عن البقيّة متقمّصين الدّور بسجائرهم و قهوتهم الّتي تطغى على بنِّها رائحة الرّطوبة و العفن كسائر الأصناف الهابطة من القهوة ظنًّا منهم بأنَّها الأجواء الطّبيعية الّتي كان يعيشها عظماء الأدب العالمي في العصور الوسطى!
لا يخلو المشهد إطلاقاً من رخيصٍ يحاول استغلال إحداهن من ذوات الضّلوع القاصرة، و إن خلا من أيّ متناقض فلن يخلو من تلك الحفنة المأزومة بتخمة الذّات و الّتي تعتقد ارستقراطيتها الثّقافية!!
المنصّات في أعدل أحوالها مُحاصصة – و إن صدف – فالقسمة كقسمة توزيع الأضحية إذا تولّتها زوجة الأب، والمناسبات الثّقافية و فقاً لتلك القسمة المزعومة تفصّل لبعضهم تفصيلاً حتّى و إن كانت المناسبة فضفاضة كثيراّ على بعضهم!
شاعرنا الكبير يجهل الفرق بين تفعيلتي العروض و الضّرب.
وضيفُ شرف دون المأمول من الشّرف الثّقافي!!!
منذ عامين انقطع ” السردين على بندوره “الذي كنّا نحبّه من الأسواق دون سابق إنذار، وكثيراً ما أسأل أصحاب البقّالات ولا أحد منهم يعرف السّبب!!
معقول أنّ للأمر علاقة بالنّظرية النّسبية الّتي ينتهجها بعض القائمين على الملتقيات الثّقافية بتوزيع حصص أضحياتهم ؟!!