رثاء الباب العالي
وكالة الناس – إلى عالي المقامْ … إلى زياد السعودي حيث ينامْ: رثيتكم ومت قبلكم.. فعليكمُ السلامْ.
**رثاء الباب العالي**
هذا الغريبُ على فداحةِ حالِه
باعَ الدُّنى ليفكَّ قيدَ بِلالِه
ما شدَّه وَهْمُ الحياةِ لدرْكِهِ
لما العديدُ تعلّقوا بحبالِه
لم يبقَ فيه مِن مظاهرِ طينِه
إلا اشتباكُ جوابهِ بسؤالِه
وبقيةٍ مِن صورةٍ مزروعةٍ
غربَ الفؤادِ تجذَّرت برمالِه
وغمامةِ البؤسِ التي تمتصُه
وتظلُّ مُطبقةً على أوصالِه
ورؤىً مُسجّاةٍ لشاعرِ مِحنةٍ
صَمَمُ المدى أعيا لِسانَ مقالِه
هذا الغريبُ عريقةٌ أحزانُه
فأنا وجُرحُ الطَّفِّ مِن أخوالِه
رافقتهُ مُذ أنْ رَسمتُ سما غدي
ورَبطتُ أعيادي بثَبتِ هلالِه
واليومَ يحترقُ الغريبُ بِحُلمه
ويَلُفُّ واقِعهُ بحبلِ مآلِه
ويغيبُ في أُفق الشحوبِ بريقُه
والليلُ يشربُ صبحَه بدِلالِه
أتراه مثلي هالَهُ رُعبُ الرؤى
فقضى وراحَ ضحيةً لخصالِه؟!
أم أنَّ موساهُ تقمَّصَ خضرَه
ومضى بناقِصهِ لِطورِ كمالِه؟!
أزيادُ قلْ للخائفينَ مِن الرَّدى
دربُ النجاةِ يَمرُّ فوقَ نِصالِه
الموتُ أول ضمةٍ بعدَ النَّوى
حُلُم الغريبِ بوقفِ نَزفِ رِحالِه
كلٌ تُبدِّدهُ الحياةُ بريحها
ويُبيدُ أرحمُها قليلَ غِلالِه
فإلامَ يبقى ذو النُّهى مُتمسمِراً
في الأرضِ ليسَ يفرُّ مِن صِلصالِه؟!
فليستَعِد طعمَ السُّطوعِ، ومَن يَذُق
عَنَت النّوى يَجِد الهنا بزوالِه.
بقلم الشاعر: سلطان الزيادنة