بيان صادر عن جمعية الثقافة العربية الإسلامية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
قال الله سبحانه وتعالى :}وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ{، وقال صلى الله عليه وسلم :} إنما أنا رحمة مهداة {.
لئن كان الكثير من الناس تنصرف هممهم إلى معرفة أخبار عظماء الرجال وتتوق نفوسهم إلى معرفة أحوالهم ، فأنت يا سيدي يا رسول الله أولى من ينبغي الاعتناء بمآثره واقتفاء أثره والاهتداء بهديه فأنت يا سيدي أجدر إنسان بالاتباع والتعظيم فأنت الذي اهتدى بك خلق كثير بعد ما كانت الجاهلية تضرب في أرجاء الأرض وكم فتح الله بك قلوبا غلفا و أعينا عميا و ءاذانا صما فأخرجهم الله من الظلمات إلى النور بإذنه .
هذا هرقل ملك الروم مع ما عنده من الجاه والسلطان شهد للنبي بين حاشيته وجنده لما قال يوما : من أعظم الناس ؟ فقالوا له أنت فقال :بل أعظم الناس ذاك الذي ينادى باسمه ، أي محمد صلى الله عليه وسلم . فلقد أدرك هذا الرجل عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه صاحب شأن ورفعة لا يحركه المال والجاه والسلطان وأنه يقود أمة لا يخذلها الله ،وسيرته هي خير السير وأن أصحابه هم من خير الرجال ، رجال علم وعمل ،ورجال الأخلاق الحميدة .
فهذا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي علم الدنيا الحضارة ، هذا الرسول الأعظم هو الذي تهاوى وتساقط عند مولده عرش كسرى ، وانطفئت بمولده نار المجوس التي كان مضى عليها ألف عام لم تنطفئ ، وهو الذي يحتفل مئات ملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمولده ويفرحون ويستبشرون ، هم للرسول عاشقون وبالأب والأم والروح والمال له يفدون.
يقول الله تبارك وتعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا{ ، وقال سبحانه وتعالى:}النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ {.
فلا يكون مسلما من نقص أو شتم أو استهزأ بسيدنا عيسى أو سيدنا موسى أو أي نبي من أنبياء الله ، فكيف بمن شتم أفضل المرسلين وسيد الناس أجمعين ، وبعد هذا كله تقوم صحيفة فرنسية في مجتمع يدعي الحضارة تستهزئ بالرسول صلى الله عليه وسلم بكلمات مسمومة وقلوب حاقدة وأيد آثمة تخط فيها ما يعبر فيه عن حقد دفين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله يقول: }وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ{ أي أن الله أقدر في مجازاة الماكرين على مكرهم.
يا سيدي يا رسول الله عهد لك على الثبات على نهجك والتمسك بسنتك ، فأنت من علمت الأمة الرفق والرأفة والرحمة والعفو والتسامح ، فجاء وصفك في كتاب الله } بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {
فيوم فتح مكة قال لمن كان قاتله وآذاه وافترى عليه من قبل }اذهبوا فأنتم الطلقاء{ ، فأنت يا سيدي من جاءنا بدين يدعو إلى التوسط والاعتدال ويحذر من الغلو والتطرف، فقلت وأنت الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى :} إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين{. ألا يعلم أصحاب تلك الأقلام المريضة أن بلادا واسعة فتحت ودخلها المسلمون بالكلمة الطيبة كبلاد اندونيسيا وماليزيا والهند وغيرها، حيث دخلها الإسلام وسرى فيهم عشق محمد عليه الصلاة والسلام.
فهل يعد بعد ذلك التجرؤ على معلم الدنيا الحضارة حرية فكر ؟! أساء الفكر والفهم إلى هذا الحد ؟! حتى صار شتم رسول الله والاستهزاء به عندهم حرية فكر، بينما ينادون بحقوق الحيوان ويعزفون على نغمة كرامة الإنسان، فأين كانت عند هؤلاء كرامة الملايين من أتباع النبي المصطفى الأمين عندما يشتم نبيهم ويقال هذا حرية فكر ؟!
والحق أبلج لو يبغون رؤيته هيهات يبصر من في ناظريه عمى
فيا أدعياء الحضارة لن تجدوا في صفحات التاريخ كمحمد، لن تجدوا في صفحات المجد كأحمد، لن تجدوا معلما للأخلاق كرسولنا محمد. شمس محمد مشرقة ونوره وضاء واسمه يسطع صباح مساء على المآذن والألسن يتردد، محمد … محمد … محمد صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله.
جمعية الثقافة العربية الإسلامية
