"داعش" يسيطر على ثلث كوباني
وكالة الناس – قالت روسيا أمس إن فرض منطقة آمنة في سورية يستوجب موافقة مجلس الأمن الدولي حيث تحظى بحق النقض الفيتو، الذي يعتقد الحلفاء الغربيون ان موسكو ستستخدمه اذا ما تقدموا بمشروع قرار، بينما قالت تركيا أمس إنه ليس في مقدورها القيام بتدخل بري ضد مقاتلي تنظيم “داعش” في هجومهم على مدينة عين العرب السورية.
وقالت مصادر متطابقة بينها المرصد السوري لحقوق الانسان، ان تنظيم الدولة الإسلامية توغل امس في وسط مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب شمال سورية، وسط أنباء عن سيطرته عليها اكثر من ثلث المدينة رغم تصاعد وتيرة ضربات التحالف الدولي.
وقالت المصادر إن هتافات وتكبيرات عناصر تنظيم الدولة في وسط مدينة عين العرب (150 كيلومترا تقريبا شمال شرقي مدينة حلب) سُمعت لأول مرة صباح امس من الجانب التركي من الحدود.
وأضاف أن عناصر التنظيم أطلقوا تكبيرات بعيد سماع دوي انفجارات يعتقد أنها نجمت عن تفجير مقار لفصائل كردية. وكان مقاتل من التنظيم قد فجر مساء اول من أمس شاحنة محملة بالمتفجرات في مقر قوات الأمن الكردية “أسايش” بالمربع الأمني في عين العرب.
وتسبب التفجير في مقتل عدد من عناصر الجهاز الأمني الكردي بينهم مسؤول كبير وفقا لمصادر كردية، وجاء التفجير بعد اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى من الطرفين.
وفي موسكو، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية امس ان اقامة منطقة عازلة في شمال سورية يجب ان يكون بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة انترفاكس عن الكسندر لوكاشيفيتش قوله إن “مجلس الأمن الدولي هو من يجب ان يتخذ القرار بشأن تلك المناطق”.
وقد طلبت تركيا، ودعمتها فرنسا، اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران في شمال سورية لحماية المنطقة الخاضعة للمعارضة السورية المعتدلة والسكان الفارين من الحرب الاهلية.
واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان مسألة اقامة منطقة عازلة فكرة “جديرة بالدراسة” لكن البيت الابيض اوضح لاحقا انها “ليست موضع دراسة في الوقت الراهن”.
واعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي يانس ستولتنبرغ الخميس ان فكرة المنطقة العازلة ليست واردة “بعد” على جدول مناقشات الدول الأعضاء في الحلف.
وقالت انقرة ان عدد اللاجئين السوريين في منطقة كوباني الذين تستقبلهم تركيا منذ بداية هجوم تنظيم الدولة الاسلامية بلغ 200 الف شخص.
وفي محاولة لمنع سقوط المدينة، شنت طائرات التحالف الدولي أمس مزيدا من الغارات على مواقع التنظيم في عين العرب وحولها. وكانت طائرات التحالف نفذت اول من أمس غارات كثيفة دمرت خلالها خمس مدرعات ومستودع إمداد ومركزا للقيادة والتحكم، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.
وكان أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما اكد اعتزام بلاده تكثيف الجهود الرامية إلى إضعاف وتقويض تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق، مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة يحرز تقدما، رغم إقراره بصعوبة المهمة.
وشدد أوباما خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون) الأربعاء على “أهمية دعم الجهود العراقية في إعادة تشكيل القوات الأمنية، بما فيها خطتهم لخلق هيكل جديد للحرس الوطني للاندماج مع العناصر الأمنية المحلية بشكل أكثر فاعلية ومحاربة تنظيم الدولة”.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض بعد الاجتماع، إن الفريق الأمني أطلع أوباما على آخر مساهمات الحلف الدولي، بما في ذلك الحوارات الدائرة مع الشركاء الرئيسيين، للعمل على دمج قدراتهم ضمن إستراتيجية أوسع لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وأعاد أوباما التأكيد على أن “المهمة ما زالت صعبة ولا يمكن حل المسألة بين عشية وضحاها”. مشيرا إلى أن الأمر المهم هو الإجماع الواسع النطاق “ليس فقط في المنطقة بل بين دول العالم أيضا، على أن تنظيم الدولة في العراق والشام يشكل تهديدا للاستقرار وللأمن والسلم الدولييْن”.
وقال الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إن “الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك، ولن تحل المشكلة وتنقذ كوباني”، مضيفا أن ذلك لن يثني التحالف على مواصلة ضرب مواقع التنظيم.
وأوضح كيربي أن إلحاق الهزيمة بالتنظيم يتطلب وجود “جيوش قادرة، مثل المعارضة السورية المعتدلة والجيش العراقي، ولكن هذا يتطلب وقتا”، مشيرا إلى أنه “ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سورية”.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في تصريح تلفزيوني إن تنظيم الدولة “عدو يتعلم من أخطائه، وبدأ مقاتلوه يعرفون كيف يناورون ويتخفون وسط السكان”.
وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم “أصبحوا أكثر مهارة في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وما عادوا يرفعون أعلامهم أو يتنقلون في أرتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق، ولا يقيمون مقرات قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها”.
وفي إطار تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة تنظيم الدولة، وصل إلى أنقرة امس منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك، وسط خلاف بين البلدين حول مسألة “المنطقة العازلة” التي تطالب بها أنقرة على حدودها مع سورية وحظيت بترحيب فرنسي.
وفي أنقرة، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو امس انه “من غير الواقعي” التفكير بان تشن تركيا لوحدها تدخلا عسكريا بريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاصر مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية).
وقال الوزير التركي للصحفيين في ختام لقاء مع الامين العام لحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ في انقرة “من غير الواقعي التفكير بان تشن تركيا لوحدها عملية برية”.
ومنذ مساء الاثنين تشهد تركيا تظاهرات عنيفة لاكراد يطالبون الحكومة الاسلامية-المحافظة التركية بالتدخل عسكريا لمنع سقوط مدينة كوباني في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية.
واوقعت هذه الاضطرابات 22 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى وتسببت باضرار مادية كبرى بحسب آخر حصيلة جمعتها وسائل اعلام تركية.
من جانب اخر اعتبر جاوش اوغلو ان الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف جهاديين “ناجحة”.
واضاف “لكن كل العمليات العسكرية الأخرى بما يشمل عملية برية، يجب التفكير بها”. وكرر وزير الخارجية التركي القول إن “السلام لن يعم أبدا بشكل فعلي في سورية بدون رحيل بشار الأسد ونظامه”. – (وكالات ومواقع اخبارية)