الإشتباه ببكتيريا "باسيليس" في وفاة عز الدين ووالدته
وكالة الناس – كشف تقرير أولي لجهات طبية رسمية عن تسبب بكتيريا من نوع ‘باسيليس’ بوفاة الطفل عز الدين العويوي أول من أمس ووالدته نسرين العويوي (28 عاما) أمس، إثر تسمم غذائي جراء تناولهما وجبة طعام مع أسرتهما في فندق بالبحر الميت.
وبينت تقارير واختبارات أجريت على الطعام المتبقي في غرفة الأسرة بالفندق أن ‘البكتيريا موجودة في طعام الأسرة، بحيث تناولت جزءا منه على (بركة الفندق)، فيما أخذت الباقي إلى غرفتها، وبقي لعدة ساعات فيها، ثم أكلت الأسرة منه مرة أخرى، إذ كانت البكتيريا قد تشكلت فيه’.
وأظهر تقرير حصلت ‘الغد’ على أبرز تفاصيلة بعد إجراء دراسة استقصائية وبائية للحالة أن ‘باسيليس’ يمكن أن تكون سببا للوفاة، وفقا لسوابق طبية.
وأكد مصدر طبي، لـ’الغد’، أن النتائج الأولية للتقرير تظهر أسباب الوفاتين، ستعلن خلال 48 ساعة.
وكانت الأسرة، وفقا لمصدر طبي مطلع، قدمت من الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما قدم رب الأسرة من السعودية.
وقالت وزارة الصحة إن التقرير القطعي لتحديد سبب وفاة نسرين ‘سيصدر بعد ظهور نتائج الفحوص المخبرية من عينات الكشف والتشريح للجثة’.
وأضافت، في بيان صحفي أمس، أنه تم تشكيل لجنة مشتركة لإجراء الفحص اللازم على جثة المتوفاة والوقوف على أسباب الوفاة.
وتابعت أن مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور قيس القسوس نسب بأسماء اللجنة الخماسية لمدعي عام عمان حاتم أبو عزام، والذي قرر بدوره اعتمادها.
وكانت نسرين توفيت صباح أمس في المستشفى الاستشاري إثر تعرضها وعائلتها الثلاثاء الماضي للتسمم، بعد أن فارق طفلها عزالدين الحياة أول من أمس قبل وصوله المستشفى.
وأشرف المدعي العام على الكشف على جثة نسرين وتشريحها في المركز الوطني للطب الشرعي.
وقالت وزارة الصحة، في بيانها، إنه تم إرسال عينات للفحص المخبري إلى كل من: المختبر المركزي التابع للوزارة، المختبر الجنائي التابع لمديرية الأمن العام، ومركز الأميرة هيا للتقنيات الحيوية، مضيفة أنه سيصدر التقرير القطعي بعد صدور النتائج.
وفي السياق نفسه، قال نائب عام عمان القاضي زياد الضمور إن مدعي عام الشونة الجنوبية ممدوح العلاوين، باشر التحقيق بوفاة الطفل ووالدته.
وأضاف، في تصريح صحفي أمس، أن ‘العلاوين انتقل الى موقع الفندق، وتحرز على الغرفة ومحتوياتها، وأن التحقيقات ما تزال مستمرة’، مؤكدا نقل الجثتين للمركز الوطني للطب الشرعي.
كما أكد الضمور أنه تم أخذ عينات من الجثتين وإرسالها لإدارة المختبرات والأدلة الجرمية في الأمن العام، ومختبرات الغذاء والدواء في وزارة الصحة، لغايات فحصها والوقوف على أسباب الوفاة.
وقال إن ‘النيابة ستعلن أسباب الوفاة بعد صدور نتائج فحص العينات واستكمال التحقيقات’.
من جهته، بين مدير مستشفى الشونة الجنوبية الدكتور فايز الخرابشة أن أفراد الأسرة راجعوا المستشفى فجر الثلاثاء الماضي، بينما كانوا يعانون من آثار تقيؤ وآلام في البطن وغثيان.
وأوضح أن أفراد الأسرة وبعد فحصهم، تبين أنهم ‘مصابون بالتسمم جراء تناولهم وجبة (همبرغر)، فقدم لهم العلاج، وكانت حالتهم الصحية بين الحسنة والمتوسطة’.
