(أرض بلا اتجاهات) إلى الشاعر والمفكر الكبير “سميح الشريف”
وكالة الناس – كتب. جروان المعاني
تهزأ مني
كيف أعيش في (أرض بلا اتجاهات)
لماذا تبدو المسافة أقصر من خُطاي
وظلي يتحرك بطيئا كأنه جسد لا أعرفه
وكأنني
ما عدت صديق الطرقات
أعبر بخطوتي جوف نذالتها
وبقلب عاشق أنظرُ للحياة
تعاملني افتراضاً
بأنني جبانٌ أحمقٌ
فأسارع مستهترً بخطاي
أنظرُ إليها .. أخبرها
بأنها أولُ القتيلاتِ عطشاً
وبأن الحي فيَّ قد جف منه الماء
وبأن أرضي تمتلئ
بالفتنة
باللاجئات
بالمريميات والساقطات
فأغلقت على تعبي الأبواب
وتجاهلت كل الجهات
كأنكِ
غربتي واغترابي
أو كأنك الريح ما هدأت
وتشتهين عذابي
أو أنكِ أنا حين لا أرأنني
كلما حثثت خطاي
صدتني رياح التعالي
أنتِ بعمر كل شيء عدا جنوني
فأعينيني على عُمري
وابتعدي عن وسادة أحلامي
غاضبةٌ هي الأمأنني
موهومةٌ رمالُ الصحراء
اذ كيف تغتال حقيقتنا
كذبة
فتوى صنعها صاحب لحية سوداء
صك غفران من قسيس
يكذب على رب السماء
رديئة هي المساءات
إذ ترتدي نور القمر
وغبار الحقد يملأ الطرقات
فلا جدوى
من ابتسامتي التي تنهشها صرخات الأطفال
والثكالى من النساء
ادفن رأسي خجلا
اكره القمر
اذ ينير الطريق امام الاعداء
انكر عروبتي
اتعجب من اديان السماء ..!!!
أنا ما قتلتُ
ولا غدرتُ
كل ما فعلته
أنني نمتُ مع النائمين