ثلاثة أسباب للغيرة المرضية في العلاقات
الغيرة في العلاقة الرومنسية أمرٌ طبيعي ومتَوقع من حينٍ لآخر، وهي مؤشر على الحب الذي يجمع بين الشخصين وتعطي دفعاً للعلاقة، شريطة ان لا تتحول غيرةً مرضية تُشعر أحد الشريكَين أن علاقته مهددة أو أن شريكه سيتخلى عنه ليرتبط بشخصٍ آخر. فعندها تتحول إلى عامل هدم قد يقضي على العلاقة نهائياً.
عدم الأمان
عندما يشعر أحد الشريكَين بعدم الأمان أو الاستقرار في العلاقة، تزداد غيرته وتتخطى حدود المعقول. فهو يعتبر بطريقة لاواعية أنه في موقعٍ دوني بما أنه يفتقد للثقة بنفسه ويعاني من “أنا” غير واثقة، وينعكس ذلك سلباً على العلاقة بما أنه لا يرى نفسه مهمّاً أو جاذباً ما يكفي حتى يظلّ شريكه مرتبطاً به ومنجذباً إليه. إذ تنجذب المرأة، مثلاً، لنجاح أحد الرجال وذكائه، بما أنه يبدو ذات شخصية جاذبة وقادرة على الاجتهاد في مهنته، لكن يتبين داخل العلاقة أنه غير واثق من نفسه ويتبين ذلك في غيرته المفرطة عليها.
التفكير الهوَسي الاستحواذي
في حال معاناة الشخص من الغيرة نتيجة تفكيره المستمر أن شريكه يخونه، فهذا دليلٌ أكيد على انتهاء أي علاقة يدخلها. فهو قد دخل مرحلةً مرضية، تشبه إلى حدٍّ ما مرضَ الوسواس القهري، بما أنه لا ينفك عن توليد مخاوف وهموم جديدة. إذ إن المرأة التي تخاف ما تجهله في علاقتها تدفع بشريكها للتخلي عنها عاجلاً أم آجلاً، لأنها تبدأ بافتراض الإجابات عن الأسئلة التي تدور في رأسها: أين هو شريكي الآن؟ لماذا لم يتصل بي بعد؟ وتفترض في أغلب الأحيان أنه يخونها، ما يزيد من خوفها وهوَسها وريبتها، مع العلم أنه ليس هناك أي دلائل أو براهين تدل على احتمال خيانته لها.
شخصية مذعورة
وقد تتأتى الغيرة المرضية في العلاقة من الشخصية عند الشريك، فهو قد يكون أصلاً معانياً ريبةً في رؤيته للأمور بشكلٍ عام في حياته، أي إن الوسواس القهري يكون متطوراً ويبدأ الشخص من إظهار عوارض الفصام، فيتصرف في طريقة معينة أحياناً ليصبح شخصاً آخر أحياناً أخرى. لن يتحمل الشريك الآخر هكذا غيرة غريبة ومرضية، بما أن الشخص الغيور لن يثق به أبداً ويتهمه أبداً بأنه يعامله بطريقة بشعة، أي إن من يغار يضع نفسه في موقع الضحية ليستميل حبّ واهتمام شريكه، ويُقنعه بضرورة استمراره في العلاقة للاعتناء به بما أن صحته تقوم على دعمه له.
ففي المرة المقبلة التي تغار فيها على شريكك، أو يغار هو عليك، عالِج الأسباب وحاول فهم ما إذا كانت هذه الغيرة متمثّلة في أيّ من هذه الحالات. وإذا كانت كذلك فهي مَرَضية ولا يجوز أن تستمر، إلا إذا أردتَ إنهاء علاقتك قريباً جدّاً.