0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

التشكيلي الفلسطيني محمد عفيفة: نجتهد لنصنع وليمة بصرية

 

 

وكالة الناس – لم يتخلف المبدعون التشكيليون الفلسطينيون، وإن اختلفت مدارسهم عن خوض معركتهم النضالية ضد الاحتلال الصهيوني، فما زالت ريشهم تلعب دورها الكبير ضمن أدوات المقاومة في مقارعة الظلم الواقع على القضية الفلسطينية وشعبها، وما يؤكد ذلك العمود الفقري والأساسي لها هو حضورها الجوهري في أعمال الرواد التشكيليين الفلسطينيين تحت عنوان «أدب المقاومة» فالريشة سلاح، كما القلم توصل صوتها بالحق عن طريق حاملها.

ومنذ تفجر الثورة الفلسطينية لم ينفصل الفنان الفلسطيني عن واقعه بل زرع المقاومة في النفوس ولعب دوراً كبيراً وهاماً من خلال إبرازها في رسوماته ولوحاته المؤثرة.

في حين، استمرت الأجيال المتعاقبة في حمل رسالة بنفس النكهة والذوق والنقد إلى مراحل متقدمة من الزمن وبقي توظيف الفن التشكيلي الهاجس الأبدي للفنان الفلسطيني، الذي لم يتأثر ولم ينزو بالحداثة المفرطة، بل بقيت مدرسته الواقعية تدرس ومحط أنظار للجميع في مختلف مراحل القضية.

وفي ضوء ذلك، يقول الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد عفيفة، عليك أن تكون فنانا أولاً بكل ما تعني الكلمة من اشتراطات لتستحق لقب فنان فلسطيني وليس مجرد أن تولد فلسطينيا.

وقال في حديثه لـ «القدس العربي» أثناء نقاشه حول الفن التشكيلي، إنه لا يمكن تجاوز اشتراطات الانتاج الفني، فهي منذ الأزل كانت شرطا جماليا في البناء البصري وشرطا إنسانيا في البناء الفكري، ومع انعدام أحد الشرطين أو كلاهما في بعض الحالات نصبح أمام مجرد عمل انفعالي يسعد العدو الثقافي (الصهيونية) بعرض أعمال فنية هزيلة لتقديم الفلسطينيين بأنهم أقل إنسانية وثقافة، منوهاً إلى أن البعض يركز على الأعمال الفنية الأكثر هزالة لتحقيق تلك الغاية، ويتم تجاهل الفنانين الفلسطينيين المجتهدين والمتميزين بإنتاجهم الفني.

وأوضح أن للعمل الفني عنصرين، الأول «البناء البصري» التشريح الفني والمنظور والتناسق اللوني إلى آخره من شروط الجمالية ليكون البناء البصري بمثابة القارب، الذي يحمل أفكار الفنان وهواجسه، فكلما كان بناؤك البصري قويا ومتماسكا استطاع أن يحمل أفكار الفنان ونقلة للمتلقي بسرعة، مخترقا حواجز اللغة والثقافة المحلية للشعوب، مبيناً في هذا السياق أن الموهبة ليست إلا صفطة معرفية في المجال الفني، والحقيقية فإن البناء البصري هو اجتهاد وعمل وتدريب متواصل لبناء تلك القدرات تماما مثل بناء الجسم بالعضلات، ولكن هنا على الفنان أن ينمي ويدرب البناء العصبي والذهني عبر الاطلاع والخبرات والتدريب المتواصل بالعمل».

أما الثاني فهو «البناء الفكري» للعمل الفني، وعليه أن يحقق وضوح الفكرة أو القصة أو ما يمكن أن نسميه الرسالة الإنسانية مع غموض الإيديولوجيا، فالعمل الفني البصري يجب أن يخاطب العقل الإنساني مع اختلاف ثقافاته وتنوعاته المعرفية، وفقاَ للفنان عفيفة، معتبراً أن الصراخ والانفعال والنزق والاستجداء والمجاملة وجلَ تلك الكلمات تقلل من قيمة المنتج الفكري للعمل الفني ليبقى مجرد رسم شعبوي لا يخاطب الآخر وأحياناً حتى لا يخاطب الذات.

ولفت إلى أن العمل الفني، سواء كان لوحة أو رسما كاريكاتيرا، ليس بالنتاج الذي يمكن استسهاله فهو وثيقة إنسانية تعبر، أما عن ضعف أو قوة الفنان، وهو في التالي تعبير أو انعكاس لمدى قوة أو ضعف مجتمع الفنان، واصفاً انتاج بعض الرسامين الفلسطينيين في الوقت الحالي كعمل الدبة، التي قتلت صاحبها، وهي تحاول أن تقتل الذبابة.

وفي ختام حديثه شدد عفيفة على أنه «يجب كفنانين فلسطينيين أن نركز على النوع لا الكم، وأن لا ننجر خلف الـ»أنا» في سباق اللايكات، مؤكداً علينا أن نتوقف كرسامين فلسطينيين عن صنع سندويشات الكاريكاتير لإشباع المتلقي على الماشي، بقدر ما نجتهد لصنع وليمة بصرية ترسخ في عقل المتلقي». إلى ذلك، يعتمد الفنان المبدع في أسلوبه على عناصر متعددة، فسلسلته الفنية المتعلقة بالإشارة الى رمزية الهوية الفلسطينية لها أسلوب مميز وعميق وطابع مختلف، خاصة تصوراته في المقاومة والصمود واللجوء وجدار الفصل العنصري والمرأة الصامدة وحق العودة وغيرها الكثير من رموز ودلالات.

يشار إلى أن الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد عفيفة يحمل الجنسية الأردنية وعمل على مدار 15 سنة رسام كاريكاتير مستقلا، ونشرت رسوماته في صحيفة «الغد» الأردنية و»العربي الجديد» وأقام 7 معارض شخصية (معارض كاريكاتير/ لوحات) وشارك في ورشات عمل فنية، وفي معرض جماعي في الأردن ومشاركات كاريكاتير مختلفة.

كما حصل على عدد من الجوائز المختلفة خلال الأعوام الماضية، 2010 جائزة حنظلة الأرض – مسابقة ناجي العلي الدولية لرسم الكاريكاتير- تنظيم جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني/ومجموعة HOMUR للفكاهة وفنون الكاريكاتير – تركيا.

وفي العام 2012، تلقى جائزة ناجي العلي للكاريكاتير السياسي التي استضافتها مؤسسة فلسطين الدولية في عمّان، ثم في العام 2019 حصل على جائزة محمود كحيل للكاريكاتير السياسي عن 2018 – لبنان/الجامعة الأمريـــكية.