عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

استشهاد أبو عين تحد أم «ورطة»؟

استشهاد الوزير زياد ابو عين يضيف لسجل النضال الفلسطيني حالة نوعية جديدة تسجل للشعب الفلسطيني ولثورته ضد اخر احتلال في التاريخ ، ولربما هي لحظة تاريخية فارقة بالنسبة للشعب الفلسطيني وللقيادة ايضا ان تم استثمارها بطريقة خلاقة ، ولربما سيترتب على التعامل مع جريمة قتل ابو عين الذي كان يعارك بالايدي وبجرأة وشجاعة مذهلتين جنود الاحتلال الاسرائيلي الكثير من النتائج السياسية والميدانية.
لا اعتقد ان الشارع الفلسطيني الملتهب والغاضب سيقبل بمرور جريمة استشهاد ابو عين مرور الكرام كبقية الجرائم المتراكمة لاسرائيل من التعدي علي حرمة المسجد الاقصي وقتل ابناء القدس بدم بارد والعدوان علي غزة وغيرها من الممارسات التي ترقى لمستوى الجرائم الكبرى والعقاب الجماعي ، فصورة ابو عين في عراكه مع الجنود الاسرائيليين ستبقى لفترة طويلة قادمة تشكل مصدر الهام للضمير الفلسطيني في العودة وبأية وسيلة لمقارعة الاحتلال بعد أن كبله «التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل « حتى من الخروج بمظاهرة سلمية تندد بالاحتلال والمحتل بحجة «عدم التحريض» على إسرائيل ، اعتقد ان تلك الممارسات نجحت في مراكمة النار القادرة على اشعال انتفاضة شعبية ثالثة.
الخيار الوحيد المتاح امام القيادة الفلسطينية في هذه اللحظة هو اعلان الحرب السياسية على اسرائيل ، عبر الخيارات التى طالما هددت وتوعدت بها وهي :
اولا: وابرزها علي الاطلاق الاسراع في المصادقة على ميثاق روما للانضمام لعضوية المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمحاكمة القادة الاسرائيليين علي جرائم الحرب او الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وبخاصة في الحروب ضد قطاع غزة ، (2008) ، ( 2012) ، و(2014) ، وجرائم الاستيطان والعقاب الجماعي وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وتجريف الاراضي الزراعية منها ، اما جريمة قتل الشهيد زياد ابو عين فمن المفترض ان تكون هي العنوان الرئيسي في الذهاب الفلسطيني الى لاهاي تماما مثلما طالبت ارملة الشهيد ومثلما طالبت الفعاليات السياسية والحزبية في عموم الضفة وغزة.
ثانيا: طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بموجب ميثاق جنيف والمواثيق الدولية التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية في هذا المجال.
ثالثا: الاسراع في التوجه الى مجلس الامن لطلب الاعتراف بدولة فلسطين علي حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
رابعا: وقف التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل والذي دعا وتدعو له الكثير من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة ومن بينهم كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات.
… في الحسابات السياسية المعقدة والمتشابكة التي تحيط بالرئيس محمود عباس « كبيت العنكبوت « او « عش الدبابير « فان اي من تلك الخيارات ليس سهلا عليه ، واعتقد انه باختياره اي من تلك الخيارات السابقة فانه حتما سيضع السلطة برمتها في مواجهة شاملة مع الاحتلال ، و لا اعتقد ان اللقاء اليوم الاثنين بين كيري وابو مازن ونتنياهو في روما سيجعله قادرا علي اخذ اي من تلك الخيارات ، فواشنطن وتحديدا « وزارة الخارجية « في ازمة شديدة بسبب سياسات نتنياهو المتغطرسة والتي تتجاهل تماما الحسابات الاميركية في المنطقة وعلاقاتها باصدقائها ، و رعايتها لعملية السلام.
اما نتنياهو فعينه على اليمين المتطرف وكيفية كسبه والاقتراب منه من خلال الانتخابات التشريعية المبكرة وهو هدف لا يتحقق الا بمزيد من التطرف والبلطجة والقتل.
وبالمقابل فان عباس بين سندان ارضاء اميركا وعدم الصدام مع تل ابيب وغضبة الشعب الفلسطيني.
هذه هي المعادلة المعقدة التي كان ومازال فيها « الفلسطيني « الخاسر الاكبر وسيبقى ، ان لم يعمل على كسرها الرئيس عباس باي اتجاه من اتجاهات الخيارات سالفة الذكر.
فهل سيفعلها عباس مثلما فعلها عرفات عام 2000 ؟
Rajatalab5@gmail.com