0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مشاكل عديدة وحلول قليلة

المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلد زاخر بالمشاكل التي تبحث عن حلول ,الجانب السهل الذي يفضله السياسيون المعارضون والمعلقون الصحفيون هو جانب المشاكل ، فهي متوفرة ، سهلة التناول ، وتعطي من يعرضها صورة الحكيم ، كما أن تناولها يوحي ضمناً بأن الناقد لديه حلولا تجاه تلك المشاكل لو كان صاحب قرار.
  في جانب المشاكل التي يحب البعض تسميتها (تحديات) نجد: الفقر ، البطالة ، المديونية ، عجز الموازنة ، عجز الميزان التجاري ، ارتفاع الأسعار ، انخفاض الدخول ، كلفة  الطاقة ، نقص المياه ، الركود الاقتصادي ، تدني مستوى المعيشة ، الفساد ، سوء الإدارة ، سوء توزيع الثروة والدخول… ويستطيع من يشاء أن يضيف مشاكل أخرى لم تخطر على بالي.
  السياسيون والمعلقون الفاشلون يشعرون بالراحة في تناول هذه المشاكل ، وإلقاء الضوء عليها ، وربما تضخيمها واستعمالها كسوط لجلد المسؤولين الذي عليهم أن يحلوا جميع المشاكل  بمجرد اتخاذ قرارات ، ويرى هؤلاء النقاد في كل هذا فرصة لكسب  الشعبية لا يجوز تفويتها.
  هؤلاء لا يملكون حلولاً للمشاكل التي يطرحونها وبعضهم يعرف أنه لا يوجد حل فوري لبعض تلك المشاكل. خذ مثلاً بيان مجموعة من الأحزاب القومية واليسارية الذي يحذر من رفع أسعار الكهرباء ابتداءً من أول العام القادم كما هو مقرر ، وكأن المسؤولين يحبون رفع الأسعار لذاته أو انتقاماً من الشعب.  
  قد ينزعج هؤلاء إذا ذكرناهم بأن خسارة الكهرباء خلال سنة 2015 المقبلة ستبلغ حوالي 875 مليون دينار حتى بعد انخفاض الأسعار العالمية للبترول وزيادة الأسعار المحلية للكهرباء ، وأن هذا المبلغ الضخم ليس مرصوداً في الموازنة العامة ، وعلى الحكومة أن تقترض المبلغ أو تكفل الشركة الوطنية للكهرباء المملوكة للحكومة لدى البنوك بهذا المبلغ حتى لا تتوقف عن الدفع ويتوقف استيراد البترول.
  أصحاب البيان أشاروا إلى مشكلة رفع الأسعار وهي حقيقة ولم يتلطفوا بذكر الحل وهو المطلوب ، طالما أن المديونية ليست الحل بل مشكلة إضافية أشـد خطورة. ومن يدري ، فربما أصدروا بياناً آخر ينتقد ارتفاع المديونية ولو أن شعاراتهم أحد أسبابها.
  نعم ، الفاشلون يقفون أمام المشاكل ويتحدثون عنها ، والناجحون يبحثون عن الحلول ، وللأسف فإن أكثر أصحاب الأصوات العالية من الفاشلين. وما يعرضونه علينا هو المشاكل والعيوب التي نعرفها ، وليس الحلول.