أضواء على تجربة جامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا في “التعليمُ عن بعد”
وكالة الناس – ما زال العالم يحيا ظرفاً استثنائياً في معركته المفتوحة مع جائحة كوفيد 19، والتي فرضت أجندتها على مجريات الأحداث ومفاصل الحياة، وخصوصاً في التعليم بكل أنواعه ومستوياته، الأمر الذي جعل العالم يعيدُ حساباته ويجدولها، وينتهز الممكن من الفرص للتغيير استجابة لواقع الحال.
في هذا المسار كانت جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا من الجامعات السَّباقة في سرعة تعاطيها واستجابتها لظروف الجائحة. ويعود هذا لاستراتيجيتها القائمة على تحويل المحنة إلى منحة، ولهذا استطاعت أن تتجاوز ذلك المنعطف الحاد منخرطة بسرعة كبيرة ودقيقة وبسلاسة في منظومة التعليم عن بعد، دون أن تتوقف يوماً واحداً عن عملها.
رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي يشير إلى أنه ومنذ المؤشرات الأولى للجائحة، وبتوجيهات من صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن رئيس مجلس أمناء الجامعة، استشعرت الجامعة أن أحداثاً ستفرض نفسها على الواقع، وستغيّر منهجية العمل وطريقته، ولهذا انخرطت في تجهيز منصتها للانتقال للتعليم عن بعد بشكل كامل مهيئة أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة بتراتبية عالية الدقة والسرعة.
الرفاعي ينظر إلى التعليم عن بعد كمنعطف استراتيجي هام في الحياة، وكمبادرة قابلة للتأطير والمأسسة؛ ليكون هذا التعليم جزءاً أساسياً من منظومة التعليم الجامعي المستقبلي، مؤكداً على أن التعليم بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها أبداً.
وبهذا الصدد يقول رئيس الجامعة ” نحن جامعة تكنولوجية وظفت كل إمكانياتها في سبيل تذليل الصعاب التي تواجهها حتى في تدريس المختبرات افتراضياً وذلك باعتماد برامج إلكترونية تتواءم مع طبيعة عمل تلك المختبرات”.
وإذا كانت المعضلة التي واجهت غالبية المعنيين بالتعليم عن بعد، هي إجراء اختبارات ناجحة قادرة على قياس حقيقي لما حازه الطلاب من معارف ومهارات. فقد كانت تجربة الجامعة ناضجة بهذا الشأن بفضل اعتمادها اختبارات خاصة قادرة على قياس تلك المعارف والمهارات مع المراقبة بشكل منضبط وشفاف، بعد تقسيم الطلبة إلى مجموعات لا يزيد عدد أفرادها عن 20 طالبا، مع وضع مراقب لكل مجموعة، واستخدام الكاميرات وأجهزة الصوت كأدوات مساندة للمراقبة.
وهنا يقول الرفاعي إنه من المفرح أن لا نجد تفاوتاً كبيراً بين نتائج الطلبة في الاختبارات الإلكترونية ونتائجهم في اختباراتهم الصفية السابقة، ونتطلع بعين الإيجابية إلى الاستفادة من الإتفاقيات المبرمة مع الجامعات العالمية في مسألة التعليم الإلكتروني، والاستغلال الأمثل للمعلومات والبيانات المتوفرة، وتشجيع إجراء البحوث العلمية، وأرشفة محاضرات المساقات كلها، وتقديم الدعم الفني للمدرسين والطلبة، والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لإيجاد حلول إبداعية لما يواجهنا، ودمج الأنظمة الفعالة في مجال الاختبارات الإلكترونية، وتأسيس مركز وطني للتعلم الإلكتروني، والتفكير بالتعليم الهجين: الصفي والإلكتروني.
مدير مركز التعلم الإلكتروني في الجامعة الدكتور عدي الطويسي والذي اختير عضواً في اللجنة الوطنية المشكلة من قبل هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، لوضع أسس وتعليمات التعليم الإلكتروني والمدمج المعمول بها في المملكة، يقول إن المركز أخذ على عاتقه تعميم السياسة العامة للاستخدام الآمن لمنظومة التعلم الإلكتروني، وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلبة خلال فترة أسبوعين قبل الحظر الشامل.
ويضيف الطويسي إنه تم الانتقال بنجاح للتعليم عن بعد ضمن التعليمات وبمرونة عالية تضمن إعادة برمجة العمل عندما يطرأ أي تغيير أو يصدر أي قرار من مجلس التعليم العالي أو أمر دفاع جديد.
وعن الإجراءات التي اتخذتها الجامعة في سبيل دعم التعليم عن بعد يقول الطويسي إن الجامعة وفّرت اشتراكاً لكل عضو هيئة تدريس كمدير اجتماع Host على منصة Zoom بالإضافة لتفعيل حساب لكل طالب على نفس المنصة. كما وفرت اشتراكاً لمدة 4 أشهر بكامل المواصفات لكل عضو هيئة تدريس على منصة Cisco WeBex التابعة لشركة سيسكو العالمية، وحسابات للطلبة والأساتذة للدخول على منظومة Coursera ومنظومة المحاضرات الافتراضية Big Blue Button كأداة احتياطية .
ويذكر أن الجامعة استجابت لمبادرة صاحب السُّمو الملكي، الأمير الحسن بن طلال المعظم، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، التعليم الإلكتروني الجامعي: (علِّم نفسك)، وبدأت ببثِّ محاضراتها في عدة مساقات دراسية، لكل طلبة الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، منذ الدخول في أزمة كورونا
كما وساهمت في مساعدة الطلبة للحصول على حزم إنترنت بواقع 10 GB لكل طالب، كما وجهزت 25 قاعة صفية كغُرف صفية ذكية Smart Classrooms وتدعيمها بأدوات اتصال حديثة جاهزة للعمل بنظام التدريس عن بُعد Fully Online أو بنظام التدريس المدمج Blended وذلك تمهيداً واستعداداً للعودة بشكل تدريجي إلى الحرم الجامعي.