فيديو للقوات المسلحة يكشف حقيقة "كنز عجلون"
وكالة الناس –
عززت القوات المسلحة الأردنية من مصداقية بيانها التوضيحي لـ”قضية حفريات خربة هرقلة” بمحافظة عجلون، بعد نشرها على موقعها الإلكتروني أمس، تسجيل شريط فيديو مدته نحو 23 دقيقة، يعرض لعملية إزالة أجهزة تجسس زرعتها إسرائيل في الموقع منذ ستينيات القرن الماضي.
الشريط حمل عنوان “كنوز عجلون بين الحقيقة والخيال”، وقدم التعليق فيه الناطق باسم مديرية التوجيه المعنوي، ليوضح مسار تفاصيل عمليات حفر وإزالة ألغام نفذها خبراء متفجرات إسرائيليون بإشراف القوات المسلحة الأردنية، إلى جانب إظهار احتياطات أمنية شديدة في الموقع.
وجاء بث الشريط، بعد أيام من مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء عبدالله النسور ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن، أوضحا فيه قصة الحفريات في المنطقة.
وكانت هذه القصة شغلت الرأي العام على مدار الأسبوعين الماضيين، ورافقتها شائعات حول استخراج “كنوز هرقلة” من عجلون، وهو ما نفته الجهات الرسمية.
واستعاد الشريط في مشاهد منه، تفجيرا مفاجئا حدث على طريق الخالدية في المفرق يوم الرابع من شباط (فبراير) العام الماضي، وسبب أضرارا مادية في أبنية قريبة من مكان الانفجار على بعد 400 متر منه.
وأشار الشريط إلى أن القوات المسلحة كشفت على موقع الانفجار فور وقوعه، وأجرت تحقيقات ودراسات علمية وفنية لمعرفة السبب، فتبين أنه ناجم عن مادة متفجرة (تنفجر عند تحريكها أو نزعها) مربوطة بأجهزة رصد وتجسس، وهي مدفونة تحت سطح الأرض منذ عشرات الأعوام.
وبين الشريط، استعمال القوات المسلحة الأردنية عربات عسكرية مخصصة للكشف عن المواقع التي تحتضن في تربتها أجهزة تجسس، بعد مسح شامل لكافة أنحاء المملكة، إذ تبين وجود 5 مواقع أخرى تحتوي على مثل هذه الأجهزة، مزروعة في الأرض وعلى أعماق تتراوح بين 1.5 متر ومترين.
وروى رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن أنه عثر على جهاز تنصت في شارع رئيس قريب من جامعة عجلون الوطنية ومناطق سكنية، مربوط على أحد خطوط الاتصالات الخاصة بالفرقة الثانية سابقا (المنطقة العسكرية الشمالية حاليا)، زرع العام 1969 مع كمية متفجرات كبيرة بجانبه. الشريط الذي بث أمس، كشف في مشاهده عن خبراء متفجرات إسرائيليين يجهزون موقع “خربة هرقلة” لإزالة أجهزة تجسس منه، بعد استعانتهم بمعدات فنية إلكترونية متخصصة وحواجز إسمنتية، وشبك امتصاص عصف متفجرات وألبسة واقية للشظايا وآلية حفر متخصصة.
وبدءا من الدقيقة العاشرة في الفيديو، جرى بث مشاهد “حقيقة ما جرى في خربة هرقلة” وأعمال الحفر على طريق عجلون – إربد التي بدأت في الثامن عشر من الشهر الماضي، وصولا إلى تركيب الحواجز الإسمنتية بشكل مستطيل في المكان الذي يحتوي على أجهزة التجسس وتغطيته بشبك امتصاص.
كما أشار إلى أن عملية التفجير تمت بنجاح عند الساعة الثانية صباحا يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر الماضي، مصورا وجود مقطع صخري على الطريق وأنه ليس مغارة للذهب، مع عملية إزالة مخلفات التفجير.
وانتهى الشريط بحديث الزبن في مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي، أبدى فيه اسفه لتناول بعض الجهات احاديث وإشاعات تزعم وجود دفائن في منطقة هرقلة، أخذت عن طريق جهات من الدولة، بعد العثور على كميات من الذهب والآثار، نافيا بما قدمه الشريط كل هذه الإشاعات، وذلك بعد أن اضطرت القيادة العامة للقوات المسلحة لتوضيح ما حدث بالتفصيل من أجل لجم الإشاعات المغرضة والكاذبة بهذا الصدد.