وأشار إلى أن ‘رب الأسرة (علاء العويوي) طلب عند الساعة السادسة صباحا من اليوم نفسه، خروج أسرته من المستشفى والعودة بهم للفندق، على الرغم من أن الكوادر الطبية أكدت أهمية بقائهم تحت الملاحظة الطبية’.
وأضاف الخرابشة ‘بعد عودة الأسرة للفندق، طلب الأب طبيبا متخصصا من عمان، فحضر للفندق وقدم العلاج لهم، لكنه وفي الساعة السادسة مساء، ساءت الحالة الصحية لأفرادها، فنقلوا للمستشفى الاستشاري بعمان، إذ توفي الطفل قبل وصوله للمستشفى، تلته الأم صباح أمس، أما الأب والطفلة فحالتهما الصحية الآن جيدة جدا’.
وأوضح أن ‘بقاء الأسرة لمدة تتراوح ما بين 7 و8 ساعات خارج المستشفى بدون إعطائهم سوائل وريدية وعلاج المستشفيات، قد يكون سببا أدى لتطور الحالة المرضية لأفرادها’.
مدير مديرية الأمراض السارية في الوزارة الدكتور محمد العبداللات رد، على ما أشيع في وسائل إعلام من أن ما جرى للأسرة سببه فيروس (الكورونا)، قائلا إن ‘الأم كانت تعاني قبل وفاتها مضاعفات التهاب رئوي، وأخذت منها عينات مخبرية، إذ أجري لها فحص الكورونا فكانت النتائج سالبة’.
وأوضح أن ‘الأسرة كانت طلبت وجبة خاصة في الفندق، ولم تكن الوجبة ضمن بوفيه الفندق المفتوح’.
وأشار إلى أنه بعد تسمم الأسرة ‘عملت فرق الاستقصاء الوبائي في مديرية الأمراض وكوادر مديرية صحة محافظة البلقاء والمؤسسة العامة للغذاء والدواء على تحديد حالة اشتباه التسمم، وأخذ عينات من المواد الغذائية، والكشف على مطعم الفندق، وإغلاق المطعم الذي قدم وجبة الطعام’.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد عامر السرطاوي إن ‘الأجهزة الأمنية المختصة، فتحت تحقيقا بالحادثة، واتخذت الإجراءات القانونية’.
أما مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور هايل عبيدات فقال إنه تم أخذ عينات من المطعم المعني، ومن المواد الغذائية التي تناولها أفراد الأسرة، وهي حاليا قيد الفحوصات المخبرية، للكشف عن مسببات التسمم الموجودة فيها.
وبين أن ‘الوزارة بانتظار نتائج المختبرات وفحص العينات الغذائية وفحص الطب الشرعي’، مؤكدا أن ما تناقلته وسائل إعلام حول اشتباه المتوفيين بإصابة بـ’الكورونا’، أمر عار عن الصحة.
من جانب آخر، قال مصدر في وزارة الصحة، لـ’الغد’، إن ‘نتائج فحص الأسرة، تحتاج من 4 الى 10 أيام لكي تظهر، ومن التأكد من نوعية السموم التي أصابتها ونوع ما تناوله أفرادها من طعام’.
وحسبما قاله علاء العويوي، لـ’الغد’، فإنه حضر للفندق عصر الأحد الماضي لقضاء إجازة عائلية برفقة زوجته وطفلته وطفله (3 أعوام وعام واحد)، وأنه في صباح اليوم التالي ‘تناولوا وجبتي إفطار وغداء في الفندق’.
وبين ‘أن الطبيب المناوب في المستشفى، أخبرهم بأن ما تعرضوا له هي أعراض تسمم غذائي، وأعطاهم علاجات ومن ثم عادوا للفندق’.
ولفت إلى أن حالتهم ازدادت سوءا بعدها فـ’أبلغنا إدارة الفندق التي أحضرت طبيبا خاصا وأعطانا على الفور حقنا، باستثناء طفلي عز الدين الذي كان نائما وقتها’.
وأكد العويوي أنه أصر على نقله إلى ‘أحد مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج، فأمننا الفندق بسيارة خاصة إلى عمان، لكنني من شدة الأعياء غلبني النوم، بينما كنت أحتضن ابني، وما إن انتبهت إليه، كان قد فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى’، فقدمت شكوى بحق إدارة الفندق. – (بترا)