0020
0020
previous arrow
next arrow

مجلس النواب ومسرحية غربة

مجلس النواب ومسرحية غربة

جلسة ساخنة وصاخبة ، نقاشاتها حادة ، جراءة في الكلام ، والكل يشمر عن ذراعيه ، معاتبا الحكومة ، صارخا بوجهها ، هاتفا باسم الشعب يحكي عن أوجاعه ينادي ويصيح بصراخه….. هكذا يريد الشعب من مجلسه ومن نوابه ، بأن يقولوا الحقيقة ولو على قطع رواتبهم لا قطع أعناقهم ، لقد استبشر الشارع بكلامكم وأثلجتم صدر مواطنيه.
من شاهد تلك الجلسة ربما أصابه نوع من الشفقة والرأفة على الحكومة ورئيسها ، إذ كادوا أن يأكلوا شفاههم من كلام النواب الجارح الذي أصابهم في صميم أفئدتهم ، حيث صارحوهم بألم المواطن ووجعه ، وحدثوهم عن أمل المواطن ورجائه بهذا المجلس .
لكن الخوف كل الخوف بان تكون هذه الجلسة ، إعادة لمسرحية غربة ، التي هتف ممثليها بلسان كل الشعب ، وتكلموا عن جراحه وهمومه ، وبالنهاية كانت بمثابة متنفس للاستمتاع لا لشيء آخر ، والسؤال هنا ،عن من سيحامي ويدافع مجلس النواب في هذه المرة ؟
عن الموطن الذي أوصله إلى قبة البرلمان ،والذي قطع له الوعود والعهود بالعيش الكريم ، أم سيحامي عن الحكومة التي وضعت للمجلس طعم الرئاسة ، ليتنافسوا على كرسي الرئاسة فيما بينهم ، وينسوا أو يتناسوا هموم المواطن المسكين …