0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

الإحـ ـتـ ـلال تعتدي على زفة عريس فلسطينية (فيديوهات)

 

 

وكالة الناس – رغم الوعود بتغيير السياسات والتوجهات الرسمية في التعامل مع فلسطينيي الداخل، تواصل شرطة الاحتلال الاعتداء عليهم، وتنظر لهم عبر الفوهة الأمنية كتهديد لا كمواطنين، ويوم السبت داهمت بلدة دير الأسد واعتقلت 11 من شبابها وعاثت فسادا وتخريبا في بيوتهم.

وقبل ذلك، سبق أن تورطت قوات الشرطة الإسرائيلية باقتحام عرس في دير الأسد بذريعة إطلاق النار من قبل مجهول خلال حفل الزفاف. ورغم تدخل بعض وجهاء البلدة ومحاولة إقناع قادة قوات الشرطة بعدم وجود إطلاق النار وعدم اقتحام العرس ومعالجة الموضوع لاحقا إن كان فعلا بحوزتها معلومات حول إطلاق رصاص، لكن الشرطة صممت على قرارها مما تسبب في اندلاع مواجهات.

وخلال دقائق تحولت زفة العريس إلى ساحة اشتباكات بين أهالي دير الأسد والشرطة الإسرائيلية بعدما سارعت الأخيرة لإطلاق قنابل غازية لتفريق المتجمهرين، فرمى شباب البلدة الشرطة بالحجارة التي ردت بالرصاص الحي وأصابت شابا بجراح بالغة جراء رصاصة في القسم العلوي من جسمه، إضافة إلى إصابتين أخريين.

وتمكن شباب البلدة من حرق مركبتين للشرطة. وعلى خلفية مشاهد العرس الذي تحول لساحة اشتباكات وحديث وسائل إعلام عبرية أيضا عن تورط الشرطة في دير الأسد، أعلن وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، عومر بار ليف، أنه طلب من مفتش الشرطة يعكوب شبتاي إعداد تحقيق حول ما حصل في دير الأسد خلال يوم واحد. وفي تلميح واضح للشرطة وطبيعة تعاملها مع العرب، قال بار ليف إنه لا مبرر لإطلاق رصاص إلا في حالة وجود تهديد وجودي.

خلاف في الموقف بين الشرطة وبين وزيرها

موقع “واينت” العبري نقل عن بعض قادة الشرطة انتقاداتهم لوزير الأمن الداخلي لأنه طلب تحقيقا ولأنه امتدح بعض المواطنين في البلدة ممن حموا شرطيات أمام الجمهور الغاضب، داعيا للحفاظ على الهدوء، وهذه المرة الأولى التي يُكشف عن خلاف بين الشرطة الإسرائيلية ويبن وزيرها علانية. كما نقل عنهم استغرابهم طلب تحقيق بالحادثة “لأن الذي يحصل في الميدان ليس مختبرا” وانتقادهم لبار ليف لعدم إطلاعه على تفاصيلها.

وحسب “واينت” استغرب قادة الشرطة امتناع بار ليف عن الإشارة للعنف ضد رجال الشرطة في حادثة دير الأسد من قبل “مشاغبين”. ونقل “واينت” عن أحد قادة الشرطة الإسرائيلية دون ذكر اسمه، تعقيبه على تصريحات وزير الأمن الداخلي بالتساؤل لماذا ينبغي تخبئة شرطيات؟ أين نجد مواطنين يعتقدون بإمكانية مهاجمة رجال شرطة وحماية الأمن والنظام؟ زاعما أن رجال الشرطة قاموا بعملهم في دير الأسد. غير أن فيديوهات التقطها أهالي البلدة تظهر تصرف الشرطة الإسرائيلية بفظاظة وبشكل خطير.

وقال الصحافي عمر قاسم من دير الأسد لـ”القدس العربي” إنه شارك في حفل الزفاف المذكور، وإنه كان شاهد عيان على ما جرى، لافتا إلى أن بعض الكبار في المكان حاولوا دون جدوى إقناع الشرطة بعدم وجود من يطلق الرصاص داخل العرس، وأن وجودهم سيمس بحفل زفاف شاب يتيم، ودعوهم للانسحاب واستخدام وسائل تحقيق أخرى والانتظار ريثما ينتهي حفل الزفاف في حالة صمموا على شكّهم بأن إطلاقا للنار قد تم في المكان.

وأكد قاسم أن رجال الشرطة صمموا على اقتحام العرس دون مبرر وتورطوا بإلقاء قنابل غازية على المتجمهرين في مدخل بيت العريس فاندلعت مواجهات مع الشرطة التي سارع عناصرها لإطلاق الرصاص بشكل خطير مما أدى لإصابة رجل أربعيني برصاصة. وتابع: “عندئذ تفجر المشاركون بالفرح غضبا ورموا رجال الشرطة بالحجارة وأحرقوا سيارتي شرطة وكادت تقع مذبحة. وداهمت قوات الشرطة البلدة مجددا واعتقلت 11 شخصا بعدما قاموا بتحطيم محتويات منازلهم بشكل بربري ووحشي. هم يتحدثون عن إرهاب وتخريب وهم كانوا المخربين والإرهابيين”.

وتأتي فضيحة الشرطة الإسرائيلية في دير الأسد على خلفية الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين فلسطينيي الداخل والشرطة الإسرائيلية وجماعات يمينية متطرفة خلال “هبة الكرامة” في مايو/ أيار الماضي، والتي قامت فيها الشرطة باعتقال نحو 2200 شاب من فلسطينيي الداخل، ومحاكمة أكثر من 200 منهم، بينما تعاملت بأكف من حرير مع معتدين يهود. وبذلك تظهر أنها لم تبدل نظرتها للمواطنين العرب (18%) بأنهم خطر أمني و”طابور خامس” كما سبق وحذرت من ذلك لجنة التحقيق الرسمية المعروفة بلجنة “أور” التي تشكلت عقب هبة القدس والأقصى في مطلع الانتفاضة الثانية عام 2000، وفيها فتحت الشرطة النار على المتظاهرين من المواطنين العرب، وقتلت 13 منهم وأصابت عشرات بجراح.