«جبل صبيح» يواجه الاستيطان الإسرائيلي بالإرباك الليلي
وكالة الناس – منذ اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى (20 أبريل/ نيسان 1936)، ومرورا بسنوات النكبة العربية الكبرى 1948، وصولا إلى انتفاضات الشعب الفلسطيني في مواجهة دولة الاحتلال، تنوعت وتعددت أشكال وأدوات النضال الفلسطيني.
أحدث تلك الأدوات فعاليات «الإرباك الليلي» في بلدتي بيتا وبيت دجن، في الجنوب الشرقي من محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، التي تأتي رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية بالقرب من البلدة.
بدأت فعاليات «الإرباك الليلي» فوق «جبل صبيح» في بلدة بيتا، حيث تطل على البؤرة الاستيطانية ـ التي بدأت سلطات الاحتلال بنائها، بإشعال الأطر المطاطية وتوجيه أشعة الليزر والأضواء على المستوطنين المتواجدين في البؤرة الاستيطانية.
وترجع بداية اشتعال المواجهة إلى يوم 5 مايو/ آيار الماضي، حين شرع مستوطنون بإقامة بؤرة «جفعات افيتار» الاستيطانيّة على قمة جبل صبيح، التابع لأراضي بلدات يتما، وبيتا، وقبلان، جنوب نابلس، حيث أقدم المستوطنون على إقامة أكثر من 20 بيتاً متنقلاً (كرفان)، وإيصال خدمات الكهرباء والماء إليها، وتعبيد الطرق داخل البؤرة في غضون أيام قليلة.
لتزداد وتيرة المواجهات والرفض الفلسطيني في هذه المناطق لهذه المشاريع التي بالتأكيد ستبدأ بـ «بؤرة» استيطانية وتنتهي بترحيل كل السكّان الفلسطينيين من ارضهم ومناطق سكناهم.
ويخوض الفلسطينيون سكان بلدة بيتا، البالغ عددهم 13 ألف نسمة، معركة وجود، ضد أطماع المستوطنين تجاه أراضيهم وممتلكاتهم، حيث يواجهون مخططات استيطانية لقضم ما تبقى من مساحات في بلدتهم.
ويواصل أبناء الشعب الفلسطيني فعالياتهم اليومية «الإرباك الليلي» رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، ويواصل أهالي البلدة بصِغارها وكِبارها ورِجالها ونِسائها التصدي والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه بشكلٍ يومي.
ويقول رئيس بلدية بيتا السابق، فؤاد معالي، لصحيفة «الإمارات اليوم»: إن بلدة بيتا لغاية شهر مايو/ آيار من عام 2021 خالية تماماً من الاستيطان، إلى أن أقيمت البؤرة الاستيطانية المسماة (أفيتار)، على الرغم من أن الأراضي الجاثمة عليها البؤرة تابعة إلى (بيتا) وقريتي (تيما) و(قبلان) جنوب نابلس.
ويوضح أن المساحة المقامة عليها البؤرة تبلغ 20 دونماً، ولكنها تصادر 800 دونم من أراضي الفلسطينيين الزراعية في جبل صبيح وبلدة بيتا، مشيراً إلى أن 95% منها مزروعة بأشجار الزيتون.
ويضيف: إن الهدف من البؤرة الاستيطانية فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، حيث إن بلدة بيتا تقع في الوسط، وبإقامة البؤرة سيتم ربطها بمستوطنة «كفار تفوح» غرب نابلس، والواقعة بجانب حاجز زعترة العسكري، وبذلك يتحكم المستوطنون في حركة تنقل السكان، كما أن هذه البؤرة تطل على قرى مجاورة عدة، ما يسهل من مراقبة السكان وتقييد حركتهم، ومنعهم من الدخول والخروج إن لزم الأمر.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، مجدي حمايل، وهو شاعد عيان على تلك الفعاليات في جبل صبيح، إنّ فعاليات الإرباك تبدأ كل يوم، عند الساعة الثامنة مساءً، مؤكداً على أنّ ما يميز الهبة الجماهيرية في «بيتا» أنه لا يقودها أي لون سياسي.
وأضاف حمايل، للموقع الإخباري الأردني «الأول نيوز»، إن قوات الاحتلال ومنذ بداية الفعاليات وهي تحاول قمعها، حيث قامت بإطلاق للرصاص الحي والمطاطي تجاه المواطنين، بالإضافة إلى قنابل الغاز والصوت بشكل كبير، وأطلقت الرصاص المطاطي صوب المتظاهرين في فعاليات الإرباك الليلي شرق قرية بيت دجن شرق نابلس.
ويؤكد المواطنون الفلسطينيون، أن الفعاليات ستستمر الليلة وكل الليالي المقبلة، إلى أن تتمّ إزالة البؤرة الاستيطانية.
يذكر أنه منذ العام 1985 يخطط الاحتلال ومستوطنوه لبسط أطماعهم التهويدية على «جبل صبيح»، من خلال إقامة خيام وغرف متنقلة للسيطرة عليه، وتحويل أراضي الجبل الزراعية إلى مستوطنة.
ونتيجة لمخطط الاستيطان فوق تلال «جبل صبيح»، اندفع أهالي بلدة بيتا للدفاع عنه، وحماية أراضيهم من المصادرة، رفضاً لإقامة البؤرة التي تمهّد لتأسيس مستوطنة على أراضي الجبل الذي تعود ملكيته للمواطنين الفلسطينيين جنوب محافظة نابلس، ولذلك تتواصل فعاليات «الإرباك الليلي».