الشاب العربي … يحلم ليعيش
وكالة الناس – ما زال الشاب العربي اليوم يسير في رحلة البحث عن الذات، عبر محطات زمنية امتدت منذ تكوين الدولة العربية الحديثة بعد منتصف القرن الفائت، من يومها وهو يحاول أن يعثر على صيغة منطقية مقبولة، يستطيع فيها أن يثبت أحقيته في نيل حقوقه ومطالبه – على الأقل كبقيَّة شباب العالم – في ظل واقع عربي اختلطت فيه الحقائق وامتلأ بالمتناقضات والإحباطات وغيرها.
وبالاحتكام إلى حقائق الواقع وتجارب المعايشة، وفي ظل عدم استطاعة الشاب العربي الوصول إلى كامل حقوقه، والتي أصبحت في بعض الساحات العربية تتلاشى وربما تنعدم، اضطرَّ إلى أن يعيش ذلك في الأحلام، ليستطيع أن يَثبت وتستمر حياته ويحارب إحباطه، وذلك بعد أن أصبحت حقوقه أحلاماً، ولم يعد أمامه في ظل واقع عربي صعب ومتراجع سوى اللجوء إلى المتخيل، حتى يقوى على الوقوف والاستمرار، ويبقى عنده شيء من الأمل.
الجدير بالانتباه، أنّ مسألة نيل الاعتراف والتقدير بمفهومها الواسع، كانت هاجس الشاب العربي دائماً، ولمّا لم يحصل عليها، بدأ يعيش حالة اغتراب داخلي، وانفصال عن واقعه، والدخول في عالم الأحلام، حتى يتمكن من الثبات وهي في الحقيقة مرحلة مؤلمة، لأنّها من جهة غير واقعية وصعبة التحقيق، ومن جهة أخرى قد يستهلك فيها تفكيره ويستنزف فيها قدراته ومعنوياته وتُوهن فيها إرادته.
الحلم عندما ينتُج من واقع محبط، سيلجأ فيه صاحبه للبحث عن الذات، وعندما يتعلق بواقع مانح للحقوق والتقدير، سيلجأ فيه صاحبه للبحث عن التميز والإضافة والابتكار والاكتشاف والتفرد، وفي الحالتين، الواقع هو ما يُشكّل المعادلتين، وبالتالي فإنّ حالة الشاب العربي اليوم هي نتيجة وليست أصلاً.
من هنا، فإنّ هذا الشاب سيستمر بالبحث عن ذلك المكان، وتلك الساحة التي يُحقّق فيها أحلامه (حقوقه) وذاته مهما كلّفه الأمر، ولو كانت آخر نقطة في هذه المعمورة.. فهل عرفنا بعد هذا لماذا يمتطي بعض شبابنا «قوارب الموت» في عرض البحار، في رحلة يختلط فيها الحلم مع الحق، ومع الموت كذلك؟
كتب. الصحفي/ خالد الروسان